الجمعة، 25 يناير 2019

القبلة Kyssen


القبلة
Kyssen av: Hjalmar  Söderberg
Översättning till arabiska:Farmaz Hussein
ق.ق.ج
يلمار سودربيرغ
ترجمة: فرمز حسين
ذات مرة كانت هناك فتاة يافعة و شاباً يافعاً جداً. كانا جالسين على صخرة ممتدة في داخل البحيرة , والأمواج كانت تتلاطم حتى  تصل أقدامهما. كانا صامتين, كل منهما مع أفكاره , و هما ينظران إلى الشمس وهي تميل الى الغروب.
 كان يفكر و يقول في نفسه أريد فعلاً أن أقبّلها. و حين نظر إلى فمها, خُيلَ له بأن غاية وجوده للقبلة فقط.  كان قد رأى فتيات أجمل منها  و هو في واقع الأمر يهوى واحدة أخرى و لكنه لن يتمكن أبداً من تقبيل تلك الأخرى لكونها مثالية و نجمة و النجمة لا تُطال.
الفتاة كانت أيضاً غارقة في تفكيرها , و تريد لو أنه أن يقبلها و بذلك سوف يصبح لديها فرصة تحنقُ عليه جداً و تُريه كم هي تزدرئه بعمق. سوف تنهض و تسحب ثوبها بشدة إلى جسمها و ترمقه بنظرة طويلة مليئة بسخرية باردة ثم تمضي في حال سبيلها, شامخة و معتزة من دون تسرع لا داع له . و لكي لا يُخمّن هو عما تُفكرُ هي فيه قالت بصوت منخفض:
هل تعتقد بأن هناك حياة بعد هذه؟
 فكر الشاب قليلاً  و خيّل له اذا أجابها بنعم فسوف يسهّل ذلك عملية تقبيله لها و لكنه لم يستطع التذكر بماذا أجاب عن سؤال حول الموضوع نفسه  في مناسبات أخرى  سابقة وكان يخشى أن يناقض نفسه. و لذلك نظر عميقاً في عينيها و أجاب:
هناك لحظات أعتقد ذلك.
هذه الاجابة أعطتها راحة تامة و بدأت تفكر و تقول في نفسها:  شعره يروقني و غرته أيضاً. مؤسف أن أنفه بشع  و كذلك فليس له أية مكانة مرموقة فهو طالب فقط و يستخدم نظارات القراءة .ليس هذا هو العريس الذي تريد ان تغيظ به صديقاتها.
 الشاب كان يفكر و يقول في نفسه الآن  حتما بامكاني تقبيلها. و لكنه كان خائفا ًجداً, فهو لم يكن قد قبّلَ أبداً ابنة عوائل و كان يخطر له بأن ذلك قد يكون  أمراً خطيراً.
والدها كان نائماً قي السرير المعلق على مسافة ليست ببعيدة عنهما و كان عمدة المدينة.
 فكرت الفتاة قائلة لنفسها ربما أنه من الأفضل أن أصفعه حين يقبلني. و هي عادت و فكرت لماذا لايقبلني, هل أنا بتلك البشاعة و عدم اللياقة؟
انحنت من فوق ماء البحيرة لتنظر الى نفسها في مرآة الماء العاكسة و لكن صورتها تقطعت مع حركة الأمواج.
 فكرت الفتاة أيضاً : عجباً كيف سيكون احساسي و هو يقبلني. في الواقع هي قُبلت مرة واحدة فقط من  قبل ضابط برتبة ملازم في حفلة بفندق المدينة. لكن كانت تنبعث منه رائحة الخمر و دخان السيجار الكريهتين, رغم ذلك أحست حينها فعلاً ببعض الاطراء لانه قّبلها  على الأقل كان برتبة ملازم .و ماعدا ذلك فلم تكن تلك القبلة تروق لها كثيرا. و بالاضافة إلى ذلك فهي كرهته لأنه لم يطلب يدها بعد ذلك و لم يبالي بها أبداً.
فيما هما على تلك الحالة من الشرود  كل مع أفكاره غرب الشمس و حلّ الظلام.
الشاب قال في نفسه: كونها لاتزال جالسة الى جانبي رغم غروب الشمس و حلول الظلام فربما لن تمانع كثيراّ اذا قبلتها.
ثم ألقى بذراعيه حول عنقها.
 لم تكن قد توقعت ذلك , هي كانت تتوقع بأنه سوف يقبلها لا أكثر , وهي بدورها سوف تصفعه و تسير في طريقها كأميرة.
الآن لا تعرف كيف تتصرف. كيف تغضب عليه, و لكنها لاتريد أن تضيع على نفسها الفبلة أيضاً. ولذلك جلست هادئة تماماً.
عندها قبّلها. كانت للقبلة وقعاً اشد عما هي كانت تظن, أصبحت شاحبة و ثملة, و نسيت كلياً بأنها سوف تصفعه و بأنه فقط طالب في المدرسة بلا مكانة مرموقة و يضع النظارات أثناء القراءة.
لكن هو كان يفكر بمقطع في كتاب لطبيب متدين حول حياة المراة العائلي في المقطع  كان مكتوباً:" أن على المرء أن يحرص على  أن يأتي الاحتضان الزوجي تحت هيمنة الشهوة " و الآن  يرى بأن ذلك أمراً صعباً جداً أن يحرص على ذلك اذا كانت قبلة فعلت كل هذا.
عندما طلع القمر كانا لايزلان هناك و يقبلّان بعضهما البعض.
هي همست في أذنه :
أنا أحببتك من اول نظرة.
و هو أجابها:
بالنسبة لي لا يوجد في الدنيا أحداً سواك.

ستوكهولم
25-01-2019