الجمعة، 15 ديسمبر 2017

دولة كردية أم دول مواطنة؟




دولة كردية أم دول مواطنة؟

لا شك أن المسالة  الكردية هي من القضايا السياسية الأكثر تعقيداً ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط بل عالمياً و هناك عوامل كثيرة ساهمت في ربط هذه العقدة التي أصبحت عصية على الحل  زمناً بعد الآخر على الرغم من تعاقب الأنظمة و الحكومات  التي تولت سدة الحكم اقليمياً و دولياً.
كثيراً من العوامل كانت مؤثرة على المشهد الكردي من أهمها هو غياب دولة المواطنة في طبيعة الأنظمة التي تقاسمت جغرافية كردستان والتي في مجملها تبنت الخطاب القومي عربي , فارسي, تركي ساهمت إلى حد كبير إلى نأي الكرد بأنفسهم و اللجوء إلى أحزاب كردية صرفة  كإطار وحيد للعمل السياسي و خاصة بعد ضعف و شبه الاختفاء الذي لحق بالأحزاب الشيوعية والتي كانت قد جذبت بين طلائعها شرائح كردية واسعة للعمل في صفوفها و بتصدر الأحزاب القومية محل  الأحزاب اليسارية التي كانت تتبنى أيديولوجيا أممية انعدمت فرص تعايش الكرد مع محيطهم دون الانصهار مع الأغلبية السكانية في تلك الدول و بالتالي كان لابديل عن العمل لايجاد حل عادل لشعب تعداده يزيد على الثلاثين مليون نسمة , و لأجل هذا الهدف في الأساس كانت استمرارية حركة التحرر الكردية, لكن أحزابها و قياداتها  دخلت في  صراعات بينية لا علاقة لها باالخلافات الفكرية بل سعي كل طرف الاستحواذ على السلطة ظناً منه  بأن اضعاف الآخر سوف يخوله تمثيل الشعب الكردي متناسيين أن من يقف وراء بعثرة القوى الكردية هم أنفسهم من  يريدون سحق أية محاولة من شأنها خلق فرصة حصولهم على حقوقهم القومية المشروعة  و بذلك تحولت الحركة الكردية  إلى ألعوبة في أيدي القوى الاقليمية حيناً و الدولية حيناً آخر تصعد و تهبط بهم طبقاً للنزاعات المذهبية بين ايران و تركية  تارة والسلطوية بين العراق و سورية تارة أخرى و تركية و سورية طوراً آخر  و شكّل الكرد دائماً في نهاية المطاف الضحايا في اطار مقايضات  سياسية بين مختلف الأنظمة صاحبة الشأن .
ماحصل مؤخراً من  توحيد لمواقف القوى الإقليمية  ضد كردستان العراق جاء تأكيداً على استعداد تلك الدول الأربعة التحالف مع الشيطان في سبيل سحق طموح الأكراد في تكوين كيان مستقل لهم  و الذي عبر شعب كردستان  عنها  بأغلبية ساحقة بنعم في استفتاء الاستقلال و لو أن النتيجة كانت معاكسة لما حركت تلك الدول ساكناً هذا من ناحية, أما من ناحية أخرى  فهو  أيضاً تأكيد على أن القيادات الكردية لاتزال مشاركة في التلاعب بمصير شعبها دون أخذ العبرة من التجارب التاريخية الكثيرة منها تخلي الأوربيين عن الكرد في معاهدة لوزان لصالح الاتراك و تخلي السوفيات عن  جمهورية مهاباد و اتفاقية الجزائر و غيرها من الأمثلة المعروفة ضمن مسيرة حركات التحرر الكردية.
 القوى الدولية ليست لديها الإرادة في رسم معالم خرائط سياسية جديدة من شأنها تقويض كيانات كبيرة مثل تركية  العضو في حلف الناتو و ايران التي تتمتع بنفوذ و امتداد واسع في العالم العربي الهش و على وجه الخصوص إذا كانت القوى الكردية نفسها متناحرة فيما بينها. 
ضمن مثل هذه الظروف ليس أمام احزاب الحركة الكردية إلا خياران مختلفان تماماً لا ثالث لهما:
الأول: ترتيب البيت الكردي و البدء بمرحلة نضال جديدة من عمر  حركة التحرر الكردية  في الأجزاء المختلفة من كردستان باستراتيجية موحدة وتنسيق تام واضعين نصب أعينهم الصالح القومي فوق الأجندات شخصية, عائلية ,قبائلية أو حتى حزبية كانت  لتشكل قوة  من الصعب تحويلها  إلى  لقمة سائغة للغير.
الثاني:  اذا كان مبدأ  التبعية للقوى المسيطرة على كردستان شرط لاستمرارية وجود الأحزاب الكردية  فمن الأفضل تحولها  إلى حركات وطنية غير اثنية تساهم في رسم معالم سياسية جديدة في الشرق الأوسط و تنادي بالعدالة الاجتماعية و وحقوق المواطنة دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو الجنس.


فرمز حسين
ستوكهولم
2017-12-11
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter.com/FarmazHussein








الأحد، 29 أكتوبر 2017

فيلم هندي

فيلم هندي
البداية
كان أمس قبل عشرين عام
اليوم بعد عشرين عام
من خلف زجاج النافذة في مقهى المدينة لمحتها على حين غرة..
بدت و كأنها كانت تترصدني منذ زمن!
أصابني ارتباك مصحوباً برجفة حاولت احتواءها..
هي كانت كما كانت دائماً جميلة كالحلم

أنا آثرت الانزواء ...

فجأة شعرت بأنني أكبرها بمائة عام!

النهاية

على هامش ما يجري في اقليم كردستان

هناك تباينات فكرية و اختلافات  بنيوية جدية لدى كرد اقليم كردستان وهم فقط القادرين و المخولين بايجاد سبل لتجاوز تلك الخلافات لكنهم مع الأسف ليسوا الوحيدين المعنيين بالنجاح أو الفشل, تداعيات سياساتهم تؤثر أيضاً سلباً كان أم ايجاباً على كرد الاجزاء الأخرى .
السلطة موزعة بين حزبين رئيسيين و لا سلطة للمؤسسات المتواجدة دون رجوعها إلى قادة الحزبين و لذلك وجود أو الغاء أي منصب مؤسساتي لن يغير في واقع  الحال شيئاً ما دامت سلطة الحزب هي السارية.
هناك خياران للخروج من الأزمة اذا توفرت ارادة التمسك بالصالح العام:

الأول:
دمج قوات بيشمركة الحزبين و السعي لتجاوز مسألة المناطقية( صوران, بادينان) , اجراء انتخابات نزيهة بمعارضة و حكومة لبرلمان يحتوي على أغلبية نيابية و أقلية نيابية أي  (معارضة , سلطة) ثم تفعيل دور مؤسسات الاقليم و الابتعاد عن المحسوبية و مكافحة الفساد .

الثاني

اعلان الادارتين كل بمعزل عن الآخر فالاقليم في الواقع مقسم إلى ادارتين عملياً و ادارة واحدة شكلياً و هذا ما تاكد بعد اجتياح كركوك مؤخراً .




الأحد، 27 أغسطس 2017

على هامش رفع علم إسرائيل إلى جانب علم كردستان

على هامش رفع علم اسرائيل إلى جانب علم كردستان

الكرد كشعب مورس في حقه شتى أنواع الاضطهاد و القمع الممنهج من قبل أنظمة استبدادية ظالمة و سعي هذا الشعب إلى الحرية والاستقلال التام هو الحق الطبيعي و كل ما هو غير ذلك يعتبر شوائا , لكن رحلة الكفاح و السعي لنيل ذلك طويلة و شاقة و هناك الكثير من المطبات الصعبة كثير منها من صناعة الكرد أنفسهم فعلى ما يبدو نحن بارعون في صناعة الأعداء. محاولة البعض مغازلة إسرائيل برفع علمها إلى جانب العلم الكردي يضر بالقضية الكردية المشروعة و لا يفيدها . الشعب الكردي بغالبية ساحقة لا يرى في إسرائيل إلا دولة محتلة شردت الفلسطنيين و احتلت أراضيهم و هي لا تزال محتلة لأراضي سورية و تصريحات بعض المسؤوليين العرب و الفلسطنيين السلبية و الغبية عن حق الشعب الكردي في الاستقلال لا تعبر عن رأ ي شعوبها و يجب أن لا تولد لدينا ردود أفعال عكسية فنواجه الخطأ بالخطأ, الدولة الكردية قادمة و يجب أن تكون دولة السلام و العلاقة الطيبة مع جيرانها كما هي الحال مع بقية المكونات الغير كردية التي تعيش في كردستان و هم عرب و مسلمون ومسيحيون و ليسو إسرائيليين .فليوفر الإسرائيليون تعاطفهم مع استقلال كردستان فاالفلسطنيين أولى بها.
موقف لا علاقة له بموروث الصراع العربي الإسرائيلي و لا بثقافة الكراهية و العداء للدولة العبرية كما قد يحلو للبعض . لكنه مستند إلى واقع معاش و حقيقة لا يمكن أن يتقبلها العقل و هو أن يتحالف شعب مظلوم محتل أرضه مع دولة ظالمة تحتل أرض غيرها!

الأحد، 2 يوليو 2017

كرد سورية و الخيار بين الطاعون و الكوليرا



كرد سورية و الخيار بين الطاعون و الكوليرا!

دون تحول سياسي حقيقي في سورية و المنطقة لن تنعم شعوب  الشرق الأوسط بالديمقراطية و ستبقى تعاني من الاستبداد حتى لو تغير الأشخاص على غرار النموذج المصري و في حمأة الاقتتال الدائر على السلطة في سورية أقحم الكرد الاوجلانيون أنفسهم و أُقحموا  من قبل قوى أخرى في صراعات دامية لاتخدم أي تحول سياسي , فيما المجلس الكردي يقدم أداءأ ضيعفاً و خجولاً , أقل ما يمكن ان يقال عنه بان يفتقر إلى استقلالية القرار.
من المهم جداً اختيار شركاء الوطن في  المستقبل القريب . لكن من؟؟؟
هناك مسألة هامة نتجاهلها أو نجهلها و هي أن تنامي الدور الكردي بشكل عام في سورية  هي مسألة وقت و سيخبو هذا الدور مع انتهاء الحرب التي بدأت مع ثورة السوريين على الطغيان و انتهت بالتحول إلى الصراع على السلطة و التناحر المذهبي بين العرب السوريين السنة الذي يغذيه تركيا و العلوي المدعوم من إيران و غير ذلك يعتبر الكرد هم الضلع القاصر و الضعيف  وسيكونون أولى القرابين في أية مقايضة يقوم بها النظام السوري (الإيراني) مع الجار التركي .

ارحل

ق.ق.ج

فجأة و دونما سابق انذار التفت علي جميعهم....
لم ينطق أحداً من بينهم بكلمة..
مع ذلك كان لسكوتهم أصداء صاخبة ...
هي التي نفذت إلى مسامعي سريعة كما البرق و بقيت ترعد دون توقف::

أنت يارجل أصبحت رقماً زائدأ!

فرمز حسين
2017-06-29
ستوكهولم

الجمعة، 9 يونيو 2017

كلمة لا بد منها

كلمة لا بد منها

مهم جداً أن لانضيع البوصلة , الكرد شعب مقهور و شاءت الظروف الدولية على مدى التاريخ حديثاً و قديماً أن يبقى محروماً من حقوقه و هناك كيانات صنعت من الخارج قبل كل شي في سورية و العراق و لم يكن لشعوبها أية خيارات في رسم حدودها لكن أنظمتها الشوفينية مارست كل أصناف الممارسات العنصرية ضد الكرد و تبنت الشعارات العروبية و كذبة الممانعة و مقاومة إسرائيل و استعبدوا من خلالها أيضاً مواطنيهم العرب و هم معنا اليوم يحصدون اليوم أشواك صمتهم في معظم دول ما سمي بالربيع العربي .
ضياع البوصلة هو أن يتعاطف فلسطيني مع ديكتاتور مجرم مثل صدام حسين الذي لم مارس حرب الإبادة على شعب أصيل مقيم على أرضه التاريخية لا لشيْ فقط لأن صدام تبنى شعارات العداء لإسرائيل!
حال الفلسطيني في ذلك هو حال الكردي الذي يتعاطف مع دولة إسرائيل التي هجرت ملايين الفلسطينين , احتلت بيوتهم و جلبت اليهود من كل أصقاع الأرض و لاتزال حتى يومنا هذا مستمرة في بناء المستوطنات في كل الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة 1967 و حتى في الجولان السورية. الكرد مثل بقية شعوب الدنيا من حقهم التمتع بدولة مستقلة و عضو في الأمم المتحدة شأنهم في ذلك شأن بقية أمم الأرض و الكردي الذي يدافع عن قضيته العادلة لايستطيع إلا أن يكون مع حقوق كل الشعوب المقهورة ومنهم الشعب الفلسطيني و غير ذلك نكون قد ضيعنا البوصلة و خلطنا الحابل بالنابل و ما يسيرنا هي أفعال و ردود أفعال و نتحول من أصحاب قضية عادلة إلى غوغاء!!