الأربعاء، 25 فبراير 2015

لا بديل للسوريين عن العودة الى الكفاح السياسي




لا بديل للسوريين عن العودة الى الكفاح السياسي

قرابة الأربعة أعوام مرت من عمر الثورة  في  سورية مخلّفة  من الدمار و الخراب المادي ما يصعب إعادة بناءه لعقود ودمار معنوي يحتاج لفترة مضاعفة نظرا للتفتيت الذي أصاب اللحمة الوطنية و التمزيق الذي تعرض له النسيج المجتمعي  , إرث يخلفه السوريون للأجيال القادمة في دولة تشرد نصف سكانها في العراء و نصف آخر يعيش في الداخل في حالة أقرب منها الى حياة الرهائن داخل معسكر كبير بانتظار المحرقة  و لا تزال الأطراف المسلحة المتصارعة على السلطة تدعي انتصارات وهمية لا تنتهي ,هم بذلك يثبتون عن جدارة بأنهم ليسوا الأهل الأصليين لهذا البلد فهم على استعداد لتدميره و ابادة مواطنيه دون وازع من خُلق,دين أو ضمير, انهم يشبهون في ادعاء كل منهم ملكية البلاد و انعدام احساسهم  تجاه الأرض و الشعب بتلك الأم المزيفة في حكاية النبي سليمان عليه السلام : حين جاءته امرأتان متخاصمتان على ولد كل واحدة تدعي أنه ابنها, ففكر النبي بطريقة تجعل أم الولد تتضح أمام الجميع, فأخذ الولد بين يديه و قال للمرأتان: كلاكما يريد الولد أليس كذلك؟ فقالتا نعم, فقال: حسنا, أحضر لي أيها الحاجب سكينا حتى أقسمه فتأخذ كل واحدة منهما نصفاً, فأحضر الحاجب سكينا و عندما رفع السكين صرخت الأم الحقيقية للولد قائلة: ..لا.. الولد ولدها هي, خوفا على الولد من أن يقتل, أما الثانية فقالت : لمَ لا هذا أفضل حلْ , عندَها تبسَم النبي سليمان و قالَ للأولى: تعالي و خذي وَلدك فأنت أمه الحقيقية. 
  من تحت أنقاض هذا الانهيار لابد أن يكون هناك صوت لأبناء البلد الأصليين الذين  يخشون على أمهم التي تذبح من الوريد الى الوريد و يكونون أصحاب مبادرة وقف هذه الحرب المجنونة على الرغم من صعوبة محاربة قوى التطرف الذي كان من المفروض أن تتبناها  المؤسسات , النخب و المدارس الفقهية الاسلامية قبل النظم السياسية,الثقافية و التربوية لكي يكون بعدها بإمكان المسلمين أن يطلبوا من الغرب احترام مشاعر أكثر من مليار ونصف من المسلمين دعاة الإخاء و السلام والتسامح قياسا مع بضع آلاف من المتطرفين الذين يشوهون صورة الدين الاسلامي الحنيف ويخلّفون تداعيات خطيرة على مسلمي العالم جراء أعمالهم الاجرامية.

السوريون عانوا ولا يزالون من استبداد النظام على مدى أكثر من أربعة عقود و بإمكان الشعب الاستمرار في السعي لإزالته ولو بعد حين ,فلم يسجل التاريخ على مر العصور انتصار طاغية على شعبه , ارادة الشعوب في المحصلة هي التي تنتصر, لكن ذلك لن يحصل ما دام التطرف مستفحلا . لاخيار أمام السوريين اذا أرادوا الخلاص من الظلم و الاستبداد إلا  النضال على جبهتين معا : محاربة التطرف الذي ينمو بشكل سرطاني و ينشر وباءه وفكره الظلامي في عموم سورية و المنطقة  من خلال تجييش التنظيمات الارهابية  لسوريين تدفعهم عوامل شتى أهمها  سياسة التمييز الطائفي الذي مارسه النظام خلال عقود حكمه و بطشه فيما بعد بمناوئيه في ظل صمت دولي مخزي, أما تعبئة الجهاديين الغير سوريين فهي فئات قادمة من عمق الفشل الذريع للأنظمة السياسية في العالمين العربي و الاسلامي , حيث أخفقت في  احتوائهم من خلال اصلاحات سياسية منفتحة  تخلق فرص تعليم وعمل مواكبان لتطورات العصر و متطلباته  , أما القادمون من الدول الغربية فهم من تلك الفئة التي تعاني من البقاء خارج النظم الاجتماعية , يعانون حالة من ضياع الهوية و فقدان الاحساس بالانتماء إلى المجتمع الذي يعيشون فيه وذلك كنتاج لعجز تلك الدول أيضا من التوصل الى سياسة اندماج ناجعة للمهاجرين وخاصة القادمين من العالم الاسلامي.
هؤلاء ليسوا بثوار و لا يمثلون  لا من قريب و لا من بعيد تطلعات عامة السوريين الى الحرية , الديمقراطية والعيش الكريم.
النظام بدأ استخدام العنف وعسكرة ثورة السوريين السلمية و هذا لا اختلاف فيه لكن من يقود الثورة اذا افترضنا جدلا بأنها ما زالت ثورة الآن هم من ساعدوا النظام على تحويلها الى حرب أهلية , طائفية, سنية ,علوية و أصبحت فصائل ما سمي حينها بالجيش الحر ان وجدت بعضها فهم بلا حول لها ولا قوة قياسا مع متطرفي جبهة النصرة و داعش. في ظل مثل هذه المعطيات التي أفرزتها دوامة العنف لأربعة أعوام متتالية  تقع مسؤولية فضح  المجموعات الارهابية و تعريتها على النخب الثورية الحقيقية التي عليهم أن يحملوا لواء التغيير رأفة بسورية و أهلها و محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الوضع المأساوي والواقع المرير الذي وصل اليه حال السوريون .على النخب السياسية من داخل مؤسسات المعارضة و خارجها لعب دور الأبناء الأصليين الذي يخشون على  البلد من الضياع  و التحلي بشجاعة  الاعتراف  بأن متطرفي النصرة, داعش و من على شاكلتهم من حاملي الأعلام السوداء هم من أجهض ثورة السوريين و يجب سحب كل غطاء سياسي يشرعن جرائمهم و اللجوء بعدها إلى النضال السياسي لإسقاط نظام الاستبداد و الارهاب معا وإلا فجميعهم مثل تلك الأم الزائفة ينتظرون السكين ليقتطع حصصهم من جسد الوطن.

فرمز حسين

2015-02-25
ستوكهولم


الأحد، 22 فبراير 2015

قامشلو - ستوكهولم

قامشلو _ستوكهولم
 رذاذ من المطر في ستوكهولم و برودة خفيفة أعادتني أكثر من خمسة وعشرون عاما الى الوراء, كنّا نخرج من مكتب معتمد الرواتب في قامشلو وأتجه بعدها لبائع الدجاج و صاحب المحل كعادته يقول لعامله و هو يربت على كتفه :عبّي للاستاذ شوية قوانص و رووس على حساب المحل يا الله شو بدها تكفي ألفين ليرة لتكفي. بعدها يأتي دور كيلوين مشبك ساخن مشبعة بالقطر,  أخيرا بعض الفاكهة على الأغلب تفاح وبرتقال . كان هذا اليوم هو الوحيد في الشهر الذي كان فيه يصطدم المعلمين ببعضهم البعض في أسواق قامشلو و في نفس الأماكن .
عدت أدراجي الى البيت و أنا أحمل في صدري حنينا الى مشبك قامشلو و شتاءاتها و أوحالها.

السبت، 21 فبراير 2015

انتهت ثورة السوريين




انتهت ثورة السوريين


 النظام السوري هو من بدأ استخدام العنف و عسكرة ثورة السوريين السلمية و هذا لا اختلاف فيه لكن من يقود الثورة الآن هم من ساعدوا النظام على تحويل الثورة الى حرب أهلية ,طائفية , سنية ,علوية و أصبحت فصائل ما سمي حينها بالجيش الحر ان وجدت بعضها فلا حول لها ولا قوة قياسا مع متطرفي جبهة النصرة و داعش, في ظل مثل هذه المعطيات التي أفرزتها الثورة بعد أربعة أعوام من التدمير تقع مسؤولية فضح  المجموعات الارهابية و تعريتها على النخب الثورية الحقيقية, رأفة بسورية و أهلها على النخب السياسية الاعتراف بالواقع المرير و  الوضع المأساوي  الذي وصل اليه السوريون , الفصل بين من يقاتل النظام و من يبتغي الحرية  للسوريين  و اللجوء الى النضال السياسي لاسقاط نظام الاستبداد و الارهاب معا.
 المتطرفون المتمثلون بالنصرة و القاعدة وكل حاملي الأعلام السوداء هم من أجهض ثورة السوريين.


2015-02-21
ستوكهولم

الجمعة، 20 فبراير 2015

تركيا العدالة و التنمية والملفات الاقليمية الشائكة



تركيا العدالة و التنمية والملفات الاقليمية الشائكة

لاشك أن الدور التركي كقوة اقليمية مؤثرة على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط عموما والدامية منها في كل من العراق وسوريا خصوصا محوري . الدليل على ذلك هو استمرار الأحداث في الدولتين الجارتين نحو الأسوأ طبقا للمنحى الذي تتخذه تداعيات الصراع على تركيا.
ليس بخاف على كل متابع أن الاعتماد الأمريكي بشقيه الجمهوري و الديمقراطي على الدور التركي في ايجاد حلول لقضايا المنطقة تراجع منذ عهد بوش الإبن إلى حد كبير لحساب اقليم كردستان و العراق عموما, فيما بعد انصبّ جلّ اهتمام حكومة أوباما على ملف إيران النووي, في الوقت الذي حاولت تركيا نفسها خلق المناخ الملائم لها بغية اظهار دورها كقوة اقليمية عظمى محاولة الاقتراب بل احتضان ما يمكن احتضانه من الدول العربية, تقاربت مع حركة حماس على حساب علاقتها المتينة مع إسرائيل, بعدها جاءت الأحداث الدامية التي عصفت بالمنطقة مع ما سمي بالربيع العربي و استلام الحركات الاسلامية المقربة منها قيادة معظم تلك الثورات تقوية لرغبتها في تولي زعامة عالم اسلامي جديد يعيد أمجاد الامبراطورية العثمانية التي حكمت العالم العربي لأربعة قرون. 
لكن الرياح لم تجري بما تشتهيها سفينة أردوغان و محاولة تركيا الاستفادة من التغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط باءت الواحدة تلو الأخرى بالفشل. جاءت الصدمة مع توصل  السيسي الى سدة الحكم من خلال انقلاب عسكري مدعوم من الغرب و مطيحا بمرسي الذي انتخب في أول انتخابات حرة في تاريخ مصر, كما تمّ فيما بعد تم حظر حزب الاخوان المسلمين المقرب من تركيا.
 استمرت فرص تركية للقيام بدور اللاعب الاقليمي الأهم بالتناقص تدريجيا حيث  تخاذلت أميركا و معها الدول الغربية بالتدخل عسكريا في الشأن السوري ضد النظام و رفضت المساهمة في إنشاء منطقة حظر جوي فيها , من ثم أدارت الظهر للمعارضة التي لحزب الاخوان المسلمين السوري الموالي لتركيا  دور كبير عليها, كما علينا أن لا ننسى العامل الأهم ,القديم والمتجدد الذي أقلق و لا يزال يقضّ مضاجع الحكومات  التركية  المتعاقبة منذ عقود  ألا و هو الدور المتنامي للقوات الكردية المسلحة المحسوبة على حزب العمال الكردستاني في المناطق الكردية المتاخمة لكردستان تركيا.

هذه الاحباطات التي واجهت حكومة العدالة و التنمية دفعتها الى استعمال الأوراق التي بحوزتها وما امتناعها من الاشتراك في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش المتطرف إلا واحدة من أهم  تلك الاوراق , كما أنها لم تسمح لقوات البشمركة الكردية بالعبور من أراضيها إلى كوباني إلا تحت ضغوط دولية قوية وصلت الى حد التشكيك في مصداقية عضويتها في حلف شمال الأطلسي . المسألة التي نحن معنيون بها في ظل هذا الصراع المستتر بين حكومة تركيا الاسلامية السنية و بين القوى العظمى اليوم هو تدهور الأوضاع في سورية واستمرار القتل والدمار إلى أجل غير مسمى. الغرب يتجاهل دور تركيا المحتضنة لمعظم أطراف المعارضة السورية.
بإمكان تركية قطع أسباب الاستمرار عن التنظيمات التكفيرية و في مقدمتهم داعش لكن ذلك لن يحصل الآن , لأن استمرار الصراع ربما يكون أفضل من انتهاءها على الطريقة المصرية من وجهة نظر تركية  بل ربما اشكالية التوصل الى تسوية سياسية في سورية  و تعقيدها قد يعيد لها دورها الإقليمي حين تدرك أميركا و مع حلفاءها بأنه لا يمكن التوصل إلى استقرار في المنطقة دون اعطاء تركية بمركزها الجيوستراتيجي دورها الهام و النزول عند رغباتها و هذا الأمر من الصعب جدا تحقيقه نظرا للخلافات الجوهرية بينهما حول ماهية القوى التي ينبغي أن تحكم سورية المستقبل هذا بالإضافة إلى السياسة الأمريكية والغربية التي تسعى دائما إلى الحفاظ على  توازن القوى الإقليمية بين كل من إيران وتركية أو السنة و الشيعة في الشرق الأوسط  الملتهب.
إلى ذلك سيستمر عرض أفلام فصل الرؤوس عن الأجساد وحرق البشر أحياء بمهنية عالية..
إلى ذلك سيستمر مسلسل تساقط البراميل المتفجرة  على رؤوس السوريين لأنها أرخص تكلفة للقتل.


فرمز حسين
ستوكهولم
2015-02-20
Stockholm-sham.blogspot.com
                      Twitter@farmazhussein

الأربعاء، 18 فبراير 2015

النشرة



الزمان:
2011
12
13
14
15
بُعَيْدَ الميلاد و الوفاة و الهجرة

المكان :
حلب
دوما
درعا
كوباني
سنجار
الحدث:
براميل  تتساقط من السماء.

ردود الفعل:
العالم... يتفرج ....باستغراب !!

الزمان: 2015
المكان:
باريس
كوبنهاغن
الحدث:
براميل تتساقط من السماء

ردود الفعل:
يا للحدث !
بقية عواصم العالم تنظر عبر شاشات كبيرة مقعرة بإعجاب !!!!
يا  لهذا الاحتراف؟ّ!
و...
تنتظر!

فرمز حسين

ستوكهولم 2015-02-18