الأحد، 29 يوليو 2012

مناف طروادة 2


 مناف طروادة 2

فرمز حسين

على الرغم من المخاض العسير ورحلة السير على الأشواك بأقدام حافية مثخنة بالآلام  في سورية المزروعة بألغام القتل الموقوتة, على الرغم من التعثر في تضميد الجراح بين الكبوة والنهوض والحصاد المر لعشاق الحرية من عامة السوريين, تبقى الحلول التي يجدها الغير للداخل السوري لا جدوى منها ويبقى السعي لتسويق شخصيات هلامية موبوءة بآفات النظام الحاكم حتى النخاع  لقيادة فترة انتقالية  آخر ما يمكن أن يسمى حلا لمأساة بلدنا الحزين المتشح بالسواد طولا وعرضا .

الأبطال من أبناء شعبنا السوري في الداخل الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل التخلص من الاستبداد هم أصحاب القول الفصل في رسم معالم سورية المستقبل من مرحلتها الانتقالية وحتى الوصول إلى ذلك اليوم الذي يصبوا إليه جميع السوريين يوم الاحتكام إلى صناديق الاقتراع الحقيقية.

العقلانية انشقت عن النظام الجائر في سورية تزامنا مع اقتلاع جلاوزته أظافر أطفال درعا وإطلاق أيدي شبيحته ليعيثوا قتلا وفسادا. سار النظام من حينها فاقدا للرشد لا يفقه الا لغة الحديد والنار, جيشه أصبح وبالا على شعبنا, الذي سمي زورا وبهتانا بجيش الوطن العقائدي.لا أدري بأية سمات يمكن وصف مؤسسة  العار العسكرية السورية  قياسا مع المصرية أو التونسية؟ هنا يجب أن أوضح بأن المعنيين هم ذوي الرتب السيادية بالدرجة الأولى. أين شرفائها الذين هم على شاكلة طلاس, حيث اقتضى الأمر أكثر من ثمانية عشر شهرا على معركة شعبنا الغير متكافئة ضد الظلم والطغيان والدماء الغزيرة التي سالت حتى تتحرك فيهم النخوة  ويميزوا الحق من الباطل بل بالنسبة لمناف انتظر حتى بعد خروجه الغامض من سورية أكثر من أسبوعين و تناول جرعات عديدة لاكتساب الشجاعة اللازمة وبعد طول تردد واستشارات قرر الإعلان عن انشقاقه المريب. كان الأجدر بالعميد القتال مع لوائه على أرض المعركة وحماية المواطنين السوريين كسبيل لطلب العفو والمغفرة من الشعب السوري الذي يعرف حق المعرفة بأن لعائلته كل المساهمة في إرساء ظلم الأسد الأب والابن وطغيانهما على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن, ذلك كان أفضل له من طواف الكعبة الشريفة مئة مرة بدل تمثيلية العمرة التي روّج لها.

  صحيح أن سورية تعرضت لغزوات كثيرة و صبغت الدماء الحمراء نهر العاصي مرات عديدة عبر التاريخ, لكن هذه المرة مختلفة تماما لأن الأجساد التي انتشلت من العاصي والمجازر العديدة الأخرى ارتكبت على أيدي من يدّعون بأنهم أبناء الوطن وحماتها.  أيّ وطن هذا الذي تهتك فيه أعراض أهله ويهدر دم شعبه وتكتوي أجساد مواطنيه بنيران الغل. سورية الأرض, المكان, لا قيمة لها بدون شعبها  المعطاء, المتسامح, العريق .

أعداد الضحايا تزداد في الارتفاع يوما بعد يوم, وتيرة الأحداث على الأرض تسير بسرعة الضوء قياسا مع السير السلحفاتي للمجتمع الدولي خاصة بعد التفجير الذي استهدف القيادة العسكرية المسماة بخلية إدارة الأزمة. التذرع بالخشية من نشوب حرب أهلية في سورية من قبل العالم الخارجي في حال التدخل الفعلي هو ادعاء باطل بل على النقيض من ذلك أي أن السلبية في التعامل مع الملف السوري والقيام بإجراءات عقيمة هي التي تمدّ في عمر النزاع, تطيل من عذابات شعبنا و تشجع النظام لارتكاب المزيد من المجازر مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة. المغامر الوحيد بوحدة الأراضي السورية وسلمها الأهلي هو النظام البعثي الشوفيني.

 روسيا تنظر إلى الانتفاضة الشعبية على أنها غزو للمتطرفين المدعومين من دول الخليج وتركيا الإسلامية ضد رئيس متحضر يحاول جاهدا الدفاع عن العلمانية ويعيق الإسلاميين من السيطرة على مقاليد الأمور. كما أنها تعتقد بأن سقوط الأسد قد يشكل خطورة وصول ذلك المد الديني إلى جمهوريات الاتحاد الروسي.  الكابوس الآخر الذي يتخوف منه الروس هو استيلاء الإسلاميين على الأسلحة الكيماوية السورية حال سقوط نظام البعث ومن ثم سهولة وقوعها في أيدي القوقازيين.

 بوتين يسير مع إدارته بعكس التيار أي الدعم والوقوف إلى جانب الحكام المستبدين بكل قوة ضد شعوبها المظلومة.

 الدعم الذي طالما سبب عداء شعوب العالمين العربي والإسلامي للغرب لأنها كانت تبدي مصالحها السياسية على القيم و المعايير الإنسانية التي تنادي بها, في الوقت الذي يتوخى  أوباما الحذر الشديد في سياسته مع العالمين المذكورين خدمة للأمن القومي الأمريكي.

الدول الأعضاء في مجلس الأمن دعت مؤخرا للمرة الثالثة إلى اجتماع تصويت على مشروع قرار لفرض المزيد من العقوبات على النظام على الرغم من معرفتها التامة بالفيتو الروسي والصيني, إن لم يكن لديها مخططا للقيام بإجراءات خارج المجلس فذلك يعني بأنها قامت بعمل عبثي لا مبرر له البتة. الجامعة العربية بدورها تحوّل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة  بإجراء مكرر أيضا وللتذكير أقول لقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في شباط المنصرم قرارا بشأن الانتقال السياسي في سوريا بأغلبية 137 صوتا مقابل 12 ، وامتناع 17 دولة عن التصويت. مع ذلك لم يتخذ المجتمع الدولي أي إجراء فعّال ينهي الأزمة, سوى إرسال المراقبين وانتظار خطة عنان العقيمة  التي طغت مساوئها على محاسنها. الآن بعد مضي أكثر من خمسة أشهر وسقوط الآلاف من الضحايا والخراب و المآسي الذي لحق بالبلاد والعباد تعود الجامعة إلى إعادة الكرّة. هذه ليست سوى خطوات التقهقر إلى الوراء في الوقت الذي يدفع الشعب السوري ثمن كل خطوة إلى الأمام من دماء أبناءه.

على الدول العربية و الأجنبية الصديقة للشعب السوري إثبات مصداقيتها من خلال السعي لإيجاد السبل الكفيلة بوقف آلة القتل مهما كانت الإجراءات, أما من يصلح لقيادة المرحلة الانتقالية فتلك مهمة يجب أن يتولاها السوريون أنفسهم.

 2012-07-28

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 




الاثنين، 23 يوليو 2012

على المجتمع الدولي دعم القادة الجدد في دول الربيع العربي


على المجتمع الدولي دعم القادة الجدد

في دول الربيع العربي

فرمز حسين

ألسنة النيران الملتهبة التي أضرمها  البوعزيزي في جسده شكلت بداية الاحتراق لعقود من الكبت الشديد والاحتقان المتراكم الذي كان يعانيه مواطني العالم العربي, نتيجة الصمت على الانتهاكات الجسيمة في مجال حقوق المواطن, غياب العدالة الاجتماعية,انتشار الفساد ,المحسوبية واستفراد الحكام بالقرارعنوة. كما أنها شكلت مرحلة زوال الطبقة الصغيرة صاحبة الامتيازات اللامحدودة ومعها الطبقة الطفيلية المدلّسة لها, فيما ظهر سواد الشعب بطموحاته, آماله, آلامه وأحلامه. انتقال الثورة إلى بقية الدول العربية جاء كمدّ طبيعي  لوحدة الحال الكبيرة. وقوف الثورة في  سورية (الأسد) مؤقت مهما عمل النظام من المحاولات اليائسة من أجل الصمود في وجه  التغيير. رايات الانتصار الشعبي العارم على الاستبداد سترفع و الثورة ستمضي في مسيرتها ما دامت هناك أنظمة مشابهة لتلك التي انهارت.  الشباب المتعطش للحرية والتغيير أسوة بأقرانهم في الدول المتقدمة والذي كان للتطور التقني دورا كبيرا على الإسراع في عملية التواصل والانفتاح على العالم لن يهدأ قبل أن يتحررمن قيود الحكام المستبدين.

الذي حصل في دول الربيع العربي أن التنظيمات السياسية الإسلامية  كانت أكثر تهيؤا لاحتواء العديد من هؤلاء الشباب الثائر والاستحواذ على قيادة الحراك, مستفيدين من خلفيتهم السياسية كمعارضين تقليدين غير مجربين سابقا في أروقة الحكم, لذلك حظوا بالفرصة من قبل الشارع المنتفض في تحقيق نجاحات انتخابية والتوصل إلى قيادة البلاد. لكن الشيء الأهم أن هذه الأحزاب هي تحت الاختبار من قبل الشارع الهائج المنتظر للكثير من الانجازات السريعة خاصة في المجال الاقتصادي وانعكاسها المباشر على ظروف الحياة اليومية.

الكثير من التحديات تواجه القادة الجدد أهمها الارتقاء بأنظمتهم الجديدة إلى مستوى الطموح التي لأجلها قامت الثورات.

يجب أن لا ننسى بأن ثورات الربيع العربي فطرية, تلقائية, غير مؤدلجة, انتفاضات من أجل الحرية أولا و العيش الكريم ثانيا, إذا تحقق إحدى الهدفين دون الآخر فسيكون خيار اللجوء إلى الشارع دائما مطروحا. التوتر السياسي وعدم الاستقرار في العالم العربي سيكون له تداعيات سلبية كبيرة,من جميع النواحي, الاقتصادية, البشرية, السياسية, ليس فقط على المنطقة بل على العالم.

في مقال بعنوان ( العالم العربي بحاجة إلى الدعم) الذي نشر في صحيفة داغنز نيهيتر السويدية بتاريخ 2012-07-16 لسينان أولجن باحث زائر في معهد كارنيغي أوروبا ورئيس مركز أبحاث في استانبول يتحدث عن أهمية الدعم الدولي للقادة الجدد فيما يلي ملخصا عنه:

 يجب على المجتمع الدولي دعم قادة الربيع العربي الجدد بالمال والخبرات وإلا فهناك خطورة من نشوب اضطرابات سياسية جديدة في تلك الدول. التسويات في مصر بين القادة العسكريين والإسلاميين يشكل تذكيرا بمقدار الصعوبة التي ستواجهها مسيرة التحول إلى الديمقراطية. إن لم يتم التوصل إلى آلية عمل مشتركة  لتوزيع السلطات فيما بينهما سوف يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى إطالة وضعية عدم الاستقرار السياسي. لكن الشلل في الحالة الاقتصادية المرافقة لا تقل خطورتها عن ذلك في التأثير على ترسيخ الديمقراطية. هؤلاء القادة الذين تحولوا من إسلاميين إلى حكام عوضا عن النظام السابق, يعرفون بكل تأكيد بأن الأفاق الاقتصادية في بلدانهم يجب أن تتحسن, و أن بإمكانهم الاحتفاظ على شعبيتهم فقط إذا تمكنوا من الإسهام في زيادة  التنمية, خلق المزيد من فرص العمل ورفع مستوى المعيشة. هذه من المضامير التي يصعب التوصل إلى نتائج مرضية فيها عادة ولكنها أضحت أكثر صعوبة منذ حلول الربيع العربي الذي أدى إلى ارتباك النظام الاقتصادي في عموم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

حتى في تونس ومصر حيث التحول الديمقراطي قد قطع شوطا أطول, أثرت حالة عدم الاستقرار السياسي  على الأداء الاقتصادي. لأول مرة منذ عام  1986 انكمش الاقتصاد التونسي 2011 بنسبة 1,8 و البطالة وصلت  إلى 18%

بارتفاع 13% مقارنة مع عام 2010. الاقتصاد المصري نقص بنسبة 0,8% وفقد مليون مواطن مصري عمله. كما أن الاستثمارات الأجنبية انخفضت من 6,4 مليار دولار عام 2010 إلى 500 مليون دولار فقط عام 2011. العجز في الميزانية المصرية وصلت إلى 10% من إجمالي الناتج القومي وانخفاض الاحتياطي النقدي إلى 15 مليار دولار ما يكفي تماما لدفع استيراد ثلاثة أشهر. حتى في تونس ارتفع العجز في الميزانية بشدة بعد الثورة من 2,6% من إجمالي الناتج القومي 2010 إلى 6% عام 2011.

هذا التدهور السريع في مواجهة التأملات الكبيرة المرتقبة التي أيقظتها التحولات السياسية يفرض على الأحزاب السياسية طرح برنامجا اقتصاديا أكثر تفصيليا لكي يتماشى مع شكاوى الناخبين التي تتزايد باستمرار حول الأوضاع المادية. الإسلاميون  تناولوا المواضيع السياسية قبل كل شيء وشددوا على الإصلاحات الديمقراطية, لكن في الحملات الانتخابية الأخيرة مال المرشحون أكثر فأكثر إلى التعبير عن التطلعات الاقتصادية.

جميع اللاعبين وخاصة الأحزاب الإسلامية اتخذت إجراءات تصالحيه لابأس بها فيما يخص العلاقات الدولية. البرامج الاقتصادية لهذه الأحزاب متناسبة إلى حد ما مع سياسة السوق وتشدد على أهمية دور القطاع الخاص  كمحرك للنمو, كذلك الحاجة إلى رأس المال الأجنبي. الدولة يجب أن تضمن العدالة الاجتماعية ونادرا ما يسمع منهم الحديث عن مبادئ الشريعة. في كل من تونس ومصر أكدت الأحزاب السياسية بأن قطاع السياحة الهام لن يتم مضايقتها بمحظورات مستمدة من القوانين الإسلامية. برامجهم الاقتصادية تفسح المجال للحصول على المساعدات من المؤسسات الدولية.

المقاومة ضد التدخلات الأجنبية ومساعداتها فيما يتعلق بالإصلاحات الديمقراطية كانت قوية, ولكن يبدو الآن أن قادة العرب الجدد أكثر رغبة في التعاون مع الغرب حول الأهداف الاقتصادية.

الضعف الاقتصادي يعطي الفرصة لدول جديدة كي تتعاون مع هذه القيادات الجديدة. على المدى القريب والبعيد.

يجب إعطاء الأولوية للأهداف القريبة فهناك ضغط شديد على الأحزاب الإسلامية بأن تحقق نتائج ايجابية خلال ولايتها الانتخابية الأولى. الحكومات الجديدة تقع تحت وطأة الضغط المباشر لخلق المزيد من فرص العمل والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي في إمكانية الاستثمارات على نطاق واسع في المشاريع العامة. المجتمع الدولي بإمكانه المبادرة بوسائل عديدة لمساعدة هذه الحكومات في المثابرة والبقاء في الحكم, يستطيعون أن يرفعوا من سقف المساعدات المالية الموعودة, بالإضافة إلى الدعم بالخبراء الماليين في الاقتصاد العام.

المجتمع الدولي يستطيع أيضا مساعدة الحكومات العربية على تأسيس إطار قانوني ونظام رقابي لمشاريع البنية التحتية  الكبرى المشتركة العامة والخاصة. اللاعبين الدوليين يستطيعون بعدئذ مساعدة الحكومات بتسويق الإجراءات لكي ينعم الاقتصاد العربي بالانتعاش من التمويل الخارجي البعيد المدى فيما يتعلق بالبنية التحتية.

مزيج من هذه الإمكانيات فقط هي التي ستسمح للاقتصاد العربي بخلق العديد من فرص العمل الجديدة في فترة زمنية قصيرة, في الوقت نفسه تتجنب خطر زعزعة الاقتصاد وعدم التوازن أو غياب التمويل للاستثمارات الخاصة. الغرب من جهته سيكسب الكثير من خلال التعاون الموثوق مع العالم العربي لكي تتمتع مجتمعاتها باقتصاد جيد في المستقبل.  

2012-07-21

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 




الأربعاء، 18 يوليو 2012

Salvegera nemir Qasimlo


Bi navê Encumena Niştîmanê Kurd li Sûriya_ Leqê Siwêdê,

Salvegera nemir Ebdulrahman Qasimlo bi dilekî xemgîn, li gel hevalê Partiy a Demoqrat a Kurdstana Iranê ber parvedikin.

Rêzdarên Hêja !

Miletê Kurd bi dehan qehreman di riya tekoşînê û azadiyê de winda kirine, belê ew qehreman bûne mîna cirakê di kar û xebata pêşeroja miletê Kurd de.

Rêzdaran! miletê kurd ku yek wek tekoşerên nemir E Qasimlo ji nav darkat her wê rojeke azad û serkeftî  be. 


Sersaxî bo Hevalên Partiy a Demoqrat a Kurdistana Îranê û her weha bo miletê Kurd bi tevehî



Encumena Niştîmanê Kurd li Sûriya/ Siwêdê,

2012-07-15

Stockholm

بيان إدانة


المجلس الوطني الكردي السوري في السويد

يدين بشدة جرائم النظام القمعي بحق الشعب السوري الأعزل الذي تحول إلى ضحية لجنوح نظام فقد رشده.

المجازر المروعة المتكررة التي يقوم بها الحاكم المعتوه وشبيحته في القرى والمدن السورية  وأخرها في قرية التريمسة في محافظة حماة التي حصدت أرواح  أكثر من 250 شهيدا من العائلات السورية بأطفالها ونسائها يدل وبشكل قاطع لا يقبل الشك والتأويل بأن هذا الحاكم  ليس فاقد الشرعية فحسب بل فاقد الوعي والإحساس.

ندعوا المجتمع الدولي بأن يغير سياسته المتهاونة مع القتلة في دمشق و مسانديه في موسكو الذين  يحوّلون سورية إلى ساحة للاقتتال الطائفي وذلك بغرض تمييع الانتفاضة الشعبية المنادية بالحرية من خلال إسرافهم وإيغالهم في القتل الهمجي.

 نناشد جميع منظمات المجتمع المدني والهيئات القانونية والإنسانية الدولية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري ونطالب بإحالة كافة المسئولين في نظام البعث و رئيس الطغمة بشار الأسد  في مقدمتهم إلى محكمة الجنايات الدولية .



ستوكهولم 2012-07-13

المجلس الوطني الكردي السوري/السويد

اللجنة التحضيرية المؤقتة


الاثنين، 16 يوليو 2012

مناف طروادة


مناف طروادة



فرمز حسين

التهويل الإعلامي حول انشقاق مناف طلاس إن لم يكن متعمدا  فهو لغط مبالغ فيه إلى حد بعيد. طلاس الأب لم يكن في يوم من الأيام على الرغم من تبوئه منصب وزير الدفاع و ولائه التام خلال رحلة عمل دامت أكثر من ثلاثين عاما في خدمة الأسد الأب من أن يكون واحدا من ضمن دائرة القرار الحقيقية الضيقة. حافظ الأسد ارتأى فيه إحدى الواجهات السنية الصامتة التي لا ترى و لا تسمع بكل نياشينه وأوسمته بغية إظهار مشاركة أغلبية السنة في الحكم من خلال أمثاله, مقابل ذلك تمتع العماد وعائلته بامتيازات نفعية عديدة. الدور الموكل إلى طلاس الابن لم يختلف كثيرا فالعائلة الموالية للنظام كانت من ضمن الميراث الذي آل إلى الأسد الابن كعائلة مقربة للحاكم لكن ليس من الحكم.

التصريحات الأخيرة التي صدرت عن بعض أطراف المعارضة السورية ورقصة العراضة المبكرة  لمناف حتى درجة الإيحاء بقدرته على إدارة مرحلة انتقالية قبل أن يعلن الرجل عن نيته  بالوقوف مع الانتفاضة الشعبية لها دلالتان لا ثالث لهما:

الأولى قد تكون من منطلق  تعلق الغريق بقشة! هذه الدلالة هزيلة إلى حد ما لأن من صرّحوا من المعارضين هم من السياسيين المتمرسين الذين لا تخفى عليهم الشاردة, وهم يعرفون بأن السوريين ثلاثة وعشرون مليونا وبينهم بالتأكيد من يستطيع قيادة المرحلة الانتقالية.

الثانية التي تعتبر أكثر انسجاما مع واقع الداخل السوري هي أن هذه المعارضة على دراية كبيرة بخفايا الأمور حول حيثيات فرار مناف و الفترة  الزمنية  قبل و أثناء خروجه من سورية.

الضبابية التي تلازمت خبر انشقاقه  دون الإعلان عن ذلك بتصريح من صاحب القضية نفسها  ترك الكثير من إشارات الاستفهام  و باب مفتوحا على مصراعيه  للتأويلات والسيناريوهات الكثيرة  المحتملة التي قد تكون وراء هذا الانشقاق المزعوم.

 اتفاق منظم بين دول غربية, عربية, قسم من المعارضة, طلاس, ربما!

خطة عنكبوتيه منسوجة بعناية من قبل النظام نفسه مستندة على دعم  استخباراتي كبير يشتم منها رائحة -ك-ج-ب أيام السوفييت والتي بوتين كان ضابطا عاملا فيها أقرب إلى التصديق.

 حدس الإنسان فوق كل التحليلات السياسية والعلمية و يبدو أن قرون الاستشعار لدى حكام دمشق  قد بدأت تنقل الأخطار المرتقبة وذلك تزامنا مع ارتفاع أزيز الرصاص في أحياء عديدة من دمشق, دوي المدافع في ريفها وتفاقم الانشقاقات في  صفوف الجيش من مختلف المراتب. لابد أن النظام رغم بغيه وتجبره قد بدأ يعرف بأن إمكانية  الاستمرار في حكم سورية بعد كل هذه المجازر والأهوال بات أمر شبه مستحيل والاقتناع بذلك قد يجنبه مصيرا شبيها بما آل إليه القذافي وصحبه.

من هنا بدأت العقول المدبرة في النظام السوري بالتعاون مع الحليف الروسي التحضير لسقوط مريح لأركانه عند الفشل في المحاولة الأخيرة لإخماد الثورة بقيادة كوفي عنان الذي يحاول إشراك إيران والعراق (المالكي) فيها.

 المرحلة الانتقالية ومن يقودها لها الأهمية المطلقة بالنسبة للزمرة الحاكمة في دمشق, تحديدا أمن وسلامة رؤوس النظام ومصير ممتلكاتهم بالدرجة الأولى  ومن ثم ضمان تجنيب المقربين من النظام وبشكل خاص الطائفة العلوية ويلات الانتقام. من يستطيع القيام بمثل هذا الدور أفضل من الصديق الوفي بل الخادم الأمين وابن الخادم الأمين و يؤمن مثل هذا السقوط الناعم.  طلاس سني مثل الأغلبية ليس له دورعلني في تصفية الثوار هذا ما سيجعله مقبولا من الشعب المنتفض ومن بقية أطياف المعارضة كقائد للمرحلة الانتقالية.

.

قريحة النظام في سورية كانت ومازالت مبدعة في صناعة المعارضين الوهميين الآن تتفتق هذه القريحة  حتى بصنع من يدير شؤون البلاد عند سقوط الأسد.

مخرج من المعضلة التي أوقع النظام نفسه وأصدقاءه فيها و طلاس من بينهم جاء على طبق من ذهب  للانخراط مع الانتفاضة الشعبية العارمة  شرعيا  والحفاظ على المكتسبات الكبيرة التي اقتنتها العائلة عن طريق استغلال نفوذها الذي امتد لعقود طويلة.



2012-07-16



فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 


الخميس، 12 يوليو 2012


عنان دبلوماسي أم انتهازي؟



فرمز حسين

المبادرة التي كلف بها السيد كوفي عنان مند شباط الماضي جاءت كفرصة ذهبية لدبلوماسي عريق سابق كان من المعتادين على الأضواء والتهافت الإعلامي  لكنه أصبح مرميا على الرف منذ عام 2006 بعد انتهاء مهامه كأمين عام للأمم المتحدة, أعلى منصب دبلوماسي دولي نجح في التوصل إليه نتيجة دهائه في التودد إلى أصحاب القرار.

عنان فشل في المهام التي كانت منيطة به كمسؤول عن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من خلال صمته وسلبيته اللتان كانتا السبب في عدم تدارك المجتمع الدولي والحيلولة  دون حدوث القتل العام في رواندا عام 1994 . حتى أن الكثيرين انتقدوا نيله لجائزة نوبل للسلام 2001 انتقاد شديدا. جرائم ملادج  وكارادازج التي أودت بحياة أكثر من سبعة ألآلاف  شخصا من أهالي سربرنيتسا 1995 في مجازر تعدّ الأبشع في التاريخ المعاصر ووصمة عار على جبين الإنسانية  كان من الممكن تفاديها لولا عدم اكتراثه بأرواح الغير و تصرفه اللا مسؤول  بعدم إخطار المجتمع الدولي عن حيثيات الأهوال الرهيبة في حينها وطلب الحماية للمدنيين من خلال التدخل العسكري.

كما هو معروف أيضا لو أن الأمور سارت كما اشتهاها عنان عام 2003 لبقي طاغية العراق صدام حسين جاثما على صدور العراقيين حتى يومنا هذا وشراكة نجليهما لأينعت و تصدرت الكثير من بورصات العالم.

مباركة الخطة التي اقترحها الموفد الدولي من القوى الغربية والجامعة العربية جاءت نتيجة الشلل الذي أصيب مسيرة المواقف الدولية بحكم الفيتو الروسي, الصيني والاعتقاد بأن تنفيذ بنود الاتفاق الستة قد يفضي إلى المزيد من الاحتجاجات وبالتالي التغيير الديمقراطي السلمي أو التوصل إلى وقف القتال والمظاهر المسلحة بحيث يصبح النظام في موقف مسيطر يمكنّه من ترتيب الأمور في البلاد بهدوء, عندئذ يمكن الضغط على وسائل الإعلام المناوئة للسلطة لتوقيف حملاتها الإعلامية  فيستتب الأمن والاستقرار دون التورط في غزو مماثل للغزو العراقي والذي يفتقد الغرب وخاصة الولايات المتحدة بإدارة أوباما الشهية  للمزيد منها.

عنان يعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار, سيان عنده في ذلك من سيحكم سورية, نجاحه سوف يعطيه الثقة بالنفس بأنه مازال بخير ولم يتحول إلى متقاعد عديم المنفعة لا يكترث لحاله أحد وربما يحظى مستقبلا بمهام جديدة في السودان, الجزائر أو غيرها من البؤر المرتقبة.  وقف إطلاق النار بالنسبة له هو الهدف وليس التوصل إلى حل للأزمة نفسها وإنهاء المأساة التي أودت بحياة الآلاف من السوريين نتيجة همجية النظام في التعاطي مع الحراك. لا ضير عند الوسيط الأممي حتى لو كان ذلك التوقف مؤديا لإخماد للثورة.

القنوات والطرق الملتوية التي سلكها عنان منذ أكثر من ثلاثة أشهر تدعم هذه النظرية أي أنّه والأسد يريدون التوصل إلى النتيجة ذاتها. الأمر ليس تجنيا  فالنهج السياسي والسلوك الدبلوماسي المنحرف البعيد كل البعد عن الأخلاق والقيم التي تظهر جليا يوما بعد يوم من الموفد الدولي الذي يتعامل مع الأزمة في بلدنا المنكوب وشعبنا المتألم وكأنه يتعاطى مع محنة تخصّ مخلوقات من كواكب أخرى. لا يبارح أروقة الفنادق الفخمة الا للقاء الرئيس الأسد أو أعوانه.  حصوله على مباركة حليفي سورية القويتين روسيا والصين لم تأتي من فراغ بل جاءت بعد أن أصدروا املاءاتهم عليه وتأكدوا من أن المبادرة سوف ترسخ  بقاء الأسد في السلطة ووأد الفتنة من وجهة نظرهما.

الخطة كانت وما تزال  ضحكا على الذقون ذلك لافتقارها لورقة عمل داعمة في حال عدم امتثال النظام لتنفيذ بنودها الستة ولأن الخطة  تحت وصاية الدولتين المذكورتين, النفاق والرياء السياسي  والأخلاقي في الأزمة السورية  فاق  كل التقديرات.



تحولت سوريا بأرضها وشعبها  إلى حقل تجارب  من خلال سيناريوهات متكررة  من  بعثة مراقبي الدابي إلى عنان-مود و الاستمرار في النهج نفسه في الوقت الذي يرتفع أعداد الضحايا من المواطنين السوريين الأبرياء  يوما بعد يوم.

 الروس والصين يؤدون أدوارهم تماشيا مع مصالح أنظمتهم الإستراتيجية وعنان  ينفذ. الملامة كلها تقع على المعارضة ومجموعة أصدقاء سورية . المعارضة معنية كطرف أساسي بأن تقبل أو ترفض الوساطة وليس كل شيء توافق عليه الدول الداعمة هي في صالح الشعب السوري. المبادرة التي تفتقد الأسس والأطر التي تؤهلها للنجاح  ستخفق لا محالة.

حتى لو انطلت الحيلة على الدول الداعمة لانتفاضة الشعب السوري كان من المفروض أن لا تنطلي على المعارضة التي تعرف سبل النظام وألاعيبه, خصيصا مع وساطة موفد دولي له باع طويل في التعاطي السلبي مع قضايا مصيرية

و إرضاء الأقوياء وأصحاب القرار.

على الرغم من الارتفاع الملحوظ في أعداد الضحايا السوريين منذ تولي الرجل زمام مبادرته وإعلان  فشله مؤخرا الا أنه لم يعلن تخليه عن المهمة لكي يفسح المجال أمام المعارضة وأصدقاءها للبحث عن آليات عمل أخرى للحل . عنان يزور دمشق وابتسامة صفراء تغطي سحنته البليدة, فرحا بخيبته  يلوح بأيديه محييا مستقبليه من جموع الشبيحة الذين كانوا في انتظاره. التخلي عن المهمة يعني بالنسبة له العودة من الأضواء العالمية إلى الظلمات كمتقاعد منسي.

الآن بعد أن عمل وفق إرادة روسيا والصين و لم ينجح في إخماد الثورة  يريد استخدام الورقة الأخيرة وهي إيران لكي يمكّن النظام من السيطرة على الأمور.

عنان  لم يبحث عن الحل ولا يسعى إليه!  لو أراد ذلك و كان صادقا في مبتغاه  لطالب بقوة أممية مسلحة  قوامها لا تقل عن خمسة ألآلاف رجل, مدعوما هو نفسه كمنسق للسلام بخطة احتياطية  من الأمم المتحدة بالتدخل العسكري عند الإخلال بتنفيذ البنود الستة. عندها كانت الأمور ستأخذ منحى مختلفا تماما. بالتأكيد ليس هو صاحب القرار في الحصول على ذلك لكنه صاحب قرار نفسه برفض الاستمرار بمبادرة عقيمة تزيد من آلام شعبنا السوري وعذاباته.

عنان صرّح مؤخرا عن طرحه اقتراحا جديدا على الأسد و موافقة الأخير عليه, و بأنه سوف يناقش ذلك مع المعارضة المسلحة. هذا العمل تأكيد جديد على محاولته  اليائسة لتمييع الثورة ربما هذه المرة بـمحاولة التقارب بين قوات الأسد مع المعارضة المسلحة ضد المعارضة السلمية,لا غرابة في أن يفعلها عنان لكن من يقاتل لأجل الحرية لن يقبل بأقل منها.سينكشف القناع  الزائف عن عنان وسينتهي أمره, لكن الانتفاضة الشعبية الحرة  لن تنتهي الا بانتهاء النظام الاستبدادي  بكل رموزه.

2012-07-10



فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 


الأحد، 8 يوليو 2012

ممرات ضيقة


ممرات ضيقة



فرمز حسين

تعددت المؤتمرات والموت في سورية واحد,

 الصمت ثقيل في مواجهة الترهات التي تجري في أروقة الفنادق وقاعات المؤتمرات الكثيرة والمتشابهة حتى بات من الصعب التمييز بينهم من حيث المشاركين, البيانات وما إلى ذلك .

الحديث حول مواقف تصدر عن نظم, جهات, أو شخصيات في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ سورية بلدنا الجريح أمر لا بد منه, بل هو واجب. في الوقت الذي يمضي فيه شعبنا السوري الأبي في مسيرته مصرا على تحدي همجية النظام في تعاملها الوحشي مع الانتفاضة السلمية التي أرغم قسم منها على حمل السلاح في سبيل مواصلة النضال ضد  قوى الشر ببسالة تذهل العالم, يجتمع نادي أصدقاء سورية  في باريس تزامنا مع العطل الصيفية في مؤتمر  يتحول  إلى عادة بدأنا نألفها شئنا أم أبينا . قرابة المائة دولة تناقش الأزمة التي ألمت بصديقتهم ويتباحثون سبل التوصل إلى  الإجراءات الأنجع لاتخاذها وبالتالي التوصل إلى وقف نزيف الدم والاتفاق على موعد اللقاء القادم في المغرب!



المؤتمر جاء في أعقاب اجتماع القاهرة الفاشل بكل ما أوتي من معنى. قرابة العام والنيف, ليس أقل من 20000 ألفا من أرواح السوريين أزهقت, عشرات الآلاف من الجرحى, المفقودين, المعتقلين, مئات الآلاف من اللاجئين, ما يقارب المليون والنصف من السوريين نازحين داخل بلادهم  ويسعد صباحكم يا معارضة تريدون الآن أن تخرجوا إلى العالم بوثيقة عهد للشعب السوري, للمنطقة والعالم وثيقة تظهر فيها  ملامح سورية المستقبل سورية بدون الأسد.

 التصريحات التي صدرت مؤخرا عن الناطق باسم الجيش الحر الذي أكد على عدم تمثيل المعارضة الخارجية  للحراك الداخلي وبأن تلك المعارضة  لا ترقى إلى مستوى  الأحداث تعطي أكثر من دلالة يجب ذكر بعضها: الأولى تدل فعلا على الوهن الذي يعانيه المجلس الوطني السوري وضعف تواصلها مع ثورة الداخل, لكن الأهم في تصريحات الجيش الحر هو محاولته الاستيلاء على المهام المنوطة بالأطراف السياسية وهذا كله أن دل على شيء فهو يدل على ضعف الجانب السياسي للمعارضة الذي من المفروض أن يمثله المجلس المذكور بكل ما أوتي من دعم دولي هائل.

انسحاب الكرد قبل صدور الوثيقة النهائية من مؤتمر القاهرة هي إحدى الانتكاسات التي تكررت دون العمل على تداركها من خلال حوار بناء. هذا أيضا يدل على عدم استقلالية قرار المجلس وعدم استيعاب حجم الأهمية البالغة في توحيد القوى بين كافة المكونات السورية. نصف قرن من التعاليم البعثية والسطو على الأذهان لا تزول بهذه السهولة فرواسب تلك المدرسة باقية عند الكثيرين من المعارضة  راقدة في اللاشعور تظهر جليا عند التطرق لقضايا قومية تتعلق بوجود شركاء آخرين على الأرض مثل الشعب الكردي.

 الكرد مطلوب منهم الوضوح التام في الرؤى والمواقف بشكل لا يقبل الشك والتأويل , التأكيد والطمأنة لباقي المكونات  السورية بأنهم شركاء في الوطن وجزء هام من فسيفسائها وما يريدونه هو الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية كشعب له لغته, تقاليده وتاريخه المسترسل في القدم مع التشديد ألف مرة على عبارة ضمن حدود الدولة السورية الواحدة.

الحقيقة التاريخية هي أن لا العرب ولا الكرد ولا الاثوريين أو غيرهم من شعوب المنطقة هم من وضعوا  الحدود الحالية لسورية بل الأوروبيين تحديدا فرنسا و بريطانيا في معاهدة سايكس بيكو المعروفة 1916 باقتسام الهلال الخصيب و تركة الرجل المريض (الإمبراطورية العثمانية) خلال الحرب العالمية الأولى. نحن الآن في داخل تلك الحدود التي رسمها غيرنا, علينا أن نسعى معا لإيجاد أطرا تساعدنا على العيش الكريم معا وليس أطرا تؤلب أحدنا على قتل الآخر بحجج قومية عنصرية أو تحت أي مسمى كان. نحن شركاء في وطن واحد.

 الكردو فوبيا التي أصبحت ملازمة للمعارضة والتي تعيد أطيافها المختلفة إلى الممرات الضيقة لفكر البعث الشوفيني سيان في ذلك العلمانيون والإسلاميون آن الأوان لتجاوزها .

المرحلة حساسة جدا وعلى الفصائل المنادية بالحرية أن تتغلب على الموروثات النتنة التي بقيت مترسبة والتي تسبب الشقاق وتعمق الخلافات.الطرف الكردي عليه أيضا التخلص من حالة الهروب المتمثل بالانسحابات المتكررة بل على النقيض, القوى الكردية الفاعلة عليها الاستمرار في المعركة المصيرية التي يخوضها شعبنا البطل في الداخل الذي يواجه آلة القمع الغاشمة والعدو الحقيقي لكافة السوريين بمختلف أطيافه.

كجزء لا يتجزأ من الحراك على الكرد السوريين ليس فقط أن يفكروا في المناطق الكردية بل بعموم سورية  من جنوب درعا حتى ديريك و أن يكونوا شركاء في صنع القرار على مستوى سوريا بأكملها  وجزءا لا يتجزأ من العاملين على صياغة الملامح الرئيسية لسورية المستقبل التي نحبها جميعا لكي نراها دولة القانون والمواطنة والتعددية في دمشق ما بعد الأسد.

الدول الكثيرة الذين اجتمعوا في باريس بدون روسيا والصين خرجوا من المؤتمر كما كان متوقعا بالمزيد من التصريحات والبيانات الجوفاء وما إلى ذلك من قرارات هزيلة.

لم يقدموا بدائل للتعاطي مع الأزمة خارج مجلس الأمن المعطل عن العمل بموجب الفيتو الروسي, الصيني.

 لم يتخذوا  أية إجراءات ضد روسيا الدولة  الأساسية التي لولا دعمها المباشر والقوي لنظام البعث لانتهت محنة الشعب السوري العصيبة منذ أمد بعيد.

مرة أخرى حتى الآن لم يبذل المجتمع الدولي الجهد الكافي لوقف آلة القتل ضد شعبنا ولن يفعل ما فيه الكفاية ما دامت المعارضة أكثر من مشتتة و مادام  أحدنا يريد أن يلغي الآخر. حان الآن وقت الصحوة الحقيقية, بوابة النصر مغلقة بإحكام , القفل الضخم  بيد روسيا لكن مفتاحها هو تلاحم الشعب السوري و وحدته .

 2012-07-06

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein