الخميس، 22 نوفمبر 2012

كرد سورية أول من ثار على النظام




كرد سورية أول من ثار على النظام

وسيكونون أخر من يستفيد من سقوطه!


فرمز حسين

الثورة ضد ظلم وطغيان نظام البعث البغيض بدأها كرد سورية كما هو معروف بأمد طويل قبيل النهضة العربية التي جاءت بها رياح الربيع العربي من تونس, تمثلت بالانتفاضة الكردية الشعبية العارمة عام 2004  والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء , مئات الجرحى وآلاف المعتقلين هذا بالإضافة الى سياسة الانتقام التي مارستها السلطة الدكتاتورية من خلال اصدار العديد من القرارات والمراسيم العنصرية الجائرة بحق المنطقة الكردية التي كانت تعاني التمييز المقيت أصلا.

 كرد سورية مع بقية أطياف المجتمع السوري يتأملون انتصار الارادة الشعبية  وإقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية موحدة , يجد فيها الجميع متسعا للتآلف والعيش المشترك وذلك من خلال القبول والاعتراف بالآخر.

 حساسية القضية الكردية اقليميا هي التي زادت الأمور تعقيدا. التوجس من تنفيذ أجندات القوى الاقليمية والمتمثلة بالدرجة الأولى بالمصالح  التركية, هذه الخشية أثرت بشكل مباشر على السلوك والنهج السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الغير منسجم مع المعارضة السورية والتي تبلورت في علاقته مع المجلس الوطني السوري الذي بدوره يخضع لنفوذ كبير من حزب الاخوان المسلمين القريب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركية.

الحركة الكردية ببقية أحزابها المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي في سورية قريبة من المعارضة لكنها ليست منخرطة في صفوفها تنظيميا.

  حركة تيار المستقبل التي كان يقودها الشهيد مشعل التمو مثّلت الجهة الكردية السورية السياسية  الوحيدة المنخرطة  بنفس القوة والزخم مع بقية قوى المعارضة لكن تأثيرها خفّت بشكل ملحوظ مع تغييب قائدها.

جدير بالذكر أيضا انخراط بعض الشخصيات الكردية المستقلة و التنسيقيات الشبابية الكردية في الحراك .

هذه المعادلة المتشابكة أعطت خصوصية للحراك الكردي في مواجهة النظام وكذلك خصوصية لسياسة النظام الأقل هجومية  وربما أخف عدوانية تجاه المناطق الكردية التي تحولت نوعا ما الى ملاذات آمنة للسوريين من بقية المحافظات الساخنة حتى أمد قريب.

لكن العنف بدأ يقوض هذه الملاذات الآمنة أيضا ونذير الدمار بدأ مع الهجوم الذي قامت به مجموعات مسلحة تدعي انتمائها للجيش الحر على مدينة ( سري كانيه ) الكردية المعربة الى رأس العين. الحقيقة أن الكل يعلم بأن النظام لن يسقط من خلال السيطرة على رأس العين التي تخلو أساسا من قوات الجيش الحكومي,  لكن الهجوم  جاء بإيعاز من حكومة أنقرة وخدمة لمصالحها أكثر من أي طرف اخر, كونها لا تريد لكرد سورية أي نفوذ قد يشكل عونا لإخوتهم الكرد في تركيا مستقبلا والذي يتجاوز عددهم  العشرون مليون نسمة يعيشون على أرضهم التاريخية مجردين من حقوقهم القومية.


الآن لا يحق لأحد أن يلوم الكرد لأن منطقتهم لم تتعرض للقصف والتدمير مسبقا , بل ان جميع السوريين يتمنون لو أن   الدمار المؤسف لم يلحق بسائر مدنهم وبلداتهم, لكن الكرد قبل أي مكون سوري اخر بحاجة الى استراتيجية جديدة تضع الصالح العام للشعب السوري بسائر مكوناته في أولوياتها, تلك الاستراتيجية لابد أن تسير باتجاه الانضمام للائتلاف الوطني السوري حيث يعدّ ذلك واجبا وطنيا و خطوة باتجاه توحيد القوى وقطعا لدابر التذرع بشرذمة المعارضة من قبل المجتمع الدولي وإجباره أخلاقيا وقانونيا على القيام بواجبه تجاه شعبنا والمساهمة في إيقاف نزيف الدم  السوري.

.

المعارضة  السياسية و العسكرية المتمثلة بالجيش الحر الذي كثرت جماعاته وقياداته لهم بدون شك الكثير من الأخطاء لكن ايصال الصوت والتأثير على القرارات وتقويم الاعوجاج يأتي أقوى من الداخل ومن خلال الاشتراك الفعلي كجزء هام وشريك أساسي في العملية السياسية لا من خارجها .

بدون شك ينظر كرد سورية الى السيد عبدالله أوجلان كزعيم كردي ناضل ومازال من أجل القضية الكردية في كردستان تركية , كما أنهم يرون في السيد مسعود البرزاني قائدا كرديا فذا لكن هذا لا  يغير من حقيقة أن مستقبل كرد سورية مع بقية  الشعب السوري بمختلف أطيافه وحل قضيتهم في دمشق ليس في أربيل أو قنديل.

الآن وليس غدا على القوى السياسية الكردية أخذ موقعها الفعلي في صدارة المعارضة السورية وإلا سيكون  الكرد أخر المستفيدين من سقوط النظام هذا ان بقيت أية استفادة.

الشعب الكردي في سورية من حقه التمتع بحقوقه القومية دستوريا ضمن الوطن السوري الواحد , شأنه في ذلك شأن بقية المكونات ولا قبل له على الاستمرار في معاداة الأنظمة القادمة  أيضا وكأن قدره أن يعيش منبوذا جيلا بعد الاخر.

الائتلاف الوطني السوري جاء تأسيسه  تحت ضغوط دولية كبيرة من أجل توحيد أكبر قدر ممكن من المعارضة ومن خلال حيثيات مشابهة للوقائع التي رافقت تأسيس المجلس الوطني الا أنه يبقى مسعى بالاتجاه الصحيح من أجل اعادة  تنظيم المعارضة التي تباعدت وتوحيدها من جديد تحت مظلة تضم معظم فصائلها بحيث يمكن أن ينبثق عنها حكومة مؤقتة تكون مؤهلة لقيادة المرحلة الانتقالية.

رغم عدم التوصل الى التوافق في الكثير من المسائل العالقة بين الكرد والمعارضة  يبقى انضواء الحركة الكردية والمتمثلة بالهيئة العليا أو على أقل تقدير المجلس الوطني الكردي تحت راية الائتلاف هي أفضل الخيارات.


فرمز حسين

2012-11-22


مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم



Stockholm-sham.blogspot.com

Twitter@farmazhussein


الأربعاء، 21 نوفمبر 2012


 

 

Syriska kurder måltavlan för regimen och oppositionen eldar

 

Arabiska våren i Syrien började mycket tidigare än i Tunisien. Det började med ett kurdiskt folkuppror mot orättvis diskriminering och systematiskt förtryck från albaath regimen i den kurdiska staden Qamishli redan år 2004. Då kostade upproret mer än 40 dödsoffer och hundratals skadade och tusentals fängslade. Syriska kurder stod då ensamt mot regimens barbariska metoder.

Kurderna i Syrien har försökt under snart två år av den pågående revolutionen att genomföra sin protest fredligt och det blev också faktiskt på detta sätt. Inte för att regimen är vänligare inställd mot kurderna utan för att styret i Damaskus inte vill öppna en ytterligare front av krig samtidigt som den försöker vinna minoriteternas stöd och utnyttja PKK mot den turkiska regimen som i sin tur stödjer den syriska oppositionen både politiskt och militärt.

Turkiet i sin strävan att hindra syriska kurder från att uppnå en viss framgång  tillsammans med militanta islamister och en arabisk ultranationalistisk klan ledare har beordrat attacker på kurdiska staden Seri-Kani vilket medfört flera dödsoffer, hundratals skadade och ytterligare en mänsklig tragedi av massflykt.

Det är det syriska oppositionens, som anser sig själv vara det kommande demokratiska alternativet till den nuvarande diktaturen, uppgift att ta avstånd från sådana aggressioner mot kurdisk befolkning!

Den unika komplicerande geopolitiska situationen i mellanöstern och de olika regionala och internationella politiska intressen gör lidandet för syriska befolkningen med alla sina etniciteter ännu längre och blodigare!

 

 

 

 

 

 

الأحد، 11 نوفمبر 2012

صبرة, سيدا, لافرق


صبرة, سيدا, لا فرق

 

فرمز حسين

 امتزجت الألوان الصاخبة مع الأصوات المدوية في التحام متناسق مكوّنة لوحة سريالية وعاصفة عارمة , لفظتها الاحتجاجات و المعارك العنيفة التي تدور رحاها بوتيرة مرتفعة يوما بعد الآخر مزقت الحجاب عن المنظومة الدولية المترهلة وأزاحت الستار عن عورتها , كشفت زيف مفردات رددت عهودا على مسامعنا : التضامن, العدالة, المساواة, حقوق الانسان وغيرها. العاصفة التي كان أبطالها أطفال درعا , انتشرت بعدئذ لتعمّ جميع أرجاء المناطق السورية. أسمع شعبنا صدى ثورته الى العالم بأسره, مع ذلك لم تستطع اختراق ذهنية المعارضة السياسية نفسها بمختلف فصائلها حتى تلك الشخصيات التي تعتبر نفسها مشاريع قادة لسورية الجديدة .

 نحن معذورون في القاء التهم على الشرق, الغرب, العرب , العجم والترك, المعنيين والغير معنيين بالشأن السوري على تباطؤهم في التعاطي مع الأزمة في بلدنا فليس بينهم من يبذل جهودا كافية تفضي الى وضع حد لمعاناة ومآسي شعبنا , جهودا ترقى الى مستوى الدماء الزكية التي تراق يوميا على تراب الوطن, الا أن حصة كبيرة من اللائمة يجب أن تتقاسمها قوى المعارضة السياسية .

المعارضة بالاعتماد على قدراتها الدبلوماسية والسياسية لم ولن تستطيع التأثير في مواقف الدول الداعمة للنظام  نظرا للعلاقة الاستراتيجية المعروفة التي تربط كلّ بالآخر.

استمرار السلطة الحاكمة وصمودها قرابة العامين يرتكز على مقومات تنفخ فيها القوة ودعائم تسندها من السقوط وترفع من إرادة الصمود لديها فبالإضافة للدعم الروسي, الإيراني, هناك استراتيجية داخلية تسير عليها وقد أثبتت يوما بعد الاخر نجاحها , حيث تمثلت بتحويل الصراع من انتفاضة شعب ضد سلطة جائرة الى حرب مذهبية ضد الطائفة العلوية بالدرجة الأولى وبعض السنة المنتفعين من فسادها المستفحل في البلاد, بالإضافة الى الفزّاعة المعروفة والموجهة الى الأقليات.

 

المعارضة تستطيع ان توفرت الإرادة الوطنية الحقيقية أن تقوم  بكسر الطوق الاخر الذي يحتمي به النظام في الداخل عن طريق خطاب قوي , واضح , صريح قبل كل شيء يوجه الى المواطنين السوريين من الطائفة العلوية يكون مفادها: نحن بحاجة اليكم في بناء سورية المستقبل.

الجميع عليه أن يفهم بأن عهد الغاء وإقصاء الاخر قد ولىّ الى غير رجعة ولن تكون كل هذه التضحيات جسرا لإيصال ديكتاتوريات أخر للتحكم بأعناق السوريين تحت أي مسميات كانت , دينية , قومية أو ادعاءات وطنية زائفة.

 

  المجلس الوطني السوري أكبر فصيل سياسي مقارنة مع المنبر الديمقراطي  , المؤتمر الوطني, هيئة التنسيق وغيرهم من فصائل المعارضة السياسية من خلال اعادة هيكلته بزيادة في أعداد الأعضاء أو تبديل الوجوه القديمة بنقلها من لجنة الى أخرى أو رئيس بآخر لا يقوم بعمل يخدم الحراك السياسي , يخفف من وطأة الضغوط  الموجودة في الداخل, بالتالي لا تتخذ خطوة باتجاه حل الأمور في سورية . المجلس بحاجة الى استراتيجية جديدة , تغييرا نوعيّا في أعضاءه لا كميّا. اذا أراد المجلس أن يكون الخيار الأفضل عليه استيعاب ممثلين عن كافة الأطياف السياسية السورية , من خلال تمثيل حقيقي ينوب عنهم لا شخصيات تمثل فقط أنفسها, صبرا وسيدا انموذجا . أيّ بديل لا يضم أطياف المجتمع السوري الرئيسة لن يكتب له النجاح سواء كان ذلك برلمان ظل أو حكومة منفى.

 

من يريد لنظام الأسد والبعث الحاكم أن يزول عليه أيضا أن يتفهم بأن في سورية قوميات أخرى غير العربية وأديان أخرى غير الأغلبية المسلمة وطوائف ومذاهب وهم بحاجة الى التمتع بحقوقهم القومية التي سلبت في ظل الحكم الشمولي والى ممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة. عدم الاعتراف بالشعب الكردي في العهود والمواثيق الوطنية لا يلغي وجودهم ويزيلهم من الخارطة فهم من سكان المنطقة الأصليين الى جانب أخوتهم العرب , السريان, الاشوريين وغيرهم من الشعوب العريقة في منطقتنا. الأخوة المسحيين بمختلف طوائفهم على أرضهم التاريخية مواطنون سوريون بامتياز قبل أي انتماء اخر.

تهميش مثل هذه القضايا الملحّة أو وضعها على الرف يخدم النظام ويطيل من عمر الصراع الدموي ويزيد من معاناة شعبنا الذي تحول الى نازح , لاجئ , معتقل , جريح أو مشروع شهيد.

يقول الأخضر الابراهيمي اذا لم يبذل المجتمع الدولي جهودا فعالة أكثر مما هي عليها الآن فان سورية سوف تتحول الى صومال آخر.

أضيف الى ذلك دون أن تبذل المعارضة جهودا فعالة أقوى مما هي عليها الآن لتوحيد الصف السوري  من خلال قبول أحدنا الاخر على اختلافاته والاعتراف بحقوقه القومية والدينية والمذهبية ضمن وطن سوري واحد يلمّ شمل الجميع ستتحول سورية الى بلقان جديد.

 

 

 

 

فرمز حسين

2012-11-11

 

مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم

 


Stockholm-sham.blogspot.com

Twitter@farmazhussein

 

 

 

 

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

مشروع لاجئ


مشروع لاجئ

                                                        

قصة قصيرة

بقلم: فرمز حسين


السكينة التي خيمت على المكان كانت مهيبة, ثقيلة لدرجة كتم الأنفاس جعلتني ألعن الساعة التي قدمت فيها إلى هذه المدينة الموبوءة بالشؤم. تباً للأقدار التي ساقتني الى هنا كحمل طريد من الذئاب , لكن تبقى الدوافع وراء هذا المسلك والتي تنطبق عليها مقولة الغاية تبرر الوسيلة هي عزائي . البحث عن رقعة  أمان على سطح هذه البسيطة ليستطيع فيها  المرء ممارسة حياته اليومية ليس الا هذا كل ما في الأمر بانتظار ساعة العودة.

حزمت أمتعتي القليلة في حقيبتي  وخرجت إلى فناء الفندق القديم , كانت السيدة القميئة التي تدير المكان  واقفة خلف المنصة العالية رمقتني بنظرات مليئة باشارات الاستفهام حين رأت الحقيبة في يدي اليمنى , لم أدعها تفكر كثيراً وأبلغتها بأنني راحل وبإمكانها الاحتفاظ بالسلفة النقدية التي دفعتها مؤخرا , لم يكن ذلك كرماً مني بل ليقيني بأنني لن أستطيع استرجاع مليم واحد.


 خرجت أمشي بخطى ثقيلة هائما على وجهي في طرقات تلك المدينة الساحلية  أجر أذيال خيبتي وتعاستي لساعات طويلة حتى بدأت أشعر بالإرهاق , مجرد التفكير بالوجهة التالية التي يجب أن أسير إليها  كان يزعجني لذلك لم أتوقف عن السير ولا حتى لالتقاط الأنفاس رغم الإعياء الشديد. وجوه رفاقي الذين ركبوا عباب البحر مستقلين ذلك الزورق المتهالك  لا تفارقني. التوقف لوهلة قصيرة  يجعلني أرتبك , أتابع المسير من جديد دون الالتفات يمنة أو يسرة.


 ملاصقاً للرصيف الأيمن أمشي في الشارع العريض المؤدي إلى مركز المدينة متجنبا المارة متحاشيا فضولهم العجيب في ذلك اليوم وهم ينظرون إليّ!
أحس بعيونهم الجاحظة  تبقر ثقوبا في جسمي!
يا الهي ما الذي جرى للبشر؟
لماذا الجميع ينظر إلي هكذا؟
كأنني مخلوق غريب هبط لتوه  من كوكب آخر لم يشاهدوا قط مثيلا له في حياتهم!
عجيب أمر هؤلاء الناس لا يدعون أحداً وشأنه! 

بدا الأمر و كأن  الجميع على دراية بمصيبتي , يتساءلون في قرارة أنفسهم و من ثم يتهامسون :الى أين سيتجه هذا المخلوق  الآن ؟
لماذا لم يكن معهم ؟
هل سيجرؤ على محاولة  الإبحار من جديد أم  أنه سيعود الى جحيم وطنه؟
أم ماذا سيفعل؟

فجأة انتابتني رغبة صاعقة بالصراخ حاولت السيطرة على أحاسيسي ,جلست القرفصاء متكورا على نفسي حاضناً حقيبتي الصغيرة بشدة الى صدري ,أجهشت ببكاء أقرب منه الى العويل!!!

في ذاك اليوم المليء ببوادر الشؤم  شعرت كأن النهار أقصر من أي وقت مضى, على الرغم من أن الخريف مازال في بداياته. ظلام ممزوج بضباب سديمي كثيف أطبق على المدينة التي بدت وكأن أنوارها الخافتة لم تعد كافية لإضاءة تلك العتمة التي ترافقت مع برودة قادمة من الشمال محمولة بهواء رطب زادت من احساسي بالوحدة ,البؤس ,الكآبة و التشرد . الامتناع عن التفكير بالمآسي لا يلغيها !
أجد نفسي في مركز المدينة!
يا الهي !
انظر من هناك!
ثلاثة من رفاق الدرب الذين كنت أظن بأنهم كانوا على متن ذلك الزورق المنحوس .  كالمصعوق تسمرت في مكاني من شدة الذهول أغمضت عينيّ وأحكمت اغلاق يدي وأنا أمسحهما ثم أفتحهما من جديد وأعيد الكرّة مرة أخرى لأزيح الغشاوة عنهما , أتأكد بأني في علم وليس في حلم! لابد أن عدم تمكنهم من دفع أجرة السفر قد أنقذ حياتهم مثلي تماماً!!
 احساس دافئ انتابني ,أزال الشعور بسقم الوحدة التي كانت قد هيمنت على كياني قبيل رؤيتهم. فجأة شعرت بمعدتي خاوية  و تؤلمني من شدة الجوع , قلت :  أدعوكم بما تبقي لدي من المال لأقرب مطعم! 
 قبل أن نهمّ بالسير اقترب شرطيان من المكان , بادر أحدهما بالقول: اياقشملار,  كيملك , كيملك بنوع من التهذيب, ثم صاح الآخر  بنزق وعصبية باسابورت, باسابورت!!


ستوكهولم 2012-11-08

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 

Allas krig i Syrien


Allas krig i Syrien, men syrierna betalar högsta priset

 

Det som pågår i Syrien är ett krig som på ett eller annat sätt angår alla, demokratiska som auktoritära regimer, även om alla länder är inte delaktiga i konflikten, så är de på något sätt berörda.

De två stora regionala supermakterna Turkiet och Iran har all anledning i världen att vara delaktiga . 

För Turkiets del finns ekonomiska betydelser som ett regimskifte och vem som ta över makten efter al-assad kan innebära. Dessutom är kurdfrågan i Syrien det mest oroande med tanke på Turkiets egna problem på hemmaplan med över 20 miljoner kurder som lever i sitt eget land och är berövade sina nationella rättigheter!

Iran  förlorar sitt inflytande i mellanösternpolitiken samt sin kontaktkanal till det lilla Iran nämligen Hizbollah. Regimens fall  betyder i praktiken slut  på en era av shiitisk dominans i det hetaste området i mellanöstern .

Ryssland med sin flottbas i Syrien och sin långvariga strategiska relation till albaath regimen har mycket att förlora om al-assad försvinner. Det gäller förutom ekonomiska förluster som avser handel av framförallt vapeninköp inflytande i mellanösternpolitik och maktbalansen som skapar ett gott förhandlingsläge med USA och Övriga västern vilket Ryssland är mest rädd om!

Kina följer den ryska politiken och är mest oroligt för att utländska makter ska ta sig rätten att ingripa i andra länders interna angelägenheter på grund av människorrättskränkningar, med tanke på de stora bristerna i de mest grundläggande mänskliga rättigheter i kinesisk inrikespolitik  i Kina och  i Tibet.

Arabländerna kring persiska vikens största anledning till rädsla är de demokratiska vindar som arabiska våren kan bära med sig av en eventuell seger för revolutionen i Syrien och som kan förvandla det till ett riktigt parlamentariskt styrt land.

USA och de övriga västvärlden är skrämda av de okända krafterna som kommer att ta över. Framförallt islamiska organisationer som har fått allt mer stor betydelse i den arabiska våren länder. Det är också olja-, gas- och energikällorna i gulfländerna  som de vill garantera säkerheten för.

Den splittrade oppositioneni Syrien gör konflikten ännu svårare och vägen till en lösningen ännu trögare och tappar på detta sätt förtroende från omvärlden samt från de avvaktande syrier som kan inte ser det goda alternativet som ska ersätta al-assad regimen.

.

Det mest tragiska är att medan detta pågår så dör hundratals civila människor dagligen och tusentals flyr sina hem,  de som är kvar lever under fruktan av att blir träffade av granat attack eller stridplansbombning och dö när som helst medan oenigheten fortsätter ännu starkare på lokala, regionala och globala nivåer!


2012-11-07

 


Stockholm-sham.blogspot.com

        twitter@farmazhussein                     

 

 

 

 

الأحد، 4 نوفمبر 2012

وقود الحرب السورية


وقود الحرب السورية

 

فرمز حسين

الشعب السوري خرج  للتخلص من نظام الحزب الواحد ,التفرد بالسلطة , المحسوبية ,غياب العدالة الاجتماعية , هدر المال العام والسطو على امكانات المواطنين فكرية كانت أم مادية لمجرد الشك بأنها قد لا تكون في خدمة  الحاكم. مساوئ الحكم لها بداية بدون نهاية حيث تفنن نظام البعث دائما في ايجاد كل ما من  شأنه اذلال المواطن وجعله تابعا , مصفقا شاء أم أبى.

السوريون خرجوا متعطشين للحرية  يدفعهم محبتهم لبلدهم , غيرتهم عليه في ظرف متأثر برياح الربيع العربي بغية انتزاع الحكم من براثن ديكتاتورية دامت لعقود , لم يخرجوا لهدم وحرق بلادهم.  ايغال النظام في القتل مدفوعا برعب شديد ومعرفة تامة بزواله ان لم يستخدم أقصى ما عنده من القسوة والوحشية في ظل صمت دولي مهين فتح أبواب الجحيم لعنف متبادل من مختلف تيارات المعارضة المسلحة بالإضافة الى تقبّل دخول أصوليين .

الآن أهم من كل هذا وذاك هي وجود قوى اقليمية ودولية ضد الأسد وبقاءه لكنها أيضا ضد انتقال السلطة الى أيادي سورية وطنية ديمقراطية.

الاستراتيجية التي يتبعها القائمون على تسليح الجيش الحر والفصائل المسلحة الأخرى تثير المزيد من الشكوك  يوما بعد الاخر حول صدق نواياها وتشير على أن تلك الأطراف لا تريد للثورة السورية  الانتصار السريع بل هي عميلة تزويد بمستلزمات استمرار الصراع حتى تبقى رحى المعارك دائرة في حصد الأرواح , هدم الممتلكات الخاصة والعامة , تفتيت البنية التحتية وبالتالي  كسر ارادة الشعب السوري وتحطيم معنوياته , تقزيم تطلعاته , إفراغ انتفاضته من دوافع نشأتها الحقيقية وهم في هذا المسعى الأخير لا يختلفون كثيرا عن النظام.

السلطة الحاكمة في دمشق عمدت منذ الشرارة الأولى للانتفاضة الى تحويل المطالب الشعبية بالتغيير الى صراع طائفي ,  القوى الاقليمية  ساعدت على تحقيق مثل هذا الهدف. النظام يستمد قوته من هذا النهج , من خلال التمادي في استعمال العنف المفرط لإخماد الثورة في ظل ضعف الاهتمام الدولي وعدم رغبته في التدخل في شؤون الحروب المذهبية .

القوى الاقليمية والدولية المعنية بالشأن السوري  محكومة بأجندات سياسية خاصة بها و يبقى السوريون وقود الحرب التي تحترق اخر شيء تفكر به هذه القوى.

تركية على سبيل المثال لا الحصر الدولة المسلمة والجارة لسورية لم تكن في يوم من الأيام بأفضل حال من النظام السوري في تعاطيها مع المطالب المشروعة للشعب الكردي وجنودها كانوا سباقين في التمثيل بجثث الثوار الكرد .

من المفروض أن ترفع هذه المعطيات الاقليمية والدولية ارادة التقارب بين جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج مدنيين وعسكريين. لن يكون هناك موقف دولي متحد والمعارضون السوريون كل يغني على ليلاه بأصوات تشحن طاقاتها من مصادر تفتقر نفسها للطاقة.

أطراف المعارضة السورية المسلحة عليها مواجهة الة القتل التي يستخدمها النظام ضد الجميع و أن تفكر أكثر من مرة قبل الاقدام على أعمال لها صبغة انتقامية , فالمعارضة وخاصة الجيش الحر يتحمل مسؤولية مضاعفة مقارنة مع جيش النظام عن ارتكاب الأخطاء. السلطة زائلة لا محالة أما الجيش الحر فمن المفروض أن يكون جزءا من المعادلة الوطنية التي ينتظر منها أن تشارك في عملية بناء سورية المستقبل. من بين الأمور الأشد أهمية هو الحفاظ على الروح الوطنية العالية بين مختلف مكونات الشعب السوري.

 

 

 

فرمز حسين

2012-11-03

 

مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم

 


Stockholm-sham.blogspot.com

Twitter@farmazhussein

 

 

 

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

Syrien i stormens öga


Syrien i stormens öga

Det är snart två år sedan upproret mot albaath regimen började i Syrien. Regimen svarade med brutala metoder från krypskyttar som siktade på demonstranter till användning av tunga krigsmaskiner som orsakade förödande konsekvenser som följd.

Världen står och tittar  på de ofattbara grymheter och dagliga massakrer som begås av al Assad regimen mot sin egen civilbefolkning .

Det som händer i Syrien visar tydligt hur världssamfundet är handlingsförlamat när det gäller de avgörande besluten, en riktig bild av en världsordning som icke är kapabel till att uppnå det minimala kravet på de grundläggande mänskliga rättigheter och institutioner som inte duger till dagens allt mer komplicerade värld .

Människovärdet oavsett nationaliteten borde väga lika tungt, vilket inte gör i dagsläget.

Det är det syriska folket som i dag betalar det högsta priset för USAs och resten av den fria världens bittra erfarenheter av Irak och Afaganistan invasionen.

Det är också världssamfundet som bär huvudansvaret för den tragiska utvecklingen av händelserna i Syrien genom att inte ingripa, infiltreringen av fundamentalister som har hittat ett fotfäste i landet, regionala krafter som har fått allt mer inflytande över de olika beväpnade grupperingar samt allt större betydelse för de två stora regionala makterna Iran och Turkiet som är sekteristiska ärkefiender. Deras inblandning kan bara stärka sekteristiskt krig mellan shia- och sunnimuslimer.

Det är högtid för att nuvarande världsordning ska ses över.

Trots att många tror på ett mer aktivt amerikanskt engagemang efter presidentvalet så är förhoppningarna små, då en mer effektiv roll från amerikansk sida saknar stöd bland allmänheten i USA. Både demokrater och republikaner är mer fokuserade på intern politik och folket har ingen lust till inblandning i muslimska länder.

Obama besökte de drabbade områdena efter stormen Sandy och sa att vi är här för er.

Det säger också Syrien president fast med artilleri beskjutning, granatattacker och klusterbomber!



Farmaz Hussein
Stockholm 2012-11-02