الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

معايير الربح والخسارة



معايير الربح والخسارة في كوباني

تحولت كوباني الى حطام, أثرا بعد عين و أكثر من ثلاثة مائة  آلاف مهجّر تشردوا في العراء , لا يستطيع أحدا انكار هذه الخسارة الجسيمة, ثلاثمائة ألف بشر من لحم ودم  فردا فردا كان لكل منهم  أحلاما وآمالا انتهى بهم المطاف في أحسن الأحوال الى تحت خيمة لن تحميهم من برد الشتاء القادم.
لكن الربح أيضا موجود فلاشك أن التغيير الجوهري في الموقف الأمريكي حيال قوات الحماية الشعبية الموالية لحزب العمال الكردستاني هو من أكبر الانجازات التي يستطيع الحزب المذكور أن  يفتخر به طويلا, لكن هذا التغيير لم يأتي كثمار يجنيه الحزب  بحنكته  الدبلوماسية  بل يعود الفضل في كل ذلك الى الشجاعة الأسطورية التي أبداها بنات وأبناء الكورد الذين استبسلوا في القتال بوجه تنظيم داعش الارهابي الظلامي وبصمودهم أجبروا الرأي العام ومن ثم القيادات الدولية على الاعتراف ولو بشكل غير مباشر بمشروعية قضيتهم  .
الآن كيف سيوظف الحزب المذكور هذه التضحيات الكبيرة؟
للصالح الحزبي؟
أم للصالح الوطني والقومي ؟
الشارع يترصد والتاريخ يسجل

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

كوباني الكردية الضحية رقم واحد





كوباني الكردية الضحية رقم واحد
فرمز حسين
تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المطالبة بتدخل القوات البرية التركية لإيقاف تقدم تنظيم داعش الارهابي  بعد استيلائه على معظم قرى كوباني و مؤخرا وقوع أجزاء من المدينة الكردية العنيدة نفسها تحت سيطرة الارهابيين , آملين أن تقوم الحكومة التركية بعمل عسكري تنقذ من خلاله آلاف الأرواح قبل أن يتمكن ارهابيو داعش من الفتك بهم.
أن تصدر هذه الأصوات المطالبة بالتدخل العسكري التركي من الدول الأجنبية وقوى التحالف المشترك هو أمر عادي فربما هم ساهون عن حقيقة الدور الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان  في سورية .
 تقدم داعش في المنطقة الكردية باتجاه كوباني يعود سببه المباشر لتقاعس قوات التحالف بقيادة أميركا في شن هجماتها الجوية على التنظيم حيث أنها جاءت متأخرة و بذلك افتقدت فعاليتها , لكن السبب الجوهري خلف استفحال قوته هو الدعم التركي للتنظيم المتطرف فتركيا لها أجنداتها الخاصة بها في سورية وهي بعيدة كل البعد عن أية مساعدة يتوقعها السوريون في الخلاص من نظام البعث الحاكم و انتقالهم الى نظام برلماني تعددي حر وتدخلها في الشؤون السورية ليس إلا من باب حماية  مصالحها و توسيع رقعة نفوذها  و قد كان جليا هذا التدخل مع بدء الثورة السورية من خلال تأليب  القوميين العرب الذين انخرطوا فيما بعد  في تنظيم الدولة الاسلامية التي تعاظم شأنها خذت بالتعاظم أااتوازيا مع الدور المتنامي لحزب العمال الكردستاني بنسخته السورية.
 الهجمات البربرية التي يشنها تنظيم داعش على كوباني تأتي تلبية لرغبة تركية التي تسعى بكل الوسائل الى اضعاف حزب العمال الكردستاني  وكسر ارادة المقاومة لدى مناصريه, تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن المحلليين السياسيين يرون بأن تركيا تستخدم من بقي من كورد كوباني كرهائن ليس فقط لإجبار أميركا على تنفيذ شروطها بل أيضا لإرغام القادة الكورد على التخلي عن أية مكتسبات سياسية يمكن أن يتوصلوا اليها من جراء الوضع المتشظي في سورية.
ما يجري في المناطق الكردية السورية هو حرب بين حزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي  و تركيا من خلال القوى المتطرفة الاسلامية و هذا ليس بجديد على تركية فقد سبق لها أن جندت الإسلاميين ضد الحزب المذكور في كردستان تركية منذ عقود ومازالت حتى يومنا هذا وهؤلاء  معروفون عند الأكراد ب حزب" صوفيك", كما أن جز الرؤوس و بقر البطون  هو إرث تركي لداعش فمنذ منتصف التسعينات كانت القوات التركية تقوم بالتمثيل بجثث الثوار الكورد و جنودها يلتقطون الصور بزهو مع رؤوس ضحاياهم المقطوعة تماما كما يفعل تنظيم  داعش اليوم.
تركيا تعاني من كابوس رهيب لم يفارق مخيلة قادته يوما, هو كابوس الشعب الكردي ومطالبته بحقوقه القومية المشروعة التي ينكرها عليهم الأتراك واليوم كوباني المدينة الكردية  تحترق على مرمى حجر من قواتها المرابطة هناك وهم ينظرون الى الدخان المتصاعد من أبنيتها بارتياح في الوقت الذي يتوخى بعض القادة الكورد الحصول على مساعدة أو حماية منهم.  


                                                                                                                 
 كوباني ستكون الضحية رقم واحد لأن أنصار العمال الكردستاني متواجدون بكثافة في كافة المدن الكردية المتاخمة بطبيعة الحال لأراضي كردستان تركية مصدر الصداع التركي المزمن و لذلك سوف يستمر الأتراك ان تمّ اجتياح كوباني بدعم همج داعش للاستيلاء على مناطق كردية سورية أخرى.
 من خلال ما ذكر آنفا فان جملة من الأسئلة تفرض نفسها بقوة منها:
 هل سيكون للتضحيات الجسام التي تقدمها قوات حماية الشعب بشاباتها وشبانها الشجعان  وهم يبذلون أغلى ما لديهم في سبيل قضيتهم العادلة مكتسبات قومية تذكر, أم يترتب على قياداتهم في قنديل إيجاد استراتيجية جديدة لواقع جديد حين يستمر الذئب التركي في التكشير عن أنيابه ؟

هل سيقوم حزب الاتحاد الديمقراطي مثلا بتوجيه بنادقه نحو أهداف نظام البعث الحاكم في دمشق الذي ألغى الوجود الكردي وهويته تنسيقا مع باقي المكونات السورية المناوئة لسلطة دمشق وأنا هنا لا أقصد من يرفعون الأعلام السوداء و لا الائتلاف المعارض الذي مسّخ قضية السوريين بلهاثهم وراء الحقائب والمناصب؟
وأخيرا هل سيعود العمال الكردستاني و يقود معركته الأصلية ضد الفاشية التركية في عقر دارها, أليس من هناك يتم التحرر واسترداد الحقوق وليس من كوباني,عفرين أو قامشلو؟

فرمز حسين
 ستوكهولم
2014-10-13

Stockholm-sham.blogspot.com
                      Twitter@farmazhussein

.










الخميس، 2 أكتوبر 2014

حرب داعش العبثية





حرب داعش العبثية؟!


فرمز حسين


تطورات الأحداث السريعة على الساحة السورية تظهر عدم جدوى استراتيجية الرئيس الأمريكي التي وضعت بهدف القضاء على تنظيم داعش المتطرف على الرغم من ايجابية قراره في عدم إشراك كل من ايران,روسية والنظام السوري. التنظيم يتحرك بكل حرية بين سورية والعراق  , يعزز مراكزه في سورية ويتقدم بأرتال ضخمة مدججة بالأسلحة الثقيلة والآليات الحربية المتطورة ويستولي على عشرات القرى الكردية  في محاولة جديدة منه للاستيلاء على مدينة  كوباني ثالث أكبر مدينة كردية سورية والتي تدافع عنها قوات حماية الشعب ببسالة خلال قرابة عام كامل. على الرغم من المعرفة التامة بأن داعش سوف يرتكب مجازرا مروّعة بحق المدنيين كما فعل في شنكال  وغيرها من المناطق ان نجح في اقتحام المدينة فان حلف أوباما الحربي يقف موقف المتفرج و كأن داعش سورية غير داعش العراق, ما يدل على فشل استراتيجيته قبل البدء بتنفيذها, كما أن شكوكا كثيرة تحوم حول مصداقية إدارته في التخلص التام من هذا التنظيم الذي أصبح يجيد التأقلم مع التغييرات في المنطقة مستفيدا إلى أبعد حد من الوضع السوري المتشظي حيث تحوّل الى أقوى حركة مذهبية متطرفة في هذه المرحلة المفصلية من عمر المنطقة عموما وسورية و العراق خصوصا. جلّ اهتمام أمريكا منصبّة على الوضع في العراق وحتى هناك لا تعدّ ما تقوم به من غارات جوية حتى الآن في الواقع أكثر من عملية أضعاف للتنظيم بغية إرضاء الرأي العام الأمريكي المستاء من تعاطي إدارته مع قضايا الإرهاب الشائكة و تحديدا فيما يتعلق بالملفين السوري والعراقي  بعد قيام داعش بنحر الصحفيين الأمريكيين علانية.
للقضاء على أية حركة مسلحة لا بد قبل كل شيء من قطع أسباب استمراريتها و المقصود هنا هو التمويل والتعبئة البشرية حيث كل  الدلائل  تشير الى أن أهم مصادر تمويل التنظيم تأتي من منابع النفط التي يسيطر عليه  في كل من سورية والعراق وتباع النفط الخام ومشتقاته في السوق السوداء التركية و يستفيد منها طبقة نافذة من الأتراك, من ناحية أخرى فإنّ المنفذ الأهم لدخول المقاتلين الأجانب الى الأراضي السورية يحدث أيضا من خلال الحدود التركية ما يؤكد أن هناك تغاضي تركي شبه رسمي تسهّل دخول و خروج المقاتلين الأجانب.
كلنا يذكر كيف كانت التصريحات النارية لأردوغان  ومسؤولين آخرين أتراك  في بدايات الثورة السورية والتي ضعفت تدريجيا ثم تلاشىت نتيجة تمكّن نظام الأسد من اللعب بالورقة الكردية ما جعلت الحكومة التركية تغيّر من سياستها بتشجيع معارك مستترة مضادة من خلال فتح حدودها لكي يتسرب منه الجهاديين الذين يتم استدراجهم إلى المناطق الكردية التي بدا نفوذ حزب العمال الكردستاني جليا فيها و دعم هؤلاء المتطرفين لخلق حرب عبثية هدفها إضعاف الحركة التحررية الكردية في ساحات معارك خارج تركية, بذلك تكون تركية قد ضربت عصفورين بحجر واحد فهي من ناحية تكون قد استنزفت القوة العسكرية للحزب المذكور الذي يخوض كفاحا مسلحا ضد الدولة التركية لأكثر من ثلاثة عقود ومن ناحية أخرى تقطع الطريق أمام مطامح  كرد سورية في الحصول على امتيازات  قد تشكّل مصدر قوة مستقبلية لأخوتهم في القسم الشمالي من كردستان وذلك من خلال جرهم الى مستنقع الحروب الأهلية والمذهبية والتي سوف تؤدي في المحصلة الى تفريغ المنطقة من سكانها وتحوّلها الى عرضة للتغيير الديموغرافي الذي ينسجم مع المصالح التركية, هذا على صعيد سورية, علينا أن لا ننسى أن تواجد التنظيمات المسلحة السنية في العراق أيضا ينصب في ساقية المصالح التركية كونها تشكل حجر عثرة أمام النفوذ الصفوي القادم من إيران التي تطمح في توطيد أواصر المثلث الشيعي من خلال نفوذها على شيعة العراق والبقاء على نظام الأسد الذي يوصّله بإيران الصغيرة (حزب الله) .
لاشك أن هذا التحالف الدولي الضخم سيتمكن من إضعاف داعش في العراق ولكن لن يمضي وقت طويل حتى ظهور دواعش أخر مادام الوضع القائم في سورية على حاله.




فرمز حسين
 ستوكهولم
2014-09-20
Stockholm-sham.blogspot.com
                      Twitter@farmazhussein







المشهد السوري في طريقه الى التغيير






المشهد السوري في طريقه الى التغيير

فرمز حسين
نظام الأسد المترنح في دمشق يفقد أقوى ورقة لديه استعملها منذ بواكير الثورة السورية في مواجهة التغيير الذي كان يهدد وجوده واستمراره في الحكم ألا وهو ادعاءه أمام المجتمع الدولي بعدم وجود معارضة معتدلة وأن انهياره سيفسح المجال للقوى الراديكالية المعادية للعالم المتمدن بالوصول الى السلطة فالضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مواقع المتطرفين في سورية و تأكيدهم على عدم التنسيق مع حكومة البعث في هذا الشأن هو أهم اجراء تتخذه أميركا و يشكل دلالة كبرى على أن مفعول انطلاء حيل نظامه على المجتمع الدولي قد انتهى.
لكن ليس النظام و داعش فقط هما الخاسران حيث أنّ الضربات الجوية شملت أيضا مواقع جبهة النصرة التابعة رسميا لتنظيم القاعدة الإرهابي ما يعني اضعاف فصائل إسلامية أخرى من قوى  المعارضة المسلحة التابعة للجيش الحر والتي حاربت معها جنبا الى جنب في وجه قوات النظام وبهذا تكون أميركا وحلفائها قد انتقلوا من مرحلة الأقوال الى الأفعال وخرجوا من سلبيتهم في التعامل مع الأزمة السورية التي رمت بظلال مآسيها على بلدانهم واتخذوا الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح  ألا وهو افساح المجال أمام اعادة تأهيل معارضة سورية معتدلة  كانت قد أوشكت على الزوال في خضم الصراع الدائر متأثرة بصمت المجتمع الدولي وسلبيته من جهة  وجبروت روسيّا و دعمها للنظام من جهة أخرى, لذلك فان الهجمات الجوية ضد مواقع الإرهابيين  دون مشاركة روسية لها مؤشرات ايجابية قد تفضي في المحصلة الى إيجاد مخرج من المعضلة السورية الخبيثة .
 كثيرة هي العبر التي يمكن استخلاصها من هذا التغيير في الموقف الدولي الغربي حصرا وذلك بعد أن بدأ المتطرفون يجزون أعناق الرهائن الأجنبية بوحشية منقطعة النظير.
المشهد السوري بكل تأكيد في طريقه الى تغيير شبه كلي فيما يتعلق بفصائل المعارضة وفي تغيير جزئي على مستوى النظام ربما النموذج المصري هو خيار القوى الدولية لكن مطلقا ليس السعي الى نشر الديمقراطية التي على ما يبدو أن الوقت مازال سابق لآوانه بالنسبة لشعوب المنطقة وعليهم الانتظار ردحا آخر من الزمن. هناك أيضا تساؤلات وشكوك حول ماهية الخطط التي تحاك وراء الكواليس من قبل الرؤوس الكبيرة للتحالف الدولي بزعامة أميركا فهي تريد القضاء على  داعش في سورية والعراق , وتقصف مواقع حيوية للتنظيم المتطرف في سورية لكنها لم تشن أي هجوم ذي أهمية عسكرية حاسمة على أرتال دبابات داعش الذي احتل عشرات القرى الكردية ويحاصر مدينة كوباني من ثلاثة محاور لماذا؟
 هناك تفسير وحيد لمثل هذا التصرف فطبقا لتصريحات الخارجية الأمريكية, يجب أن لا يشكل دحر داعش تقوية للنظام الذي فقد شرعيته منذ زمن بعيد و يجب ألا تسقط المواقع المحررة من الإرهابيين بيده , من وجهة نظر التحالف فإن حزب الإتحاد الديمقراطي الذي بطبيعة الحال سوف يسيطر على تلك المناطق في حال  دحر داعش هو حليف للأسد طبقا لمصادر الائتلاف المعترف به دوليا والمدعوم من السعودية التي تولت أمر الملف السوري من ناحية , كما أن الحزب المذكور عدو لتركيا من ناحية أخرى.
أخيرا تأتي الحشود العسكرية التركية باتجاه المناطق الكردية السورية تأكيدا على ما أسلفنا من مخاوف اذ أن ما تقوم به هي عملية استعراض استباقي للعضلات اعتدناه سابقا من الأتراك من خلال تدخلها المستمر في شؤون دول الجوار كلما تعلق الأمر بالمسألة الكردية لكنها هذه المرة تلوح بالعصا الغليظة حتى في وجه المجتمع الدولي وتريد أن تقول إن تم تحرير المنطقة من داعش فلن نقبل أن يسيطر عليها مقاتلي حزب الإتحاد الديمقراطي النسخة الكردية السورية عن العمال الكردستاني .


فرمز حسين
 ستوكهولم
2014-10-01
Stockholm-sham.blogspot.com
                      Twitter@farmazhussein

.