الخميس، 30 يناير 2014

هل يوجد بديل عن التدخل العسكري؟



هل حقا يوجد بديل عن التدخل العسكري؟


فرمز حسين

الدولتان الراعيتان لمؤتمر جنيف, الولايات المتحدة وروسيّا تريدان أن تقنعا الجميع بأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة السورية وهما بأنفسهما ليستا مقتنعتان بمشروعهما المشترك , روسيّا تريد أن ترى كفة النظام تترجح على المعارضة ولذلك تطالب بوقف امدادها بالسلاح , فيما أميركا تعرف حق المعرفة و بعد ملف الكيماوي على وجه الخصوص بأن الحل السياسي لن يرى النور دون التلويح بالعصا الغليظة في وجه النظام السوري.
مع كل ذلك ينعقد المؤتمر وكأن الهدف منه هو استعراض سياسي وإعلامي للتحدث عمّا يجري في سورية أكثر من كونه فرصة لتقديم الحلول وإنهاء الأزمة .
 وفد الائتلاف ظهر متماسكا أكثر من أي وقت مضى مقابل وفد النظام الذي بدا مهزوزا ولا زال يبدو هلعا لمجرد طرح مسألة هيئة الحكم الانتقالية من دون أن يكون للأسد دور فيها , فأية تسوية سياسية من شأنها وقف نزيف الدم السوري يمكن أن يرتجى من هكذا وفد, هم مخولون بالتفاوض ضمن حدود التعليمات التي حصلوا عليها من الرئيس والدائرة الضيقة من حوله وغير ذلك سوف يعتبر خروجا عن النص و بالتالي أكبر من أن يتناولها السيد المعلم وصحبه. لاشك أن مناقشة الجوانب الأخرى , كفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية , تبادل الأسرى والسجناء لها أيضا أهمية و كل اتفاق ينقذ حياة مواطن سوري واحد من القتل , الاعتقال , الأسر أو الحصار  هو انجاز كبير , إلا أن ذلك كله في هذا السياق لا يعتبر حلا للمأساة التي يعانيها السوريون عموما والدمار الذي يطال الأخضر واليابس في بلد أنهكه الصراع المسلح على مدى سنوات ثلاث. المؤتمر لن يشكل خطوة في مسيرة طويلة و لا نواة لسلام مأمول , بل على النقيض من ذلك فالنظام يحاول توظيف كل إمكاناته من خلال هذا الحشد الدولي الهائل للحصول على فرصة جديدة تمكّنه من  المضي في ممارسة حلّه الأمني الذي جلب الويلات على البلاد , لذلك نشاهد أعضاء وفده يركّزون على  توجيه خطابهم الى الغرب في محاولة لاستجداء الـعواطف بغية الحصول على تأييد أو شبه اعتراف دولي بشرعية مؤقتة  تمكن قوات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر وتهجير المزيد من الشعب.
وفد الائتلاف على الرغم من غياب أطراف أخرى من المعارضة إلا أنه بدا مدركا لدوره واثقا من تمثيله للسوريين و الأهم من كل ذلك عاكسا تنوع المجتمع السوري بتواجد مختلف مكوناته وخاصة أعضاء من المجلس الوطني الكردي الذين انضموا مؤخرا للائتلاف كممثلين لثاني أكبر قومية في البلاد الى تشكيلة الوفد, الأمر الذي أضفى زخما خاصا للمعارضة مقارنة مع وفد النظام الذي لم يضم سوى البعثيين , حيث يمكن بكل سهولة تسمية الوفد المعارض بوفد الشعب السوري في مواجهة وفد الأسد أو على أحسن تقدير وفد النظام.
لاشك أن الولايات المتحدة وحلفائها توصلوا الى قناعة بأن تباطؤهم في التعاطي مع الملف السوري قد أعطى نتيجة معكوسة  فالجماعات الإرهابية تتكاثر يوما بعد الآخر وأن الإرهاب سيكون موجودا مادام نظام البعث قائما لكن الخطر لم يتجاوز حتى الآن الحدود السورية بكثير باستثناء بعض الانعكاسات في لبنان.
 مرة أخرى يبقى التوقيت!
 متى؟
كم من الدماء السورية يجب أن تراق قبل أن تتخذ القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة قرارها بإنهاء معاناة السوريين. إدارة أوباما تعرف حق المعرفة بأن نظام الأسد لن يتورع عن قتل وتشريد جميع السوريين المناوئين له في سبيل إعادة توطيد حكمه ولن تردعه إلا القوة.
السوريون هم خير من يعرفون بأن لا مشروع سلام في ظل الأسد, ولا رأي للمواطن في انتخابات نزيهة أو تصويت حر مع وجود حزب البعث الحاكم , في انتظار أن يأتي توقيت المجتمع الدولي الملائم لدق طبوله  سوف تستمر محاولات التوصل الى حلول سياسية مع محاور لا يسمع إلا صوته.





2014-01-30
فرمز حسين
ستوكهولم







الاثنين، 20 يناير 2014

تبعات المواقف الدلية من الأزمة السورية




تبعات المواقف الدولية من الأزمة السورية

فرمز حسين
يومان بالكاد عند كتابة هذه السطور على موعد مؤتمر جنيف 2 المرتقب الذي سيعقد ليومين في مونترو السويسرية لينتقل المؤتمرون بعدها الى جنيف بعد استعدادات طويلة من قبل الرعاة الكبار. كل الدلائل تشير الى أن هذا المؤتمر لن يشكل سوى تقهقرا في مسيرة فوضوية مرتبكة ولن يكون في أحسن الأحوال حتى رقما في قائمة طويلة من المؤتمرات القادمة باتجاه إيجاد خريطة طريق تخرج سورية من عنق الزجاجة لتبدأ بعدها مسيرة سلام طويلة بحزمة من القرارات المتتابعة.
دور الادارة الروسية بدءا بمحاولاتها الحثيثة لإشراك إيران في المحادثات و وصولا إلى  تزويد نظام الأسد بالمزيد من السلاح والعتاد قبل انعقاد مؤتمر السلام المنشود بأيام لا يفسح المجال ولو لبصيص من الأمل والتفاؤل !؟
 العالم الخارجي المتلكئ منح النظام الديكتاتوري بالإضافة الى الجرأة فسحة واسعة من الزمن لابتكار الأداة والوسيلة الكفيلة ليس فقط بالقضاء على معارضيه بل على كسر ارادة جميع السوريين الذين لا يعلنون ولائهم له على الملأ. المواقف الدولية السلبية جعلت الجميع دون استثناء يشكلّون أهدافا مشروعة لآلة النظام الحربية الفتاكة .
 الصحفي ماغنوس فالكيهيد والمصور نيكلاس هامارستروم السويديان اللذان احتجزا كرهينتان في سورية لمدة ستة أسابيع يقولان في تقرير كانا قد أعدّاه قبل اختطافهما نشرتاه أمس في التاسع عشر من يناير صحيفتي "داغنزنيهيتر" كبرى الصحف السويدية الصباحية و"أفتونبلادت" المسائية:
 توقفنا شرقي يبرود تحت دفء الشمس أمام بناية بيضاء كان يلعب هناك بعض الأطفال أمام الدرج . تجمع أيضا بعض الأهالي هناك  معظمهم من النساء , بعض من الأطفال الآخرون يلعبون ورجلين مسنين. كانوا يحاولون أن يشرحوا لنا كم هي متعبة حالتهم مع خزانات المياه الموجودة على السطح التي رشّحت فيضا من المياه و جعلت  البناية تعاني من الرطوبة والبرودة الشديدة, فجأة تظهر طائرة سوخوي حربية روسية الصنع من جهة الوادي الجنوبي , الطائرة الهجومية ترعد في الجو مخلّفة ذيلا من الدخان الأسود القاتم. بعد ثواني نشاهد الطائرة تخرج من خط سيرها متجهة بشكل مباشر باتجاه  تجمعنا , يهرع البعض للاحتماء بمكان ما, آخرون يتسمّرون في مكانهم وقد تصلّبت أقدامهم و هم ينظرون الى الطائرة الحربية وهي تنخفض في هجومها على تجمعهم بعلوّ لا يزيد عن خمسين مترا عن الأرض وتبدأ بفتح أفواه مدافع دائرية  لتطلق منها نيران صواريخها مترافقة بهدير يصمّ الآذان. لحسن الحظ كان الفرق ثانية واحدة في تأخر وصول الطائرة و سقطت قذائفها النارية خلف البناء. لكن مثلما بكل وضوح رأى المواطنون المدنيون لحية الطيار السوداء وهو يهاجمهم , كان الطيار أيضا يرى الأهداف المدنية التي يوجه اليها قذائفه.

الآن السؤال الذي يفرض نفسه :ما هي الآمال المتوقعة من نظام يمارس هذه الأساليب الوحشية ضد المدنيين من عامة الشعب في أن يتنازل عن السلطة؟
والتساؤل الآخر اذا كان أركان النظام ليس لديهم استعدادا للتخلي عن السلطة فهل يستطيعون ارجاع شعب كامل الى قاع الزجاجة مرورا بعنقها الذي خرجوا منها بعد أن  أصبحت عورة نظامهم وزيف شعاراته البائسة للبقاء في سدة الحكم مكشوفة لهم ؟!
كل الدلائل تشير وأتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا بأن آلة القتل سوف تستمر في حصد أرواح السوريين الى اشعار آخر , فيما العالم الخارجي يبقى متفرجا !؟

فرمز حسين
2014-01-20
ستوكهولم






الخميس، 16 يناير 2014

مرحبا مؤتمر جنيف 2




مرحبا مؤتمر جنيف 2 :
النظام السوري يبذل قصارى جهوده في سبيل تسليط الأضواء على دوره كصمام الأمان في وجه المجاميع الاسلامية المتطرفة و الارهابية الذين هم في حقيقة الأمر ليسوا سوى بعض من منجزاته!
المعارضة السورية وفي مقدمتها قوى الائتلاف  , كل كتلة من تلك الكتل التي باتت تنسب الى أسماء الأشخاص  منهمكون في الحصول على المعلومات اللازمة لتأمين وصولهم الى قنوات التوزيع للمساعدات المادية التي أقرّتها الدول المانحة في مؤتمر الكويت, لكي يحصل كلّ على استحقاقاته.
الكرد السوريين غارقون في تشييع جثامين شهدائهم الذين سقطوا برصاص الجميع .
دول أصدقاء سورية يتمتعون بدورهم الفوقي حيث تحول السوريون الى مجرد متسولين, ليس عليهم سوى أن يكونوا شاكرين لكل ما يقدمونه.
أما الأمر بالنسبة للولايات المتحدة  وروسيا  فهو لا يرتقي  الى أكثر من  لعبة" الداما" لأن الشطرنج يتطلب المزيد من التركيز في اتخاذ القرارات.

فرمز حسين
2014-01-16



البحث عن السكون



البحث عن السكون

 فرمز حسين
ق.ق.ج

 الصخب قاده رغما عن أنفه على البحث عن الهدوء في ركن آخر .
 رحلة البحث بدأت ..
 لا... ليس هنا ... ولا هناك !!
ما أشبه الأمكنة !
ما أشبه البشر !
في كل ركن هناك شبيه لأحد ما .... الخالق الناطق ... صحيح... "يخلق من الشبه أربعين"!

لا بد من أن هناك مكان ما في هذه المنطقة ينعم بالهدوء ..
ربما ..
ربما...في مناطق أخرى...
بلاد أخرى  ... 
 دون جدوى ..
لم يفلح في العثور على رقعة هادئة!
 لماذا ؟
الصخب كان مرافقا له في رحلة بحثه... داخل رأسه الصغير!

فرمز حسين
ستوكهولم
2014-01-16