الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

عيد الأضحى في سورية 2012


عيد الأضحى في سورية 2012

 


 
    فرمز حسين
 

فرحة العيد وطقوسها السنوية البهيجة بأهازيجها وأراجيحها عند الصغار تبدأ في الواقع ساعات عديدة قبل دنو صباحها. اللحظات المفعمة بالإثارة هي تلك التي تبدأ مع انتهاء العائلة من التسوق و العودة الى البيت بعد شراء حاجات العيد من الأطعمة الشهية , لوازم الضيافة من الحلوى , السكاكر و الملابس الجديدة . عند الوصول الى المنزل ينهمك الوالدين بتفقد ما اشتروه  فيما يهرع الصغار لاختبار ألبستهم الجديدة مرة تلو الأخرى أمام المرآة ثم طيها بعناية فائقة ووضعها تحت الوسادة و وجوههم البريئة تغمرها مزيج من لهفة الانتظار ونشوة السعادة فيما تشرد أذهانهم في غبطة بما سيفعلونه مع بزوغ فجر العيد .

العيد السوري هذه السنة سيكون مختلفا تماما عن سابقاته , أطفال الداخل سيتلقون هداياهم من أجواء الوطن قد تكون  قنابل عنقودية , براميل متفجرة أو مفاجآت أخرى . في مخيمات اللجوء سوف يبقون متكورين على أنفسهم راقدين من أثر نوبات حمى الأمراض المرافقة لموجات سقم أواخر الخريف  , هلع برد الشتاء القادم وسوء التغذية . في الشتات لن يكون العيد سوى تذكير بهول المصيبة التي تعصف بالأهل.

السيد الابراهيمي بدأ مهمته من حيث بدأ سلفه وليس من حيث انتهى , استراتيجية اضاعة الوقت ليس الا . بعد انقضاء ما يزيد على الشهرين من الزمن لتسلمه زمام المبادرة , قام بالعديد من الزيارات لمعظم الدول المعنية بالشأن السوري والتي سبقها اليه عنان , تفتقت قريحته مؤخرا بأن طالب بهدنة خلال عيد الأضحى المبارك , لعل وعسى أن تكون تلك فاتحة خير لهدنة أطول يمكن خلالها جلب أطراف النزاع الى طاولة الحوار وبالتالي ايجاد مخرج من الأزمة بطريقة سلمية. الفكرة من حيث المبدأ جيدة لكنها لا تتناسب مع طبيعة النزاع السوري! هناك مقولة مفادها : أن فهم السؤال يعدّ نصف الاجابة وهذا ينطبق على ما يجري في سورية حيث أن فهم المعضلة السورية هو نصف الحل. الهدنة هي عملية ايقاف مؤقت ومشروط لإطلاق النار بين طرفين يعترف كل منهما بالأخر , هذه الفرضية غائبة في الصراع الدموي الدائر طبقا لرؤية النظام للوقائع على الأرض , فهو يقاوم جماعات ارهابية مسلحة لا يمثلون الشعب السوري ولا المعارضة في شيء , فكيف سيعقد هدنة مع إرهابيين؟

كان على الأخضر الابراهيمي انطلاقا من هذه المعطيات أن يوفر الجهد والوقت فان لم ينجح في اقناع نظام البعث على الاعتراف بالمقاومة المسلحة , لن ينجح في عقد هدنة أيضا.

بعد أكثر من عشرون شهرا على استمرار نزف الجرح السوري  لم يعد هناك أدنى شك  بأن النظام لن يغير أسلوبه في التعاطي الأمني مع الأزمة طواعية , هذا يعني أن لا هدنة في سورية الا بالقوة أي بفرض وقف  الزامي لإطلاق النار وإرساءه عن طريق تواجد قوة دولية مسلحة على الأرض. هذا الشيء يعيدنا مرة أخرى الى موقف المجتمع الدولي المعطوب بحكم الفيتو الروسي الصيني , لكن ماذا عن الولايات المتحدة ؟ هل ستستمر في موقفها السلبي من النزاع في سورية؟

أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة برنستون ومديرة التخطيط السياسي السابقة في العلاقات الخارجية الأمريكية ان ماري سلاتر في مقالة  نشرت ترجمتها في صحيفة داغنز نيهيتر السويدية بتاريخ 2012-10-22 بعنوان :باراك أوباما يخطأ في الاختيار , تقول : ينبغي على الولايات المتحدة  أن تقوم بمسؤولياتها تجاه التطورات في سورية. التدخل في الشأن السوري محفوف بالمخاطر لكن لعدم التدخل أيضا مخاطر. وتردف قائلة:

انظروا فقط الى سورية . ان كل ما يحدث هناك كان متنبأ به ومتوقعا : حربا بالوكالة بين ايران والسعودية المزيد من الانحياز للطائفية والتفرقة الاثنية, جماعات أصولية تحل بدل معتدلين يتم اسكاتهم , دول مجاورة تتزعزع استقرارها, دخول ارهابيين وإغراق البلاد في حمامات دماء لا تتعافى منها بعشرات السنين. فصائل المعارضة تتوسل في الحصول على الأسلحة التي تمكنهم من اسقاط طائرات الأسد و الاحتفاظ بالمناطق المكتسبة بعد المعارك الضارية , تأمين سلامة المدنيين ولكي يفهم الأسد صراحة بأن العالم لا يجاريه ويتفرج فيما هو يخنق شعبه.

وتردف سلاتر: في صباح كل يوم يعرض الخبراء على أوباما جميع المؤامرات المحتملة التي قد تهدد أمن الأمريكيين. هو يعرف بأن جميع الأسلحة التي تستطيع اسقاط طائرة حربية سورية , يمكن أيضا استعمالها من قبل ارهابي لضرب طائرة ركاب أمريكية. أوباما واثق بأنه يتصرف بشكل صحيح  بأن يتوخى الحيطة والحذر وينتظر حتى يحرق الصراع السوري نفسه بنفسه وبذلك يقلل من المخاطر على حياة الأمريكيين.

 

 

وتقول سلاتر : لا يتحدث احدا صباح كل يوم في الغرفة البيضاوية عن الشعب السوري.

 

عيد الأضحى المبارك هذا العام أيضا سيمر كئيبا . على أطفال سورية التسلية ببقايا القنابل العنقودية , واستخدام دبابات النظام المحطمة كأراجيح لهم الى حين!

 

 

 

 

 

فرمز حسين

2012-10-23

مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم

 


Stockholm-sham.blogspot.com

Twitter@farmazhussein

 

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

Eid Al-Adha 2012 i Syrien

Eid Al-Adha 2012 i Syrien


Det är snart Eid al-adha som normalt firas av befolkningen i Syrien efter stora förberedelser. Allt ifrån nya kläder och prylar, men framförallt mycket mat och stora inköp av sötsaker och delikatesser.

 

I år blir det knappast något eidfirande, det blir knappast något att bjuda vänner och grannar på, inte ens tillräckligt för den egna familjens bruk.

 

Över en halv miljon människor som är på flykt i de olika grannländerna lever i tält som inte skyddat dem från den heta värmen i sommaren och inte heller kommer att skydda de från vinterns kyla som närmar sig allt mer.

Över tre miljoner människor är i absolut akut behov av mat och medicin, medan 20 miljoner som utgör resten av den syriska befolkningen lever i ett gisslanliknande situation i sitt eget hemland.

Jag vill påminna vår utrikesminister Carl Bildt om detta genom att säga: sluta snacka Europa och eurokrisen, det finns hundratals människor som dör dagligen ett stenkast från Europa och Natogränsen av den syriska regimens artilleri, stridvagnar, och stridplansanfall. Som utrikesminister för ett föregångsland som Sverige, sätt människovärdet över allt annat och gör din röst hörd i den europiska unionens maktskorridorer.

Omvärlden passivitet kommer aldrig att förhindra Albaath regimen från att falla, däremot kommer det att förlänga lidandet för den syriska civilbefolkningen.

Det går inte att blunda hur länge som helst för de grymheter som begås av Al-assad styrkor väl beväpnade med ryska krigsmaskiner. Nu får det vara nog!
Det kommer aldrig något värre regim än den nuvarande .

2012-10-19
Stockholm

Farmaz Hussein

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

سورية و سوريون في مهب الريح


سورية و سوريون في مهب الريح

 

فرمز حسين

الليل بدأ يطول رويدا يسرق من دقائق وساعات النهار الصاخب , يخيم بصمته على الأمكنة ,يرمي بظلال كئيبة من العتمة والسقم على أهلنا المشردين في العراء ملتهما ما تبقى من ضوء ودفء نهارات الخريف الآفل. سوريون في خيم لم تحميهم حر الصيف الملتهب ولن تقيهم برد الشتاء القادم , أخوتهم في الوطن ليسوا بأفضل حال في ظل الرعب ,الترويع والتجويع ,حيث تحوّل الوطن الى حقل للرمي والمواطنون الى أهداف ثابتة ومتحركة,  محنة عصيبة على ما يبدو باتت لا تهم قريب ولا بعيد. الكلّ يلوم الكلّ , بالتالي ليس هناك من نستطيع أن نحمّله المسؤولية سوى شعبنا الأعزل الذي لاذ بالفرار داخل وخارج أسوار وطنه, ليس خشية على شيء سوى حياته .

النظام بمن حوله من العسكر المقربين ومحبيه من البعثيين وموظفي الدولة أصحاب الامتيازات يحاولون جاهدين الدفاع عن البلد ومواطنيه وإنقاذ العلمانية بشخص الرئيس الذي بدونه لا استقرار في البلاد من الهجمة الأصولية الشرسة , ما هي الا أيام وتنتهي من القضاء على الفلول الباقية من المجموعات الارهابية حسب اعلامها الرسمي .

 المعارضة بمختلف فصائلها المسلحة تريد حماية المنتفضين المطالبين بالحرية من فتك أجهزة النظام و شبيحته  و تحاول تخليص الشعب من براثن ديكتاتور طغى و تجبّر , رئيس ورث السلطة في البلاد بزبانيتها و جثم على صدور أهله دون وجه حق لسنوات ومن قبله والده لعقود. لقد أصبح النظام هشا وسرعان ما يلتهمه نيران غضب الشعب الثائر.

 المجتمع الدولي يبذل كل ما في وسعه , بدءا بالعقوبات الاقتصادية وصولا الى ايفاد مبعوثين دوليين كل ذلك في سبيل ايجاد مخرج للأزمة المستعصية وبالتالي التوصل الى حل يوقف نزيف الدم , لكنه يريد معارضة موحّدة ونظاما يقبل بشروطه!

 روسيا موقفها أكثر صلابة من أي وقت مضى!

الحقيقة أن الشعب السوري من خلال الحصاد المر الذي عاناه قرابة عشرون شهرا من الزمن ,الثمن الباهظ الذي دفعه من دماء أبناءه أصبح لا يعوّل في شيء على المجتمع الدولي ولا على ما سيقوم به المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي يفتقر أصلا لرؤية واضحة أو مبادرة بديلة عن خطة سلفه ,الذي لم يفلح في تنفيذ بند واحد من بنودها الستة. ايران تحمّل الابراهيمي مقترحا لحل الأزمة في سورية , هل هذا ما كان ينتظره الشعب السوري من المبعوث الدولي ؟! فقط العناية الالهية بإمكانها انجاح مهمة السيد الابراهيمي في وقف شلال الدم السوري.

 

الآن في ظل مثل هذه المعطيات ما هي السيناريوهات المحتملة ؟ لاشك سيكون الجواب الأكثر مصداقية هو استمرار دوامة العنف , النظام يستمر في القتال والمعارضة أيضا , فيما الأسرة الدولية تقف متفرجة , عاجزة عن القيام بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية . المعارضة المشتتة تحمل قسطا كبيرا من المسؤولية واستمرارها في هذا الانقسام تعطي العالم الخارجي العذر في تعاطيه السلبي مع الأزمة بحجة صعوبة الاعتماد على من سيخلف النظام , لن يخفف من آلام شعبنا ويغير من الموقف الدولي الرخو شيئا أكثر من تقارب كافة فصائل المعارضة ,السياسية منها والعسكرية , هذا مطلب وطني ملحّ  يريدها كل سوري يوما قبل الأخر.

هناك  المستفيدين  من استمرار الاقتتال في سورية ! هناك من يريد رؤية بلادنا ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية  والدولية! هناك من لا يريد نجاح الثورة السورية ومعها امتداد الربيع العربي!

الخاسر الأول والأعظم من استمرارية الصراع الدموي هو الشعب السوري بجميع مكوناته فمهما طالت أمد الأزمة تفاقمت معها أعداد الضحايا من أرواح السوريين مدنيين وعسكريين وطالت معها الحاجة الى وقت أطول لاندمال الجروح وتقارب المشاعر,صفاء النفوس,عودة الألفة واللحمة الوطنية , مرحلة شاقة لإعادة اعمار البلاد والعباد سوف يستغرق ردحا من الزمن.

 

 

 

فرمز حسين

2012-10-16

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 

 

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

مفاهيم جديدة للديمقراطية


مفاهيم جديدة للديمقراطية


فرمز حسين

التغيير نحو الأفضل من المفروض أن يكون مبتغى للدول , المؤسسات والأفراد على حد سواء وإلا فكيف سيكون هناك أملا بالتطور من مستوى الى آخر. تبني الشعارات البراقة حول النمو , التقدم والانتقال الى حياة أكثر حداثة جاري على قدم وساق على الأصعدة الرسمية. السكان يتطلعون الى جني ثمار التطور العلمي الذي هو في المحصلة من نتاج البشر ولأجلهم , الا أن هذه التطلعات عندما تدنو من ملامسة التركيبة السياسية لبعض الأنظمة و تشرع في طرق أبواب حكامها تتحول عندئذ الى لعنة , خيانة , خطر , وباء ومؤامرة محاكة بأيدي خفية ضدهم وبالتالي لابد من القضاء عليها. الاستئثار بالسلطة والمحافظة على الموروثات القديمة  تعدّ لديهم من الثوابت الملازمة للحكم و يجب العمل بها الى ما لانهاية.

 

عملية الصراع بين القديم التقليدي والجديد القادم قد بدأ فعلا مع أول خطوة في مجال التقدم التكنولوجي الذي مهد لوضع اللبنة الأولى للعولمة. الآن هناك من يسير مع التيار , البعض يلهث للحاق بركب التطور الجاري , آخرون يراوحون مكانهم , كما أن هناك من يسير عكس التيار ويحارب كل جديد لا يلائم مزاجه المتعنت.

 العديد من المسارات لا تجري على سوية واحدة أو ربما لا ترقى بعضها الى مصاف الأخرى فإذا نظرنا على سبيل المثال الى الثورة المعلوماتية ووسائل التواصل العلمية,الالكترونية والاجتماعية فلاشك بأنها عبرت جميع القيود والحدود دون حاجة لتأشيرة دخول. هذه الثورة التي ألغت الحدود والمسافات تفرض أيضا الكثير من الضوابط والأنظمة الجديدة التي لابد أن تدخل في مختلف مضامير الحياة  كما يجب ازالة البعض الاخر منها ,التي أضحت جزءا من الماضي والتي لا تتناسب مع التطور السريع الذي يحدث عالميا. هذا التحول السريع يتطلب أيضا نمطا جديدا من التفكير.

في مقالة سابقة كنت قد كتبت ملخصا عن مقالة للبروفسور السويدي ليف لوفين والتي كانت حول الديمقراطية العالمية وكتابه بعنوان عام 2119 هو عام الديمقراطية, الذي سوف يصدر في الشتاء المقبل. فيما يلي ملخصا عن مقالة أخرى له حول الموضوع نفسه نشر في صحيفة داغنز نيهيتر السويدية.

يقول لوفين:

يتأثر العالم جميعا بمن سيحكم أمريكا ,هل يعني هذا أن يكون للسويديين مثلا حق التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ؟ هذا التساؤل ليس للدعابة بل أنه سؤال يناقش بكامل الجدية ضمن بحوث العلوم السياسية الدولية.

 التصويت تماشيا مع نسبة التأثر بالقرار يطلق كمبدأ جديد أفضل من حق التصويت العام الذي فيه الكثير من الثغرات. هذه الأفكار يتم بحثها حتى من هؤلاء المحافظين أتباع  جون ستيوارت( فيلسوف بريطاني  1806-187) وصولا الى روبرت دال (بروفسور أمريكي معاصر في العلوم السياسية). أليس من الأفضل أن يكون هؤلاء العاملين في مجال السياسة والأكثر إطلاعا على خفاياها أن يتمتعوا بنفوذ أكبر. أليس من حق هؤلاء الذين على دراية وخبرة في مشكلة معينة أن يكون لهم القول الفصل.

 

قبل كل شيء حق التصويت العام مؤطر ضمن حدود الأمة أو الدولة بينما التصويت عبر مبدأ التأثر يتجاوز تلك الحدود. ولذلك ينظر الى مبدأ التأثر على أنه الأكثر تناسبا في دنيا العولمة. الأنهار لا تتوقف عن الجريان , الرياح لا تكف عن الهبوب , التحويلات المالية تنفذ , الأوبئة والأمراض المعدية لا تنتهي عند حدود الدول. التلوث بصورة أو بأخرى ينتقل من بلد الى أخر. 

ا

 هناك اقتراحات محددة حول كيفية صياغة مبدأ التأثر , ربما الدول تستطيع معا ادخال ممثليات متبادلة عنهم يقول  بروفسور العلوم السياسية الأمريكي  فيليب شميتر ,  الدول تستطيع بكل بساطة أن تحجز عددا من المقاعد في البرلمان للدول الجارة لها أو تلك الأكثر تأثرا. هناك مثالا يشار اليه غالبا وهي أن دانمارك لعل من حقها أن تبدي رأيها في القبول أو الرفض فيما اذا قررت السويد اقامة مفاعل نووي بالقرب من حدودها .

 اقتراح اخر ينادي بإدخال نوع ضبابي من المواطنة يقول العالم السياسي دانييل أرشيبوجي بحيث يعكس العلاقة بوضوح تدريجي  من كثير , قليل أو عدم التأثر بالقرارات الصادرة من برلمان دولة أخرى. مثل هذا التحديد شبيه بحقوق الانتخابات التي منحت خلال فترة السبعينيات على سبيل المثال للأجانب الموجودين في السويد ,  أي حقهم في التصويت على مستوى مجالس البلديات والمحافظات ولكن ليس حق التصويت للبرلمان.

 يمكن العمل أيضا على اقامة هيئة بمستويات متعددة كما يرى البريطاني دافيد هيلد, تعالج القضايا التي تؤثر على السكان في المحيط القريب  والأمور التي لها تأثير في محيطات أبعد ويتم تحويل قرار البت في المسائل الأخيرة الى جهاز أو تنظيم دولي. اليوم هناك الكثير من القضايا يتم تحويلها الى منظمة دولية مثل الاتحاد الأوروبي. هذا  التدويل يجعلنا مرة أخرى أن نفكر في أمر التمثيل الديمقراطي. يستخلص لوفين مقالته بأنه مهما كان الحافز براقا وجذابا لذوق المثقف عند التفكير بمبادئ تمثيلية أخرى غير حق التصويت العام فأنه يرى سلبياته ويردف قائلا: على الأمريكيين اختيار رئيسهم بأنفسهم نحن سنحاول التأثير على قراراته السياسية من خلال حشد الرأي العام, عن طريق ممثلينا المنتخبين ومن خلال المنظمات الدولية. يضيف لوفين : في كتابي القادم أتلاعب بمنظور مائتي عام ابتداء من معاهدة فرساي للسلام عام 1919 هذا يعني أننا الآن في منتصف الطريق.

 

في هذا السياق وبالتفكير في الوضع المأساوي لأهلنا في سورية وكثرة اللغط الدائر حول الـتأثيرات التي قد تتركها على دول مجاورة وأخرى غير مجاورة , لو جرى التصويت عبر مبدأ التأثر فكم من الدول كانت ستفوز بحقها في التصويت على الرئيس السوري ؟ وماهية النتائج التي كانت ستخلف ! ؟

من ناحية أخرى:

ماذا فعل الرأي العام المحتشد للمواطنين السوريين المنكوبين ؟

ما هي الحلول التي تم تقدميها من قبل الساسة الدوليين المنتخبين بشأن المأساة السورية؟

ماذا قدمت المنظمات الدولية للشعب السوري ؟

 

 

 

 

فرمز حسين

2012-10-10

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 

 

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

خمس فوائد أمريكية لانهاء نظام الأسد


خمس فوائد أمريكية لإنهاء نظام الأسد

 

فرمز حسين

 شعبنا السوري العريق يرزح تحت نيران المدافع, يتشرد في العراء, يلتجأ  الى الدول المجاورة هاربا من بطش النظام, ينزح في بلده من منطقة الى أخرى حاملا معه أتراحه, همومه الثقيلة وأحلاما ضاعت سدى في عيون لا تهنأ بنعمة النوم ولا تجف من دموع الألم ومرارة فقدان الأهل , البيت , الانفصال عن تربة الوطن والإحساس بالأمان في زمن أغبر  لن ينسى بسهولة هذا الصمت المخزي من المجتمع الدولي الذي يطيل أمد عذاباته ومعاناته.

الولايات المتحدة الأمريكية عمدت منذ بداية الانتفاضة الشعبية في سورية على ارسال الاشارة تلو الأخرى  الى النظام بأن لا نية لها مهما حصل أن تقوم  بالتدخل العسكري  , بأنها تريد أن يقود الأسد بنفسه عملية اصلاح وتغيير ديمقراطي في البلاد وتحويلها من نظام حكم شمولي الى جنة عدن.

الآن اذا نظرنا الى مصداقية مثل هذا الموقف مع الأخذ بعين الاعتبار نهج النظام السوري , سلوكه,  ايديولوجية حزبه الحاكم منذ 1963 , عقود الحكم من قبل الأسد الأب و أسلوب انتقال السلطة الى الابن الذي استمر في الحكم على المنوال ذاته بكتم أنفاس شعبه مجهزا بجيش جرار من جلاوزة الأمن والقمع , نرى أن تصريحات أمريكا السابقة حول مطالبة الأسد بقيادة الاصلاحات التي تطورت الى التغيير في النظام من النظام  وصولا الى مطالبته بالتنحي هي نكتة سخيفة وضحك على الذقون , أمريكا بحكم خبراتها و امكاناتها وبمقارنة بسيطة مع النظم الشبيهة عبر التاريخ  تعرف بأن ذلك لن يتحقق و لم يتنحى أي ديكتاتور عن السلطة طواعية. يقول الكثيرون بأن السبب في ذلك ليس حبا في بقاء الأسد في السلطة , لكنه مزيج من الكره والخشية من البديل القادم المتمثل بالدرجة الأولى بالإسلاميين , لكن الاستمرار في التغاضي عما يجري في سورية من جرائم وانتهاكات أدى الى تواجد البيئة المناسبة لتجمع كل متطرف ومنبوذ و أفّاق في أجزاء كثيرة من الأراضي السورية وسوف يتفاقم مثل هذا التواجد طردا مع اطالة أمد الأزمة , هذا الأمر يجب أن يشكّل مصدر قلق حقيقي ليس لأمريكا فحسب بل كافة الدول المعنية والخطر يأتي من خلال مجموعات مماثلة وليس من خلال انتقال السلطة الى تيارات دينية معتدلة كما حصل في دول الربيع العربي.  

ميخائيل دوران من المحليين السياسيين المتمرسين في مؤسسة بروكينغز و ماكس بووت مستشار المرشح الجمهوري رومني في حملاته الانتخابية  يقولان في مقالة مشتركة لهما بعنوان (سورية حالة للتدخل ) نشرت في صحيفة نيويورك تايمز, فيما يلي ملخصا عنها:

هناك خمسة أسباب لإنهاء نظام الرئيس الأسد يوما قبل الأخر:

أولا: التدخل الأمريكي سوف يقلل من النفوذ الايراني في المنطقة, ايران التي تدعم النظام السوري بقوات من حرسها الجمهوري والمعدات والخبرات تعلم حق المعرفة بأنها سوف تخسر أهم قاعدة لها في العالم العربي و تفقد الشريان الموصل الى حزب الله في لبنان.

ثانيا: بهيمنة سياسية أمريكية يمكن منع النزاع من الانتشار. لقد امتدت الحرب الأهلية الى  لبنان , العراق والحكومة التركية قد اتهمت الأسد بدعم المسلحين الكرد لتأجيج الوضع بين الكرد وتركيا.

ثالثا: من خلال تجهيز وتدريب شركاء لها من ثوار المعارضة السورية في الداخل تكون أمريكا قد أقامت حصن منيع في وجه الجماعات المتطرفة مثل القاعدة المتواجدة فعلا والتي تبحث عن منطقة امنة في الزوايا التي لا تخضع للحكومة.

رابعا: القيادة الأمريكية تستطيع تحسين علاقاتها مع حلفائها مثل تركيا وقطر. رئيس الوزراء التركي أردوغان ونظيره القطري انتقدا الولايات المتحدة لتقديمها مساعدات غير مجدية للثوار. الاثنين يفضلان حظر جوي وإقامة مناطق أمنة للمدنيين السوريين  داخل الاراضي السورية.

أخيرا:  التدخل الأمريكي سوف ينهي كارثة الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان في سورية ويوقف تدفق اللاجئين التي تشكل عبئا ثقيلا على الدول المجاورة.  

الآن الفرصة مهيأة للولايات المتحدة بمنع الابادات الجماعية والقتل العام بوضع الحلفاء في المقدمة يستطيع أوباما فعل ذلك دون الانزلاق الى التدخل البري.

الأصدقاء المقربين في المنطقة يريدون رؤية الأسد ساقطا بأسرع وقت ممكن. فرنسة وبريطانيا يمكنهم المساعدة. لكن  لن يتحرك أيا منهم قبل ان تفعلها الولايات المتحدة.

لا نستطيع الانتظار حتى تقوم  الأمم المتحدة بعمل , كما ان ذلك غير مأمول , لا نستطيع التوقع بأن الجيش الحر سوف  ينتصر على الأسد بالاعتماد على ذاته فقط ,  انه ليس تنظيما متماسكا.

على الولايات المتحدة معرفة القوى الأكثر فاعلية على الأرض الذين يمكن تجهيزهم ومساعدتهم بسهولة.

التركيز يجب ان يقع على حلب ثاني أكبر مدينة سورية و محورها الاقتصادي , الجيش الحر يسيطر فعليا على مساحات كبيرة بين حلب والحدود التركية على بعد 65 كم فقط .

بالمساعدة الأمريكية يستطيع الجيش التركي بسهولة اقامة ممرات امنة للمساعدات الانسانية والتزويد بالاحتياجات العسكرية. الحاق الهزيمة بقوات النظام في حلب سوف تشكل ضربة قوية ورسالة  للجالسين على الأريكة بأن نظام الاسد في طريقه الى الزوال .

 الهدف الثاني يجب أن تكون العاصمة . لكن ليس مثل حلب فلا يمكن الوصول اليها بسهولة عن طريق القواعد التركية. لكن يمكن  تزويدهم من درعا التي تبعد 110 كم من دمشق وأقل من عشرة كيلومترات للحدود الأردنية والمدينة التي انطلقت منها طليعة المعارضين للأسد. بالتعاون مع الأردن تستطيع الولايات المتحدة اقامة ممر امن ثاني الى درعا لخدمة القاعدة الجنوبية للتمرد.

لمنع الأسد من القيام بأعمال انتقامية مدمّرة على أمريكا وحلفائها فرض الحظر الجوي على سائر البلاد .  الأسد استخدم الطائرات الحربية والمروحيات في القتال ضد الثوار مع الحظر الجوي سوف ينتهي مفعول كل السلاح الجوي لديه بسرعة. عندئذ تتمكن طيارات الناتو الحربية من تقديم دعم شبيه بالذي  قدم في كوسوفو وليبيا. في الوقت الذي يقوم حلفاءنا بعملية الحظر الجوي تعمل أمريكا على ارساء ذلك  مثل ما حدث في ليبيا . فقط قواتنا الجوية والبحرية لديها السلاح اللازم لإبطال مفعول سلاح الدفاع الجوي السوري الروسي بأدنى المخاطر.أسلوب الدعم من الخطوط الخلفية سوف يحقق الغرض في سورية على أوباما التنفيذ.

 

فرمز حسين

2012-10-03

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein