السبت، 27 سبتمبر 2014

كوباني




التحالف الدولي بزعامة أميركا يريد القضاء على  داعش في سورية والعراق , ويقصف مواقع هامة للتنظيم المتطرف في سورية لكنه لا يقصف أرتال دبابات داعش الذي احتل عشرات القرى الكردية ويحاصر مدينة كوباني من ثلاثة محاور لماذا؟؟
هناك تفسير وحيد لمثل هذا التصرف فطبقا لتصريحات الخارجية الأمريكية فأن دحر داعش يجب أن لا ينصبّ في مصلحة النظام الذي فقد شرعيته منذ زمن بعيد و يجب أن لا تسقط المواقع المحررة من الارهابيين بيده , ومن وجهة النظر الأمريكية فان حزب الاتحاد الديمقراطي هو حليف للأسد طبقا للمعلومات التي يقدمه الائتلاف المعترف به دوليا والمدعوم من السعودية التي تولت أمر الملف السوري ولأن الحزب المذكور سوف يعود للسيطرة على تلك المناطق بعد  دحر داعش, ما يعني عودة نفوذ النظام بدوره وهذا ما لا تريده أميركا.

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

أوباما خلف سيء وسيكون سلف أسوأ




أوباما خلف سيئ
و سيكون سلف أسوأ


فرمز حسين


ازدياد نفوذ داعش في كل من العراق وسورية  أظهر هشاشة سياسة الادارة الأمريكية , سوء تقديرها وسطحيتها في التعاطي مع الملف الشرق الأوسطي البالغ الأهمية و غياب استراتيجية التعامل مع أهم قضية أشغلت الولايات المتحدة منذ هجمات سبتمبر التي تصادف ذكراها الثالثة عشر هذا اليوم بالتحديد وأثبتت أن سياسة النأي بالنفس لن تجدي نفعا في سبيل إبعاد أميركا من مخاطر الإرهاب . توسع داعش في كل من الموصل و سنجار "شنكال" وارتكابه لجرائم وحشية بداية بحق السوريين, العراقيين ,الكرد الإيزيدين وبالأخص بحق الصحفيين الأمريكيين وضع إدارة أوباما أمام امتحان صعب حيث كان يبرر عجز سياسته بأن عدم التدخل في شؤون كل من سورية والعراق  هو من مصلحة أميركا وأن الجيش الأمريكي لن يقوم بالمحاربة عوضا عن الشيعة , السنة أو حتى الكرد بل أن عليهم أن يتقبلوا بعضهم البعض و يقتلعوا أشواكهم بأيديهم.
 لا شك أن الذي حدث أعاد العراق الى الواجهة من جديد عَكْسَ ترتيبات أوباما التي كانت عبارة عن إدارة الظهر وترك الحبل على الغارب حيث كان يعتبر ما يجري هناك هي نتيجة أخطاء ادارة سلفه بوش وهو غير معني بذلك في شيء سوى جلب البقية الباقية من الجنود الأمريكيين الى ذويهم وكل ماعدا ذلك لم يأخذ حيزا يذكر في سلم أولوياته  باعتبارها مخلفات أنهكت الاقتصاد  و أزادت من المخاطر على الأمن القومي الأمريكي وأنه سوف يقضي على الإرهاب بإلقاء الخُطب بدل القنابل.
 من خلال الاستماع الى خطاب أوباما التي ألقاها أمس من البيت الأبيض بدا جليا بأن هذه الادارة تسير وفق سياسة مقننة غير قابلة للتغيير على الرغم من كل التطورات التي ستكون لها أثار خطيرة على أمن المنطقة والعالم , سياسة ابقاء الأوضاع المأساوية قبل كل شيء في سورية وبعدها في العراق على حالها باستثناء ضربات وقائية على تنظيم إرهابي بات الصمت عن ممارساته اللا إنسانية أمر غير مقبول من الرأي العام الأمريكي قبل غيره, الأمر الذي فرض على أوباما  تكوين حلف يضم أربعين دولة للاستمرار في ضرب مواقع داعش من الجو بالاعتماد على القوات البرية التابعة للحكومة العراقية المكونة حديثا والتي تضم أيضا قوات البيشمركة الكردية التي لم يذكرها في اشارة منه الى أهمية  وحدة الدولة العراقية حرصا منه على عدم إثارة كل من ايرن و تركية والحفاظ على ودهما, ثم  أن اصرار إدارته الاعتماد على الحكومة العراقية يعني استمرارا إعطاء الدور الطليعي  لإيران و من خلالها حزب الله الذي يحارب في صفوف النظام السوري الذي بدوره يفرز كل أسبوع مجموعة متطرفة جديدة.
 سياسة أوباما الرخوة ربما كانت لها انعكاسات ايجابية لو أن ما يجري الآن في العراق أولا لم يكن سببه الرئيسي سلفه بوش من خلال هدم دباباته للبلاد وتركها في دوامة الحروب المذهبية .
ما يثير الشكوك حول جدية أوباما في القضاء على دولة الخلافة الارهابية هو أنه يتغاضى عن حقيقة أن تنظيم داعش قد ألغى الحدود بين كل من سورية والعراق فيما هو مصر على ضربه في العراق قبل كل شيء نظرا لتواجد الأمريكيين على أراضيها وإذا اضطر الأمر قد ينفذ بعض الضربات الجوية على الأراضي السورية والتي بالتأكيد لن يستطيع من خلالها القضاء على التنظيم بل إضعافه فحسب.
من ناحية أخرى فانه تحدث عن مهلة طويلة تتجاوز الثلاث سنوات للقضاء على هذا التنظيم أي أنه يريد بكل بساطة أن ينهي فترته الرئاسية الثانية والأخيرة دون حسم أي شيء في كل من سورية والعراق ويخرج من البيت الأبيض تاركا وراءه إرثا ثقيلا من الأزمات والمآسي التي ابتدأت مع سلفه بوش واستاءت خلال فترتي رئاسته ليسلّم عهدة ثقيلة غير منتهية لخلفه, في سبيل أن يزعم فيما بعد بأنه كان رئيس سلام وليس حروب خلال الثمانية أعوام من حكمه.
 فصل الوضع السوري عن العراقي فيما يتعلق بمسألة الإرهاب والقضاء على داعش مضيعة للوقت,الجهد والإمكانات مادام الوضع المأساوي في سورية على حاله فهذا يعني أن الإرهاب سيستمر و ستكون هناك عشرات التنظيمات المماثلة تحت أسماء أخرى تخرج من خلال التربة الخصبة الصالحة لنمو التطرف. 
استراتيجية أوباما التي جاءت متأخرة هي استراتيجية جرف الأوساخ ورميها تحت البساط لتتراكم وتفوح منها رائحة نتنة.

فرمز حسين
 ستوكهولم
2014-09-11-
Stockholm-sham.blogspot.com
                      Twitter@farmazhussein



. 

الأحد، 7 سبتمبر 2014

داعش شريان الحياة وسدادة الموت



داعش شريان الحياة وسدادة الموت


فرمز حسين
ظهور تنظيم داعش أمر طبيعي في بلد مثل العراق الذي تعرض لغزو القوات الأمريكية التي قدمت مجهزة بخطة تدمير شاملة للبنية التحتية للبلاد بكامل مؤسساتها دون أدنى اعتبار أو تحضير لإعادة البناء ومن ثم  ترك المنطقة في حالة من الاحتقان الطائفي لشعب تخلص من استبداد ديكتاتور وحزب أوحد ليدخل في معمعة تناحر مذاهبي انتقامي مبني على مرارة القهر الذي زرعه نظام البائد صدام حسين. مرحلة ما بعد السقوط بدأت بتهميش أهل السنة جميعا بحجة اجتثاث البعث. النظام السوري الذي كان يخشى مصيرا مماثلا لما آل اليه نظام نظيره العراقي دعم اعلاميا و عسكريا في الخفاء كل من وقف ضد الغزو الأمريكي حتى وإن كانوا من السنة و ذلك طوال الفترة الممتدة بين سقوط تمثال صدام في بغداد وحتى اليوم الذي تفجرت فيه الاحتجاجات المطالبة بالتغيير في سورية والتي جاءت متأثرة برياح ما سمي بالربيع العربي الذي أطاح ببعض الحكام العرب وتوقف فيما يشبه المستنقع الدموي في سورية آخذة بشكل متزايد هيئة الحرب الطائفية التي ساهمت الى حد بعيد في ظهور بوادر الشقاق بين تنظيم داعش والنظام .
  تنامي هذا التنظيم الهدام في سورية الى جانب الفصائل الراديكالية الأخرى يعتبر نتيجة  طبيعية في بلد يحترق لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف  في ظل تغاضي شبه تام من المجتمع الدولي الذي أراد مع بعض القوى الاقليمية أن تتحول سورية الى ساحة استقطاب للمتطرفين والقتلة في حرب الكل مع الكل و دمار لا نهاية له مستفيدين من وضع  معارضة مسلحة متشظية وأخرى سياسية هزيلة لا تملك حتى قرار نفسها.
لكن مع بدء تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية بوضع سكين النحر على عنق المواطنيين الأمريكيين ونشر تفاصيل الجريمتين بالتصوير الحي وبرسالة من داعشي يتكلم الانكليزية بلكنة لندنية استفاقت أمريكا ومعها الدول الأوربية على حقيقة أنها ليست خارج الصراع الدائر في المنطقة و أنهم  معنيون بالقتل والإرهاب وأن سورية لن تبقى حلبة الصراع وهم فيها متفرجين فقط. على الرغم من أن المعركة ليست مع الأفراد لكن هوية الجاني الذي نفذ عملية ذبح الصحفيين بدم بارد كانت لها  الأهمية القصوى في ايقاظ أمريكا والأوربيين على حقيقة أن أعداد كبيرة من مواطنيهم منخرطون في صفوف التنظيم الارهابي و بالتالي الخطر الذي اعتقدوه بعيدا هو في الواقع قريب من مشارف بلدانهم.
حقيقة لا يمكن تجاهلها أن من قتل الصحفيين الأمريكيين وآلاف الأبرياء من العراقيين و السوريين هو تنظيم كامل نشأ وترعرع نتيجة اهمال العراق بعد هدمها  ومن ثم  الصمت الدولي حيال عمليات القتل والتشريد التي تعرض ولا يزال يتعرض لها السوريون على مدى أربع سنوات متتالية و للقضاء على الإرهاب ليس أمام أمريكا والغرب إلا خيارين لا ثالث لهما :
الأول: العمل على تخليص شعوب المنطقة من الاستبداد و مساعدة القوى المعتدلة لا ستلام مقاليد الحكم وفق أنظمة برلمانية تعددية لكي تبدأ مسيرة نشر الحريات السياسية, الدينية ,الفكرية و تحقيق العدالة الاجتماعية و إرساء المبادئ الديمقراطية وترسيخها.

الثاني: مساعدة الحكام والأنظمة الشمولية في القضاء على مناوئيهم بالتالي العودة الى العهد السابق أي الاستبداد وكتم الأفواه بغية فرض الأمن والاستقرار من جديد بقوة الحديد و النار على شعوبهم.
 الخيار الأول يعدّ مسيرة طويلة تحتاج الى أعوام من المدّ والجزر والعمل المضني والمكلف  فبالتأكيد ستعمل أمريكا  ومعها حلفائها على ترسيخ الحل الآخر أي اعادة تأهيل الأنظمة الاستبدادية في عموم المنطقة , ربما في سورية ستضطر الى استبدال الأسد الذي يعتبر بطاقة محروقة بآخر مشابه , على غرار مبارك , السيسي في مصر , صالح  و منصور هادي في اليمن وبذلك يكون تنظيم داعش قد لعب دور الشريان الذي يعيد الحياة الى الأنظمة الاستبدادية التي كانت على وشك الانهيار التام والسدادة التي تمنع تدفق الدم وبالتالي الحياة الحرة إلى الشعب الثائر.

فرمز حسين
 ستوكهولم
2014-09-07-
Stockholm-sham.blogspot.com
                      Twitter@farmazhussein