الخميس، 26 ديسمبر 2013

خطوات واثقة وسط الزحام



خطوات واثقة وسط الزحام
قصة قصيرة جدا

وسط الزحام  لمح بريق عيناها العسليتان .
 تسمّر في أرضه  دون حراك ..
 طارت حواسه مع اللمحة !
  انها هي !
 الرعشة التي أصابت يديه وضربات  قلبه المتسرعة تجزم ذلك .
فجأة دلفت من هناك  ..
اتجهت اليه بخطوات واثقة ..
 اقتربت شيئا فشيئا ..
ازدادت رعشة اليدين .
ارتفاع صوت ضربات قلبه عمّ المكان ..
توقفت الحركة وعمّت السكينة المكان ..
توجهت اليهما أنظار الجموع .. ترافقا مع سيرها.
بدأت تدنو منه بخطى راسخة ..
 أطبق عينيه ..
 اقتربت أكثر ..
 فأكثر ..
 أحس بأنفاسها و رائحتها العطرة تثمله ..
انتظر بفارغ الصبر مبادرتها في الحديث ..

 لم تنبس ببنت شفة ..
ضاق صدره على  الانتظار ..
فتح عيناه ليملأهما من جمالها ..
كانت قد ذابت وسط الزحام بصمت.

فرمز حسين
2013-12-27
ستوكهولم

السبت، 21 ديسمبر 2013

رحلة باتجاه المجهول



رحلة
               باتجاه
                             المجهول

قصة قصيرة جدا


 امتزج الضجيج والصخب بالطين والأتربة مع بقع النفط اللزج
مكونين ألوان داكنة ..
 تداخلت بفوضوية غريبة ..
 راسمة  لوحة عبثية , بربرية تخللتها لطخات حمراء قاتمة في سماء بخطوط  صفراوية باهتة كئيبة ..
مليئة بالطعنات , مثخنة بالجراح ..
 عكست جزءا عمّا في داخله الموحش ..
 قال هامسا لولديه ضاغطا على أيديهما بشدة  وهو يجرّهما خلفه باتجاه القارب المهترئ الذي سيقودهم الى (الخلاص !!)
 الأيام القادمة ستجلب لنا السعد .
صدقوني !؟
 أتسع اللحظات وأشدها سوداوية ...
قد ولّت.
نعم
ولن ..
لن ..
لن تعود.
فرمز حسين
2013-12-22
ستوكهولم

الأحد، 15 ديسمبر 2013

دمشق




دمشق

قصة قصيرة جدا

ضاقت بي السبل
فاحتوتني جدران المدينة العتيقة
ضمتني الى صدرها بشوق عنيف
امتصت
 شقائي
 كآبتي
عدت مع ابتسامة جميلة ودمعة حزن على فراقها.

فرمز حسين

ستوكهولم
2013-12-15

السوريون بين جور النظام وغباء المعارضة



السوريون بين جور النظام وغباء المعارضة


فرمز حسين

من المحزن أن نرى النظام متماديا في غيّه غير مكترث بأرواح مئات الآلاف من السوريين فمن لا يموت بآلته الحربية عليه مواجهة الحصار, البرد,السقم, من المؤسف حقا أن يسترسل هذا النظام في تدمير سورية بلدا وشعبا بوحشية قلّ نظيرها مستمتعا بتهجير وتشريد الملايين من المدنين نساءا, أطفالا , شيبا وشبابا وسوقهم باتجاه المجهول غير عابئ بمستقبل جيل كامل من الأطفال والشباب السوريين الذين باتوا في العراء كل هذا في ظل صمت دولي مخزي يعكس سلوك قادة دوليين جلّ اهتمامهم هي المصالح السياسية لبلدانهم , ليس ذلك فحسب بل الطامة الكبرى أن نرى المعارضين الذين من المفروض أن يكونوا أشد الناس حرصا على سلامة السوريين وتقصير أمد معاناتهم هم بأنفسهم يشاركون النظام في عبثه بالبلاد من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون, تشتتهم وسعيهم  لامتيازات شخصية , تجاهلهم لاحتياجات الشارع السوري, جهلهم للمعايير السياسية التي من خلالها يتم تقييم ثورتهم ,انصياعهم  لرغبات الدول الاقليمية والأهم من كل هذا وذاك تشجيع بعض شخصيات المعارضة على المزيد من الانزلاق في مستنقع الطائفية النتن (اللبواني) أنموذجا ليساهم قسم من هذه المعارضة ومن خلال هذا السلوك المتردي و اللا مسئول مع النظام في اختطاف الثورة من أصحابها الحقيقيين وهم عامة السوريين بمختلف طوائفهم واثنياتهم الذين كان كلّ طموحهم  هو الانتقال ببلدهم من حكم مستبد الى دولة مدنية ديمقراطية تعددية. تماسك نظام البعث وتعاون حلفاءه الصميمي معه يشكل احدى عوامل بقاءه  لكن العامل الأهم هو الأداء الركيك لشخوص و تنظيمات المعارضة السياسية بالدرجة الأولى وانتظارها مبادرات الحل  من القوى الاقليمية والدولية وحتى ذلك دون بذل جهود تذكر من أجل التأثير على الرأي الشعبي العام في مختلف دول العالم الذي بدوره يؤثر على القرارات السياسية في بلدانهم  والتي باتت الآن تميل بشكل أو بآخر لصالح النظام على وجه الخصوص بعد تسوية الكيماوي هذا بعد أن كان في صف الثورة وترنحت يمينا و شمالا قبل أن تميل لصالح النظام كتحصيل حاصل فالنجاحات التي تحققها السلطة في دمشق تأتي تتويجا لعدم ارتقاء المعارضة السياسية لمستوى البديل المؤهل لقيادة المرحلة وخذلانها للشعب السوري.

التذرع بأن النظام كان مسيطرا على عقول وتفكير السوريين وجاثما على صدور الناس  لأكثر من أربعة عقود وبأن هذه هي بواكير الممارسة الديمقراطية الفعلية والتي تعدّ عبارة عن مسيرة طويلة هذه ليست سوى بداياتها , بعض من هذا التذرع صحيح لكن يجب أن تبدأ بالخطوة الواثقة في الاتجاه الصحيح وإلا فلن تدنو من هدفها ولن تنال مبتغاها مهما مرّ الزمن و طالت المسيرة.
تهافت أعضاء الائتلاف على المناصب السيادية في هذه المرحلة الحساسة من عمر الثورة وكأن ممارسة الديمقراطية متوقفة الآن على من يكون رئيسا للائتلاف وقبلها للمجلس الوطني , ذلك ليس سوى هدرا للطاقات وبعثرة للإمكانات التي يمكن الاعتماد عليها في توثيق الارتباطات وبناء جسورا من التواصل مع مختلف القوى الدولية و الاقليمية والأهم من كل ذلك أن يثق الشعب السوري بأن هناك رجال دولة بإمكانهم ادارة المرحلة الانتقالية وإيصالهم الى بر الأمان. الديمقراطية الحقيقية بالتالي هي التي سوف تأتي من خلال صناديق الاقتراع في سورية حرة  وليس أن يجتمع مئة أو مائتي شخص يتزاحمون للتمرن على أصول القيادة لبضعة أشهر من خلال التناوب على الزعامة فيما يقتل السوريون يوما تلو الآخر.  
رأفة بأرواح السوريين ,آلامهم  وبوطن يدمّر طوبة تلو الأخرى , اتقوا الله يا معارضة واتخذوا من رموز الثورة الليبية أمثال المستشار مصطفى عبد الجليل والدكتور محمود جبريل وغيرهم  قدوة تحتذون بهم فهم عملوا على ايصال منجزات ثورتهم الى أيدي القرار الشعبي الليبي مع النأي بأنفسهم عن أي منصب.
.

2013-12-12

فرمز حسين
مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter.com@farmazhussein