الاثنين، 25 يونيو 2012

صيف سورية الملتهب




صيف سورية الملتهب

فرمز حسين

شتاء سورية الدامي الطويل, ربيعها المحذوف من التقويم, صيفها الملتهب الخانق وخريفها الكئيب الذي نتمنى أن لا يعود إذا كان مشابها للخريف المنصرم.

 سورية وهذا العالم المسعور من حولها, امتحان سقط فيها الكثيرون حتى الآن.

الغرب خان الروس وفق حساباتهم فيما يتعلق بالتدخل العسكري في ليبيا وخاض حربا منظمة أدت إلى الإطاحة بحكم القذافي استنادا إلى قرار أممي وافقت عليه روسيّا في مجلس الأمن, اتخذ كمشروع لمساعدة المدنيين ومنع قوات القذافي من الفتك بهم .

الآن أمام حكام روسيّا الفرصة الوحيدة لإعادة الثقة بأنفسهم ذلك من خلال التشبث ببقاء النظام السوري الحليف التقليدي ,المستورد الكبير للسلاح الروسي والحاضن للقاعدة البحرية الروسية الوحيدة في الشرق الأوسط, بالإضافة إلى كل هذا فان روسيّا التي كانت يوما ما إحدى أقطاب القرار العالمي في نظام كان بوتين نفسه ضابطا في استخباراتها, مازالت تعاني من أزمة سيكولوجية العظمة. الدواعي النفسية التي تغذي الغرور الذي يعاني منه بوتين بممارسة السلوكية السياسية التي نراها في الشأن السوري تزداد من خلال عوامل عديدة منها تصوره بأن ذلك سوف يعزز شعبيته عند الجمهور الروسي من خلال ملامسة مشاعرهم القومية بقدرة روسيا على تحدي أمريكا, كذلك أوجه الشبه الكبيرة بين ما فعله هو في الشيشان  وما يفعله الأسد بشعبه, علينا أن لا ننسى أيضا تشتت المعارضة وضعفها والخشية من سيطرة تيارات إسلامية متطرفة على مقاليد الأمور في سورية فيما إذا سقط النظام, من جهة أخرى هناك هشاشة الموقف الغربي نفسه خاصة الأمريكي,الضبابية, انعدام الوضوح في الرؤية المستقبلية والافتقار للخطوط العريضة  لملامح سوريا ما بعد الأسد. كل العوامل الأنفة الذكر تجعل بوتين وصحبه متمسكين بموقفهم من الأزمة السورية.

الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة أوباما لن تقدم على أية خطوة قد تكون غير محمودة العواقب والأمر حسب رأيي ليس كما يعزيها الكثيرون إلى الانتخابات الأمريكية القادمة بل هو التوجه السياسي العام لإدارته منذ تولي أوباما الحكم فهو يبذل المستحيل في سبيل تجنب المواجهة بأي ثمن حرصا على الأمن القومي الأمريكي حسب تصوره.

 الموقف الروسي كان ومازال ثابتا حيال الأزمة السورية ولم يتغير قيد أنملة في الوقت الذي أمريكا لها موقف مغاير كليا لكنها لم تقدم على خطوة جريئة تتناسب وحجمها كدولة عظمى.

يقول بو انغي أندرسون معلق السياسة الخارجية في التلفزيون السويدي الرسمي في  الموقع الالكتروني للتلفزيون المذكور: بأن بوتين و أوباما لديهما رؤى مختلفة كليا عن بعضهما البعض فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية وخلف الكلمات الجميلة  في تصاريحهما معا بأن هناك قواسم مشتركة كثيرة  أثناء اجتماعهم مؤخرا في لقاء مجموعة العشرين خواء كبير. بوتين وأوباما ليست لديهما أية رؤية مشتركة. قولهما بأن العنف يجب أن يتوقف وبأن الشعب السوري من حقه اختيار من يحكمه ليس سوى كلام أجوف لا يعني من الناحية العملية شيئا البتة.

 هناك أنظمة تحصد النقاط الايجابية من خلال استمرار عجلة العنف السورية في الدوران, روسيّا تستعيد زهوها العالمي, إيران تكتسب ثقلا ملحوظا في توازناتها الدولية وزخما في متابعة  تطوير برنامجها النووي من خلال انهماك العالم بالشأن السوري, إسرائيل تستفيد في كل الأحوال من خلال الآثار السلبية التي ستخلّفها الاضطرابات الدامية على سورية .

 هاهو شعبنا البطل يروي وينعش من دماءه الذكية أنظمة ودول. لكن الحقيقة تبقى منقوصة إذا ألقينا باللائمة كلها على العالم الخارجي وسياسته حيال ما يحدث في الوطن بل علينا المصارحة بأن المعارضة السورية بمختلف أطيافها لا تبذل جهدا حقيقيا يذكر في سبيل توحيد قواها ودحض ادعاءات المجتمع الدولي بأنه لا يمكن الاعتماد عليها كبديل لنظام الأسد. سلوكية القيادات المعارضة الفجة تشكل بحد ذاتها مساهمة في استمرار النزيف الدموي الذي يعانيه شعبنا.

  

بوتين يتعجرف, أوباما يتخاذل, بقية العالم يتفرج, بينما الأسد يغير الحكومة تلو الأخرى ويحدث وزارة للمصالحة الوطنية في الوقت الذي تستمر قواته في دك المدن والبلدات الثائرة بالمدافع وترتكب المجازر المروعة بحق شعبنا السوري العظيم الذي يسطر ملحمة بطولية نادرة  تشكل منعطفا تاريخيا, عاجلا أم آجلا سوف تحطم السد المصطنع ومن يسندها بسيل دماءهم الذكية الذي سيطيح ليس بالنظام البعثي فحسب بل بأنظمة عديدة .







2012-06-24

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 


الخميس، 21 يونيو 2012

اجتماع موسع مع ممثلي الأحزاب الكردية





المجلس الوطني الكردي/ السويد

الأنشطة والفعاليات.



بدعوة من المجلس الوطني الكردي/ السويد تم عقد اجتماع موسع مع ممثلي الأحزاب الكردستانية يوم الأربعاء بتاريخ 2012-06-20  في مقر الفيدراسيون الكردي في ستوكهولم . افتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية وشهداء كردستان, تلاها الترحيب بالحضور, ثم الحديث عن الشأن السوري والمرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن وكذلك وضع الكرد السوريين كجزء هام من الحراك المعارض الذي يناضل من أجل الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة, الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كثاني أكبر قومية في البلاد والحصول على حقوقه القومية المشروعة  وضمان حقوق الأشوريين والسريان وكافة الأقليات الاثنية والدينية ضمن وحدة الأراضي السورية والتأكيد على أن الألم والمصاب الجلل هو واحد سواء كان في درعا,حمص ,حماة, ادلب, الحفة, القامشلي وعاموده وغيرها من مدننا وبلداتنا الأبية في عموم سورية من أقصاها إلى أقصاها  .

 التحدث بإسهاب عن المجلس وعمله الدءوب على إنشاء هيئات له في أوروبا بما فيها السويد والغاية المرجوة من الممثليات التي سوف تؤسس .

 حضر الاجتماع ستة شخصيات من ائتلاف القوى السياسية الكردستانية في السويد التي تمثل 27 حزبا سياسيا من كافة أجزاء كردستان.

 الهدف الأساسي من اللقاء كان التعريف بالمجلس الوطني الكردي/السويد, من خلال لجنته التحضيرية المؤقتة وكذلك تبادل الخبرات. كان الاجتماع حافلا بالمداخلات الشيقة وغنيا بالأفكار,الأسئلة والاقتراحات حول سبل التعاون ودور المجلس والأنشطة التي يمكن أن تقوم بها اللجنة في السويد.

المجلس الوطني الكردي/ السويد

2012-06-22ستوكهولم



الجمعة، 15 يونيو 2012

المجلس الوطني السوري وطواحين الهواء


المجلس الوطني السوري وطواحين الهواء



فرمز حسين

في الوقت الذي ترتكب فيه المجزرة تلو الأخرى بحق الشعب السوري الثائر في بلدنا الجريح , يتوصل المتنازعون  في المجلس الوطني السوري إلى تنصيب السيد عبد الباسط سيدا لرئاسة المجلس لمدة ثلاثة أشهر. متناسين أن من يرأس المجلس هو أخر ما يفكر فيه أهالي الحولة والقبير والرستن ودرعا والحفة  وأهالي ريف دمشق وغيرها من المناطق الملتهبة .

توسّم  الحراك المعارض خيرا بالمجلس الوطني السوري في  بداياتها لكن سرعان ما تلاشت تلك الآمال و طفا على السطح حقيقة بعدهم عن صلب الحراك السياسي داخل الوطن, عدم قدرتهم على التواصل مع الشارع في المناطق الساخنة وفقدان القدرة الحقيقية على تمثيل المعارضة السورية التي تقود الاحتجاجات في المدن والبلدات السورية .كذلك لم تتمكن من عقد عرى الثقة مع الجيش الحر وبالتالي إمكانية القيادة كجناح سياسي فعّال ومؤثر يحمل معه أدوات المرحلة العصيبة و إمكانية التعامل مع المعطيات الإقليمية والدولية بما يخدم وتطلعات الشعب التواق إلى الحرية, الديمقراطية والعدالة الاجتماعية,  بنفس الوقت تملك الرؤى الواضحة لسورية المستقبل, وتعكسها بشكل واضح و شفاف إلى الداخل والخارج معا .

على الرغم من تواجد معظم أعضاء المجلس وأمانتها العامة في الخارج لا توجد لهم فعاليات تذكر والتي من شأنها ازدياد الضغط على الاتحاد الأوروبي لكي بدورها تقوم  بتضييق الخناق على الدول الداعمة للنظام البعثي وبالدرجة الأولى روسيّا. طرد السفراء السوريين مثلا من دول العالم كان من المفروض أن يحصل منذ أشهر عديدة و من خلال جهود أعضاء المجلس الوطني وليس بعد أن يدفع ثمن تلك الخطوة من دماء أطفال الحولة والقبير.

الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي ضد النظام من عقوبات اقتصادية ومقاطعات دبلوماسية حتى الآن جاءت نتيجة تمادي النظام وإيغاله في التعامل الوحشي مع المنتفضين من جهة وصمود شعبنا في وجه القمع بشجاعة أسطورية من جهة أخرى وليست منّة من مجالس أو هيئات أو شخصيات.

المجلس عاجز عن مواكبة الأحداث في الداخل وعدم القدرة على تمثيل الحراك في الخارج و ما وصل إليه من اعترافات تمثيلية هي نتيجة سعي المجتمع الدولي لإيجاد طرف يمكن الحوار معه في المعارضة السورية وليست نتيجة عمل حثيث للمجلس نفسه.

يحزّ في النفس كم من الوقت والجهد بذل منذ تأسيسه  في الصراع على من سيتبوأ ماذا؟ القوى السياسية التي تكسب المعركة في داخل المجلس,تخسر الحراك السياسي في داخل الوطن الذين لأجلهم وجد المجلس.

على الرغم من رسائل التهنئة من البعض  لسيدا التي لا تتناسب مع ظروف الألم والمعاناة التي يمر به بلدنا وشعبنا السوري لا يعني تبديل الأشخاص في قيادته شيئا ما دام التوجه العام للمجلس هو نفسه.

 المجلس الوطني السوري بتنوعه الفكري وبالقدرات المتوفرة لديه عليه مراجعة دفاتره مرة أخرى متذكرا بأنه على الرغم من المفارقات العجيبة والتحديات الصعبة يبقى الشعب السوري بكافة مكوناته في الداخل هم من يملكون مفتاح النصر.

2012-06-14

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein 


الخميس، 14 يونيو 2012

من أنشطة المجلس الوطني الكردي/ السويد


من أنشطة المجلس الوطني الكردي/ السويد



تتابع اللجنة التحضيرية المؤقتة للمجلس الوطني الكردي / السويد نشاطاتها  ففي يوم الاثنين 2012-06-11 تم عقد اجتماع  مع الجالية الكردية السورية في  مقر الجمعية الثقافية السويدية الكردية بمدينة  أوبسالا السويدية  حضرها عدد من أبناء وبنات الجالية من الكورد السوريين .  تم  خلال اللقاء مناقشة العديد من الأسئلة حول موضوع  إنشاء المجلس ممثليات لها في أوروبا. كما تم التطرق إلى الحديث عن الأعمال المنيطة باللجنة التحضيرية المؤقتة خلال الفترة الانتقالية وحتى موعد انعقاد المؤتمر العام والذي من المقرر أن ينعقد خلال شهر أيلول القادم  بصورة مبدئية حيث سيتم انتخاب لجنة دائمة  تضع نفسها في خدمة القضية. العديد من المواضيع الهامة حول الأحداث المؤلمة  وانتهاكات نظام البعث في سورية بشكل عام وفي المناطق الكردية بشكل خاص تم التطرق إليها.

في السياق نفسه وبدعوة من المجلس الوطني الكردي/ السويد تم عقد اجتماع موسع يوم الأربعاء 2012-06-13

في مقر الفيدراسيون الكردي في ستوكهولم مع المعارضة السورية الناشطة في العاصمة السويدية حضرها نخبة واسعة من مختلف أطياف المعارضة بل معظمها مع تغيب أطرافا قليلة وذلك لأسباب تقنية بحتة نتيجة الصعوبة في التوصل إلى قنوات الاتصال معهم والتي نتمنى تجازوها في الأنشطة واللقاءات القادمة.

تم التحدث بإسهاب عن انسحاب الكتلة الكردية من التنسسيقية العامة في السويد أسبابها وتداعياتها, وشرح آليات العمل مع المعارضة السورية بكافة أطيافها.

لقد كان اللقاء غنيا جدا بالأفكار والمقترحات حول التوصل إلى آليات عمل مشتركة, قوية وفعالة, توحد الطاقات لكي تشكل جهودنا صدى ورافدا في السويد لنضال شعبنا البطولي في الوطن وثورته الأبية.

لقد تم مناقشة العديد من الشؤون والشجون حول النزيف الذي لا ينضب في بلدنا الحبيب سورية في جو ودي وتوافق تام في التطلعات والرؤى وأهمية  التنسيق والعمل المشترك وضرورة رفع وتيرة الاحتجاجات في السويد لإيصال صور المجازر المؤلمة التي تأتي من الداخل السوري إلى الرأي العام السويدي, المنظمات الإنسانية والقوى والأحزاب السياسية السويدية  إنها مهمة تقع على عاتق المعارضة الموجودة في الخارج وإنها مسؤولية وجدانية , أخلاقية, قبل أن تكون سياسية أمام ممارسات  النظام الوحشية والانتهاكات الصارخة بحق شعبنا السوري العظيم بكافة مكوناته.

ستوكهولم 2012-06-14





المجلس الوطني الكردي/ السويد

اللجنة التحضيرية المؤقتة




الأربعاء، 6 يونيو 2012

عدم التدخل في حل الأزمة السورية


عدم التدخل في حل الأزمة السورية

يزيد من أخطار نشوب حرب أهلية شاملة


فرمز حسين

 خمسة عشر شهرا مضت على معاناة شعبنا السوري في مواصلة مسيرته النضالية  المثخنة بالجراح عمليا بمفرده من حيث التأثير الايجابي وليس بمفرده من حيث التأثير السلبي أو دعني أقول التدخلات التي (زادت الطين بلة). ما يحدث الآن ستقرؤه الأجيال القادمة في كتب التاريخ المعاصر لسورية.

  خمسة عشر شهرا من عمر انتفاضة شعب ثار على الذل واختار طريق الكرامة بإرادة من يريد أخيرا أن يصبح سيد قراره بعد عقود من الخنوع ,الاضطهاد, سيطرة الحزب الواحد,كتم الأفواه وسلب الحريات .

نهضة شعب عمد على إيصال صوته إلى العالم الخارجي في عصر يصعب فيه الادعاء بأني لم أرى ولم أسمع.

استمرار النزيف السوري كل هذه المدة الطويلة وموقف المجتمع الدولي  الهش والمبهم حياله يترك المجال لأسئلة عديدة تفرض نفسها بقوة:

هل المجتمع الدولي بكل ما أوتي من قدرات علمية وعملية عاجزعن إيجاد مخرج للأزمة السورية؟

 لو تصرف المجتمع الدولي بشكل مغاير أكثر فاعلية ! ما النتائج التي كانت ستتوصل إليها؟

 هل كانت قادرة على منع وقوع  المجازر المروعة التي طالت أرواح المواطنين العزل؟

أسئلة شتى تفرض نفسها حول ماهية الأنظمة والدول التي تريدها القوى العالمية الكبرى أن تبقى حاكمة في الشرق الأوسط  خاصة والعالم الإسلامي عامة؟ ما هي المواصفات الأيديولوجية المطلوب توفرها في الأحزاب والقوى السياسية التي تنال استحسانهم ؟ ما مدى أهمية استمرار الأنظمة الدكتاتورية القائمة بالنسبة لهم ؟ كم هي عدد الأرواح المسموح لهذه الأنظمة بزهقها كل ضمن ملاكه؟

الانتفاضة السورية ساهمت  في نزع الغشاوة عن الأعين حول ادعاءات الكثير من الدول في (العالم الحر) بالوقوف إلى جانب المظلوم والمناداة بالتغيير الديمقراطي.

تصرف العالم الخارجي حيال الأزمة السورية يرسي دعائم السياسة الميكافيلية ويرجع العالم أحقابا إلى الوراء إلى عصور لم تكن فيه الحقوق مصانة الا للقوي.

 ماغنوس نوريل باحث في معهد السياسة الخارجية في ستوكهولم , متخصص في شؤون الإرهاب و الشرق الأوسط

   كتب في القسم الالكتروني من صحيفة سفينسكا داغبلادت كبريات الصحف السويدية بتاريخ 05 حزيران 2012  مقالة بعنوان عدم التدخل في سورية يزيد من خطر نشوب حرب أهلية شاملة. فيما يلي ملخصا لأهم ما ورد فيها:

النزاع السوري في طريقه إلى الأسوأ عبر عدم تداركه من قبل العالم الخارجي. كلّما طال الزمن للتوصل إلى حل كلّما ازدادت أعداد الضحايا من السوريين وبنفس الوقت تزداد خطورة نشوب حرب أهلية شاملة.

يعني ذلك بأن القتل سوف يستمر والخشية من أن ادعاءات النظام السوري المستمرة بوجود إرهاب من الخارج تتحول إلى حد ما لحقيقة. هناك معلومات أكيدة على وجود مجموعات سنية عاملة داخل سورية, حتى إذا كانوا لا يتمتعون بالدعم الشعبي كما يدّعون, سوف يشكل ذلك تحديا للمعارضة المنظمة ولكن المنقسمة أن تقدم نشاطا مقابلا ووفق أهداف واضحة بعمل فعّال مضاد.

 تشرذم المعارضة يوعز إليه كجزء من أسباب غياب الجهد الدولي المؤثر لكن ذلك ليست الحقيقة كلها .

لو أن العالم الخارجي حقا أراد ذلك (القيام بجهد فعّال)  لبادر في إنشاء منطقة حظر جوية والتي بدورها ستؤدي إلى المزيد من الضغط على الأسد, وبنفس الوقت تساهم في توحيد المعارضة بشكل أكبر مما هي عليه الآن.

بدعم من الجامعة العربية وغالبية المعارضة (الأمر المتاح الآن) يمكن الالتفاف على قرارات مجلس الأمن المعطلة بسبب الفيتو.

 القيام بذلك ممكن لكنهم لا يريدون الآن في الوقت الحاضر.  ذلك ليس بسبب التخوف من القوة العسكرية  السورية, خطورة قدرتها الحربية مبالغ فيها بشكل كبير جدا. بل التخوف من انتشار النزاع إلى الدول المجاورة مثل لبنان وتركية. لكن حتى هذه الحجة تبدو مثقوبة لأن النزاع قد عمل أثره و وصل فعلا إلى هناك, لقد وقعت حالات القتل

في كلا البلدين نتيجة العراك في سورية. في لبنان حدثت بعض الاشتباكات الصغيرة بين مؤيدي الأسد ومعارضيه.

هناك خطورة من أن ينتشر النزاع ويتحول إلى الأسوأ حتى في الداخل السوري من خلال عدم قيام العالم الخارجي بالتصرف الفعّال والقوي بشكل كافي أكبر بكثير من الخطورة في أن تتحول إلى الأسوأ بسبب التدخل.

. كلّما طال الوقت للتوصل إلى حل كلّما ازدادت أعداد القتلى من السوريين وبنفس الوقت تزداد خطورة نشوب حرب أهلية شاملة, الحرب الذي يريد العالم الخارجي تجنب نشوبه.

2012-06-06

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein                  

تنويه
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب
. المترجم


الأحد، 3 يونيو 2012

بيان



بيان

المجلس الوطني الكردي السوري/ السويد

 يدين ويستنكر المذابح الإجرامية التي ينفذها النظام البعثي المجرم بحق الشعب السوري الأعزل منذ بداية ثورة الكرامة التي يقودها شعبنا بشجاعة أسطورية منقطعة النظير.

  توجّ  نظام القتلة جرائمه بمجازر الحولة حيث ارتكبت قواته الآثمة أعمال الذبح والقتل المتعمد بوحشية بشعة  فاقت ما ارتكب هولاكو و تعتبر جرائم ضد الإنسانية بامتياز.

لقد أوغل النظام الدكتاتوري في قتل الأطفال والنساء والشيوخ من المواطنين المدنيين مستبيحا بذلك لنفسه الدم السوري من أجل البقاء في السلطة.

 في الوقت الذي ندين ونشجب بشدة جرائم النظام التي تنفذها شبيحته بدم بارد, نستنكر هذا الصمت الدولي المخزي الذي لا تفسير له سوى التآمر واسترخاص الدم السوري في سبيل الاحتفاظ  بالمصالح السياسية للدول الكبرى.

 أرواح المواطنين السوريين يجب أن تكون أهم من كل شيء آخر. نطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب السوري والتوقف عن مغازلة روسيّا التي انحازت منذ بداية ثورتنا المجيدة إلى صف القتلة و ساندت الظالم على المظلوم من أجل الحفاظ على مصالحها السياسية في منطقة الشرق الأوسط مرتكبة بذلك خطأ تاريخيا لأن الشعوب هي الباقية والأنظمة فانية .



المجلس الوطني الكردي السوري/ السويد

اللجنة التحضيرية المؤقتة 

                                                                                                            Stockholm 2012-06-03

السبت، 2 يونيو 2012

الترسانة العسكرية السورية تجعل الغرب يتردد


 ترسانة الأسلحة السورية تجعل الغرب يتردد


فرمز حسين

الهجمات مستمرة والمعارك في سورية بدأت منذ آذار 2011 وبعض أسوأ المجازر ارتكبت في الأسابيع الأخيرة.

لا توجد أية دلالات على وقف لإطلاق النار. من الأسباب المهمة لتردد الغرب بالتدخل العسكري هي أ ن القوات المسلحة . SvDالسورية قوية حسب صحيفة

فيما يلي مقتطفات لأهم ما ورد في صحيفة سفينسكا داغبلادت ثاني أكبر الصحف الصباحية السويدية :

(ستيفان رنغ ) خبير استراتيجي عسكري في كلية الدفاع السويدية يقول بأن هناك فرق كبير بالنسبة للناتو للقيام بعمل عسكري في سورية مقارنة مع عملياتها العسكرية الناجحة في ليبيا ودحرها لقوات القذافي.

القاعدة العسكرية للقذافي كانت أصغر بكثير. القذافي كان يخشى من أن تشكّل القوة العسكرية تهديدا له , ذلك لأنه لم يكن في مقدور قبيلته السيطرة على كل المناصب الهامة في الجيش. الرئيس الأسد لديه الدعم من طائفة بكاملها ولذلك استطاع  بكل أمان أن يطور قوته الدفاعية, التي تتمتع بنوعية أفضل بكثير من ليبيا, حسب ستيفان رنغ.

الفرق بين سورية وليبيا هو في العدد والعتاد. الجيش الليبي كان يتألف من 50000 عسكري بالإضافة إلى الجنود المرتزقة. بشار الأسد لديه كما يقولون 325000 ألف عسكري, منهم 220000 في الجيش. كما يوجد ما يقارب 200000 احتياطي.

روسيا قبل أية دولة أخرى عززت ترسانة الأسلحة السورية, حتى إن وجدت بعض الأسلحة القديمة منذ عهد السوفييت  فهناك أيضا أسلحة حديثة. سورية لديها على سبيل المثال 4000 دبابة, قسم منها حديثة روسية ت-72

إذا تدخلت قوات الناتو عسكريا يقول ستيفان رنغ فان ذلك سوف تكون بعملية شبيهة إلى درجة كبيرة مع تلك التي حدثت في يوغوسلافيا السابقة حيث أجبر ميلوسوفيتج على أن يسحب قواته من كوسوفو ولن تكون مثل تلك العمليات التي حدثت في ليبيا, حيث كانت بقصف مكثف بالطائرات لمدة ثمانية وسبعين يوما بلياليها, بحدود 900 عملية جوية في اليوم والليلة الواحدة.

 من الصعب جدا تفادي الخسائر في أرواح المدنيين خلال العمليات الجوية وحدها, ولكي تكون العملية العسكرية ناجحة في سورية لابد من من تدخل القوات البرية  يقول ستيفان رنغ.

التدخل العسكري في سورية يعدّ مستحيلا دون دعم قوي من الولايات المتحدة الامريكية. رسميا نجحت أمريكا في أن تكون خارج الناتو عند تدخلها في ليبيا, لكن عمليا لكانت العملية مستحيلة التنفيذ دون دعم الأمريكيين التام لها.

 اليوم لا يوجد دعم سياسي قوي أمريكي لتدخل عسكري في سورية. الخوف من الانجراف إلى حرب طويلة الأمد جديدة كبير,  بعد كل الضغوط الهائلة التي عانتها القوات الأمريكية في حربها الطويلة في كل من العراق وأفغانستان. المسألة أيضا حساسة فهناك الانتخابات الرئاسية  الأمريكية ينتظر إجراءها في نوفمبر القادم.

لا نعتقد بأن عسكرة الحالة أكثر مما هي عليها في سورية وفي هذا الوضع هو التصرف السليم. نعتقد بأن ذلك سوف يؤدي إلى فوضى أكبر و حمامات دماء أكثر., هذا ما قاله جي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض مؤخرا.

منافس الرئيس أوباما على الانتخابات الرئاسية( ميت رومني) انتقد الرئيس أوباما على سوء القيادة فيما يتعلق بالمسألة السورية وطالب باتخاذ إجراءات أقوى. لكن رومني لم يطالب بتدخل عسكري, بل طالب بأن تقوم الولايات المتحدة بتسليح المعارضة ضد الأسد وكذلك أيضا طالب بممارسة ضغوطا أشد على روسيّا لكي تتوقف عن بيع الأسلحة لسورية.

ستيفان رنغ يشير إلى النزاع في كوسوفو عندما يتحدث عن إمكانيات التوصل إلى حل بشأن الحرب في سورية.

مع الأسف أعتقد بأن الوضع يجب أن يتدهور إلى أسوأ مما هي عليه الآن أي حدوث المزيد من المجازر, قبل أن يصبح هناك أمل بالتحسن. يجب أن ينحدر الوضع في سورية إلى مستوى  ترى فيها كل من روسيا والصين بأنهم سيخسرون الكثير في حالة الاستمرار في دعم الأسد . في كوسوفو حدثت تغييرات كبيرة عندما أوقفت روسيا دعمها لميلوسوفيتش وغيرت موقفها إلى الاتجاه الآخر, يقول ستيفان رنغ.

كان هناك أمل عندما وافق الرئيس الأسد على خطة السلام التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان .

 الآمال كانت تتركز على أن يوقف بشار الأسد عملياته العسكرية سوف يتجنب المزيد من العقوبات ويبقى في السلطة بموافقة العالم الغربي. احتمال حدوث المزيد من المعارك كانت اللائمة ستتجه إلى بالمعارضة والجيش السوري الحر.

على العكس من ذلك أصبحت المعارك أشد وطأة واستاءت أكثر مع المجازر التي ارتكبت مؤخرا في الحولة  حيث قتل 108 شخصا نصفهم كانوا من الأطفال كأسوأ مثال على ذلك. وعلى سبيل المثال  أيضا إطلاق النار الغريب عبر الحدود التركية والتي يتوقع بأن المليشيات المسلحة  أو من يسمون بالشبيحة هم من قاموا بها .

ليس أكيدا بأن الرئيس الأسد يتحكم  بشكل تام بكل تلك الجماعات المحلية الوحشية المسلحة الداعمة للنظام, الأمر الذي يصعّب أكثر إرساء خطة سلام فعالة ممكنة.







عن صحيفة سفينسكا داغبلادت عددها الصادر في:

22012-06-03 ستوكهولم

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein                  

تنويه
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب
. المترجم