الخميس، 28 نوفمبر 2013

زيارة البارزاني والسلام التركي الكردي



زيارة البارزاني والسلام التركي الكردي

فرمز حسين
جاءت دعوة أردوغان الموجهة الى البارزاني لزيارة تركية وتحديدا الى ديار بكر (آمد) عاصمة كردستان الشمالية في ظل ظروف اقليمية متداخلة ومعقدة ربما تبرر غرابة الدعوة نفسها من قبل أرفع مسئول تركي حتى الآن لشخصية كردية رسمية بشكل علني تلك الزيارة التي قسمت الشارع الكردي بشكل مباشر بين مؤيد ومعارض على الرغم من العلاقات الوطيدة في المدة الأخيرة بين الطرفين, لكن لتقييم ذلك لابد من التطرق الى العوامل الرئيسة التي مهدت لتلك الزيارة في هذا التوقيت تحديدا.

ليس بخاف على أحد بأن تدهور الأوضاع بشكل مأساوي في سورية نتيجة غياب المصالح الأمنية و السياسية للدول العظمى في التدخل الجدي لحسم الصراع  بل على العكس كل البوادر تشير الى أن الدول النافذة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ترى أن في استمرار الصراع مصلحة أمنية ,سياسية ,تكتيكية وإستراتيجية حيث أن الجماعات الارهابية المعادية للغرب متلهية بمعارك محلية وتأسيس إمارات همجية هناك من ناحية وأن مصادر النفط والطاقة في دول الخليج العربي لا تزال في أمان من ناحية أخرى  كما أن صفقة الكيماوي السوري ومؤخرا اتفاق الدول الستة الكبرى مع ايران حول برنامجها النووي تعدّ من أهم الأمور في سلم أولويات تلك الدول على حساب الصمت عن انتهاكات النظام المريعة بحق السوريين و بالتالي منحه فرصة تحقيق نجاحات له ولحلفائه في طهران على المعارضة السورية المشتتة والتي في أغلبها واقعة تحت تأثير الدولة التركية. تقهقر المعارضة هي خسارة لتركية التي كانت تحلم بلعب دور القوة الاقليمية الكبرى بينما الآن بدت تخشى حتى على حدود دولتها الحالية نتيجة لعب نظام الأسد الحذق  بالورقة الكردية ووضعها في خدمته من خلال التعاون مع قيادات حزب العمال الكردستاني على مبدأ العدو المشترك لتجنيد فرعه السوري المعروف باسم حزب الاتحاد الديمقراطي ووضعه تحت تصرف نظامه التام مقابل وعود بإدارة ذاتية وهمية للمناطق الكردية السورية.
 أن يقوم رئيس اقليم كردستان بزيارة الى تركية من باب تبادل الآراء وتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين بوصف  تركية دولة جارة وكبيرة للإقليم فهذا أمر طبيعي يخدم بالتأكيد الطرفين, خاصة مع وجود اتفاقات اقتصادية بين الاقليم الغني بالنفط و بين تركية ,لكن أن تعتبر هدف الزيارة انعاش سلام تركي كردي وتوطيدها فان هذا الأمر بعيد كل البعد عن الواقع, ليس لأن رئيس الاقليم لا يبتغي ذلك بل  لا غبار على نواياه  الصادقة بشأن حقن الدماء الكردية و التركية, لكن الجهة التي بكل تأكيد تحترف المكر والدهاء هي التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان فهذا الملاك يستقبل رموزا كردية بملابسهم التقليدية و يحتفل معهم في عاصمة الكرد من جهة فيما يدعم جماعات ارهابية بالسلاح والعتاد لقتل الكرد ويبني جدارا عنصريا فاصلا بينهم من جهة أخرى. نوايا أردوغان لا تختلف كثيرا عما يعتمره الأسد في داخله من ضغينة تجاه الشعب الكردي .
 الهدف هو استدراج القوى الكردية لتكون أطرافا متناحرة بالوكالة في المحورين السني الشيعي ,الأمر الذي سوف يؤسس لخلافات كردية مزمنة , يضعف صفهم, يبعثر قواهم و يشتتها في الوقت الذي هم في أشدّ الحاجة الى توحيد خطابهم.

اذا نجحت أنقرة في ذلك تكون قد ألهت الكرد عن قضيتهم الأساسية  وشلّت قدرتهم على الاستفادة من الظروف الاقليمية والدولية الاستثنائية التي تفتح أبوابا من الامكانات للكرد لإثبات وجودهم على أرضهم كشعب ونيل حقوقهم أسوة بكل شعوب العالم . الأمر بالنسبة لتركية هو  استغلال رمزا كرديا مثل السيد  البار زاني الذي يتمتع بتعاطف شعبي لتقزيم دور القوى الكردية المتواجدة على أرضها في كردستان تركية وإلا فلماذا لا يعمل أردوغان على ارساء عملية السلام مع من هم معنيين بالأمر ألا وهم جميع القوى السياسية الكردية المتواجدة في كردستان تركية وعلى رأسهم حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نضالا أسطوريا منذ أكثر من ثلاثين عاما.

؟

2013-11-28
فرمز حسين
مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter.com@farmazhussein


                     

الأحد، 24 نوفمبر 2013

كرد سورية والعوم ضد التيار



كرد سورية والعوم ضد التيار


فرمز حسين

حين كانت الأغلبية الساحقة من المكونات السورية تابعة لحكم الأسد الذي كان يمارس سياسة اضطهاد و اقصاء ممنهجة بحق الكرد, يحاربهم حتى في لقمة عيشهم , سياسة عنصرية تراكمت أثارها على مر السنين مخلفة احتقانا شديدا بلغت ذروتها وتفجرت مخلفة  أحداث 2004 في المناطق الكردية حيث واجه الأكراد بمفردهم آلة القتل التي استخدمها النظام مسمية انتفاضتهم  بالغوغاء, بقي الكردي السوري رمز الانسان الصامد في وجه النظام الجائر الذي امتهن خبث اللعب على الجميع حيث حرص على تعبئة الطائفة العلوية في صفوف الجيش من خلال ايهامهم بحتمية المصير المشترك على وجه الخصوص بعد أحداث الثمانينات في حماة وتم اسناد المراكز الأمنية الهامة اليهم كما عمد الى وضع العرب السنة في خدمته عبر أكذوبة الصمود و التصدي لإسرائيل وأميركا ومن خلال النداء بشعارات زائفة عن القومية العربية المستمدة من مفاهيم حزب البعث العنصري ,كما أمعن في تسخير الأقليات الدينية لخدمة أهدافه من خلال فزّاعة البديل الذي سيكون ضدهم وللنجاح في ذلك قام باستمالة بعض الشخصيات الدينية من مختلف الطوائف واستخدامهم كأبواق له.
الآن ومع قرب انقضاء العام الثالث للثورة السورية ووجود الأغلبية الساحقة من المكونات السورية في الصف المعارض للنظام هناك ممارسات تستهدف وضع الكرد السوريين من جديد في فوهة بندقية الجميع, النظام, المعارضة بمختلف فصائلها, وحتى محاولة اقحام طرف كردي للتناحر ضد الآخر . المسؤولية اليوم تاريخية واستثنائية , يجب أن لا يكون قدر الكرد البقاء دائما في الجهة المعاكسة لا بد من وجود أطراف معتدلة في صفوف المعارضة السورية تستطيع استيعاب المكون الكردي واحتياجاته كشريك مهم لقيادة المرحلة القادمة في البلاد. تبادل الآراء والاستفادة من تجربة كردستان العراق كعمق استراتيجي أمر جيد لكن التبعية أمر لا يخدم قضية الكرد السوريين وينتزع منهم استقلالية القرار الذي من المفروض أن يكون كرديا سوريا بحتا, هذا على الرغم من الاعتدال الكبير في موقف رئيس الاقليم تجاه قضية الكرد السوريين في ظل التوازنات الاقليمية المعقدة والصعبة.
من جهة أخرى نعم هناك قضية عادلة يخوضها الأكراد منذ عشرات السنين ضد الحكومة التركية التي مارست ارهاب الدولة بحقهم و قدموا آلاف الشهداء في سبيل نيل حريتهم لكن كل ذلك لا يخول قيادات حزب العمال الكردستاني المتواجدة في قنديل استخدام قضية الكرد السوريين كورقة ضغط على أنقرة من خلال زجهم في معارك لا تخدم الا النظام السوري وحليفه ايران. المعادلة السورية معروفة النتائج حين يسقط النظام وهذا ما سيحصل عاجلا أم اجلا حينها لن يكون للحزب المذكور قبول في المنطقة لا من المعارضة السورية , لا من حلفاءها الاقليميين و لا الدوليين المتمثل بأوروبا و أمريكا , يبقى لديه أهم ركائز بقائه ألا وهي القاعدة الشعبية وممارساته اليوم هي التي تقرر حفاظه على حاضنته الشعبية الكردية أم فقدانه لها أيضا, لذلك من المهم جدا أن يعيد الحزب المذكور النظر في استراتيجيته اليوم قبل فوات الآوان.
الشعب الكردي في سورية الذى عانى الحرمان وذاق مرارة الظلم على مدى عقود من الزمن على أيدي الطغمة الحاكمة من حقه أن يكون شريكا فاعلا في بناء سورية الجديدة, ويستنشق هواء الحرية مع بقية مكونات المجتمع السوري وليس له طاقة بالعوم ضد التيار لعقود أخرى.


2013-11-24

فرمز حسين
مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter.com@farmazhussein







كرد سورية والعوم ضد التيار

السبت، 16 نوفمبر 2013

التاريخ اليوم في عصر العولمة و امكانات التوثيق الاعلامية الهائلة يترصد أنفاس الجميع!!

الصراعات الاقليمية كانت دائما المحرك الأساسي لسلوكيات قيادات الدول المنتفعة بوصايتها على الأراضي الكردية والمضطهدة (بكسر الهاء) للشعب الكردي. على سبيل المثال النظام السوري كان يستضيف زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان وتقدم تسهيلات كبيرة لحزبه من أجل محاربة تركية في حين كان الأسد الأب ومن بعده الابن من ألد أعداء الكرد في سورية وحتى في العراق ,حيث كان المقبور صدام حسين العفلقي نفسه يلفظ اسم منطقة كردستان للحكم الذاتي بينما كانت تلك التسمية ممنوعة في الاعلام السوري وكانوا يسمونها حصرا منطقة شمال العراق.
الصراعات الاقليمية اليوم في ذروتها , أردوغان الذي لا يقل ارهاب حكومته وحكومات أسلافه بحق الكرد عن حكومة البعث في كل من سورية والعراق يدعو الرئيس مسعود البرزاني لزيارة دياربكر!!
هذه الدعوة ليست إلا احدى افرازات الصراع الاقليمي وبالدرجة الأولى ما يحدث في سورية.
الأمل في أن يدرك القادة الكرد أهمية المرحلة وتداعيات قرارات اليوم على مستقبل المنطقة الكردية غدا ليس في جزء واحد فحسب بل في أجزائها الأربعة.
التاريخ اليوم في عصر العولمة و امكانات التوثيق الاعلامية الهائلة يترصد أنفاس الجميع!!

الخميس، 14 نوفمبر 2013

تداعيات انضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف





تداعيات انضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف

فرمز حسين

قبول الائتلاف الوطني لقوى الثورة الاشتراك في مؤتمر جنيف  يعتبر تحولا في الموقف العام للمعارضة السورية وتغييرا في خطابها السياسي الداعي الى عدم محاورة النظام و يعدّ قرارا قريبا الى الموضوعية لأسباب جمة منها: عدم تمتع قيادات الائتلاف أنفسهم بثقل مؤثر في الداخل, تشتت المعارضة المسلحة وضياع مراكز القرار كذلك أعاصير المحنة العنيفة التي تدمر البلد و تعصف بالسوريين وتشتتهم في كل مكان ولا ننسى طغيان الصبغة الدينية وانتشار الثقافة الراديكالية بين المعارضين المسلحين , انحراف مسار الثورة السورية وبالتالي دخولها في متاهات بات تقدير زمن الخروج منها أمر غير معلوم .
لكن بيئة الحوار حسب المعطيات التي أفرزتها لقاءات لافروف,كيري, زيارات الموفد الأممي الابراهيمي المتعددة لا تبشر بفرصة سانحة للتوصل الى تسوية سياسية مدعومة بقرار دولي يضع حدا لمعاناة السوريين وينهي الصراع الدامي الذي يزداد سوءا مع شروق شمس كل يوم جديد, لكي يتم التوصل الى ذلك لابد للأسد أن يرحل وكما يعلم الجميع فهو لن يفعل بل باق في الحكم حتى اشعار اخر ومؤتمر جنيف ان عقد سوف تخرج منه المعارضة خالية الوفاض.
من جهة أخرى فان انضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف والمشاركة في المؤتمر المحتمل أمر ايجابي ولو أنه جاء متأخرا, لكن المجلس الكردي نفسه يشبه الى حد بعيد الائتلاف من خلال افتقاد قياداته للقاعدة الشعبية والثقل المؤثر في الداخل, نتيجة التشرذم الكبير لمختلف التيارات السياسية المنضوية تحت لواءه ,عدم استقلالية قراره والتي تعتبر من الأمور التي استغلها المنافس الأبرز حزب الاتحاد الديمقراطي الذي استطاع أن يحقق نجاحات ملحوظة على الأرض مستفيدا من حالة الهدنة مع نظام البعث في دمشق كون أمر اسقاطه لا يندرج في سلّم أولوياته لا في الوقت الراهن ولا حتى على المدى الاستراتيجي , من هنا نستطيع الاستنتاج بأن قرار المجلس جاء في محاولة حثيثة لخلق توازن للقوى مع الحزب المذكور الذي يزداد نفوذا وشعبية وتتطور مؤسساته العسكرية والمدنية في عموم المناطق الكردية خاصة مع تصدي قوات حماية الشعب لهجمات تنظيمي دولة العراق والشام وجبهة النصرة الارهابيتين وقدرة الحزب على توظيف ذلك اعلاميا مما ساهم في تسهيل عملية التعبئة للمزيد من الشبان والشابات في صفوفه , كما أن حزب الاتحاد  بدا دائما مهيأ بخطة بديلة ( ب) وقد ظهر ذلك جليا من خلال اعلانه الادارة الذاتية في المناطق الكردية شراكة مع المكونات الأخرى كرد على اعلان المجلس الكردي انضمامه الى الائتلاف في محاولة منه لتقويض تحالف المجلس مع قوى المعارضة السورية و اظهار ضعفه وعدم  شرعيته كممثل للكرد في المحافل الدولية.
السلبي في الأمر هو تعميق الخلاف الكردي الكردي وبعثرة القوى وتناقض الخطاب, أما الايجابي في ما يحدث هو وضوح المواقف السياسية للحركة الكردية ليس فقط لشركاء الوطن في المعارضة السورية بل للشعب الكردي السوري نفسه حيث مثل هاتين الخطوتين كفيلتين بإزالة الضبابية عن نهج الطرفين ويطرح السؤال الأهم برسم الرأي العام الكردي الشعبي لاتخاذ موقف و اذا كان الانفصال عن سورية لم يكن في يوم من الأيام مطلبا كرديا لا على مستوى النخبة السياسية ولا حتى على المستوى الشعبي لعامة الكرد فهذا يعني أن ارتباط مصير الكرد مع بقية المكونات السورية الأخرى أمر حتمي لذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح:
هل التخلص من الحكم الشمولي والانتقال بالبلاد الى نظام حكم برلماني ديمقراطي تعددي سيجعل من المكون الكردي شريكا فعليا في بناء البلد وأن حل الوضع الكردي مرهون بزوال حكم البعث ؟
أم أن حل المسألة الكردية السورية يمكن أن يتم في ظل النظام الاستبدادي القائم  ؟




2013-11-14

فرمز حسين
مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter.com@farmazhussein

تداعيات انضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف

الأحد، 3 نوفمبر 2013

مقابلة داغنز نيهيتر كبرى الصحف السويدية مع جميل بايك





صحيفة داغنز نيهيتر كبرى الصحف السويدية في مقابلة حصرية في عددها الصادر اليوم الموافق 2013-11-03 مع جميل بايك زعيم حزب العمال الكردستاني الذي تم اختياره في يوليو  2013.
أهم ما ورد في المقابلة:
يستهل بايك المقابلة ليشرح سبب الموافقة على اللقاء بأنه حاجتنا الكبيرة الى أن يفهمنا العالم ويعرفنا على حقيقتنا.
بايك يقول بأن هناك ثلاثة شروط لكي تبدأ المفاوضات مع تركية بجدية:
أولا:  ايجاد حل لوضع أوجلان , فهو لم يتمكن من رؤية محاميه منذ عدة سنوات.
ثانيا:  وضع دستور جديد للبلاد يضمن حقوق الكرد.
ثالثا:  الغاء قانون مكافحة الارهاب.
وبخصوص مزاعم أردوغان بأن ما قدمه من حزمة الاصلاحات هي خطوة تاريخية بالنسبة لتركيا وبأن ما يعيق مسيرة السلام هو الخلافات بين أوجلان الذي يبدو أكثر تفهما عن القادة الراديكاليين لب-ك-ك في جبل قنديل. يقول بايك:
أوجلان هو الزعيم الفكري لنا والمسؤول عن استراتيجية حزبنا, بينما نحن تقوم بالأعباء التكتيكية والعملية.
ويتابع بايك: عندما تأسس الب-ك-ك في السبعينيات كانت تسمى بحركة ماركسية لينينية لكن هذا الشئ قد تغير, ب-ك-ك اليوم مختلفة نحن لانقاتل اليوم من أجل كردستان مستقلة, بل نريد اتحاد ديمقراطي , مثل بقية الثقافات يجب أن تتطور الكردية أيضا بحرية.