السبت، 31 أغسطس 2013

أوباما


الرئيس الأمريكي رجل نظري وليس عملي ورجل أقوال يجيد الخطابة , ومشلولا تماما فيما يتعلق بالقرارات الحاسمة.

اذا رسي قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تنفيذ وعوده من خلال ضربات محدودة تشنها قواته على نظام الأسد بغرض معاقبته على استخدام الأسلحة الكيمياوية , دون أن يشكل الهجوم تغييرا في موازيين القوى لصالح قوى المعارضة وبالتالي وضع نهاية لمعاناة الشعب السوري , سوف يكون ذلك أغبى قرار يتخذه رئيس أمريكي اذ أن بقاء الأسد في سدة الحكم بعد الضربات الأمريكية المفترضة لن يكون في صالح الأمن القومي الأمريكي.

Obama


US president Barack Obama is a man of talk not a man of act. If Obama’s decision to strike the Syrian regime only is in order to punish it without changing the power structure, that will be the weakest decision ever taken by an American president as leaving Assad in power after such a strike will cause a threat to American national security.

Farmaz Hussein

الخميس، 22 أغسطس 2013

إلى من يهمه الامر



الى من يهمه الأمر


أرواح السوريين بكافة مكوناتهم التي تزهق دون وازع من ضمير ومن خلال  مجازر وحشية متتالية من المفروض أن تكون عزيزة جدا على كل من يحمل ذرة من الإنسانية,  لكن العويل, اللطم على الوجه , شد الشعر والنواح لن يعيد الضحايا الى الحياة , البيانات والإدانات لن تردع النظام , كما أن ذلك لن يحمي أهلنا في الوطن والذين حالتهم أشبه بالرهائن من لقاء المصير نفسه.

 لوم المجتمع الدولي المتكرر لن يجدي أيضا نفعا, لقد قالت جميع القوى الدولية المؤثرة بأنهم لا يدعمون نظام الأسد لكنهم لن يساندوا معارضة تسيطر عليها قوى متطرفة .

مأساة بلدنا ومعاناة أهلنا سوف تستمر وهي الان في عامها الثالث ووحشية النظام في أوجها كللّها بقصف الغوطة الشرقية بالأمس بالغازات السامة ولن تنتهي ما لم يقوم ممثلي المعارضة السورية السياسية , الائتلاف حصرا برفع الغطاء السياسي عن الجماعات المتطرفة , جبهة النصرة, دولة العراق والشام وكل جماعة تحمل السلاح لأجندات مخالفة لتطلعات السوريين  الى الحرية والديمقراطية.

أصبح الان جليا للجميع أن تواجد الجماعات الاسلامية المتطرفة في الصراع  ليس الا وبالا على السوريين وخدمة للنظام.

المعركة الحقيقية مع النظام تبدأ بتخليصه من أسباب قوته ووجود المتطرفين هي أهم تلك الأسباب.

فرمز حسين
ستوكهولم 2013-08-22


الأربعاء، 21 أغسطس 2013

الغوطة الشرقية


 الغوطة الشرقية تقصف بالغازات السامة , أكثر من ألف ضحية , أطفال,نساء, شيوخ, يتساءل العالم من استخدم السلاح الكيمياوي , فمن غير المنطقي أن يستخدمها النظام في الوقت الذي يسمح للمراقبين الدولي الدخول الى سورية للتحقيق من استعمالها سابقا, من ناحية أخرى ليس هناك أية مكاسب سياسية للمعارضة في استعمال الأسلحة الكيماوية بل على العكس  فان ذلك قد يؤلب العالم ضدهم حيث هناك التنظيمات الارهابية التي تحارب معهم ضد النظام.

من استخدم السلاح الكيماوي اذا لقتل السوريين الأبرياء ؟؟

سلبية الموقف الدولي هو الذي أدى الى ايغال النظام وتماديه في الاجرام.

الصمت الدولي هو الذي منح موطأ قدم للقاعدة وغيرها.

الدول الاقليمية ترتاح لاستمرار النزف من الجرح السوري كي يتعظ شعوبها.

الدول الكبرى ترتاح لاستمرار القتل في سورية فهم يعرفون أين يتواجد الارهابيون.

الخلود لضحايا الموقف الدولي الرخو , والموت لمرتكبي المجزرة.
فرمز حسين



الخميس، 8 أغسطس 2013

الوطنية الرمادية






 

الوطنية الرمادية


فرمز حسين

ما يزيد على المائة ألف ضحية من أرواح السوريين وأضعافا مضاعفة من الجرحى والمعاقين وملايين اللاجئين في دول الجوار في ظروف معيشية يرثى لها , و وطن ينهار طوبة تلو الأخرى بينما الأسد مازال مصرّا على صواب الحل الأمني الذي انتهجه نظامه منذ الأيام الأولى لثورة الشعب على حكمه. الآن وفي هذه المرحلة الحرجة من حياة المواطنين يدعو الأسد الى المزيد من الاقتتال السوري السوري قائلا  في خطبته مؤخرا : (لا وطنية رمادية فهي حاضنة للفوضى والإرهاب) . أي بمعنى أن من لم يحزم أمره من السوريين حتى الآن فعليهم أن يفعلوا فإما أن يحملوا السلاح وينضموا الى شبيحته أو هم مع الطرف الآخر الارهابي ويجب ضربهم بيد من حديد.

 الرجل يستطيع أن يقول ما يحلو له . فكل الظروف تخدم نظامه :

 فزّاعة القاعدة والمتطرفين والتي كانت رسالة النظام  الموجهة الى الداخل السوري والى المجتمع الدولي أصبحت الآن حقيقة واقعة وقد نجح في صياغتها بدرجة امتياز.

 المتطرفون أنفسهم الذين قدموا الى سورية بحجة الدفاع عن الثورة السورية هم أول من خدموا نظامه وأثبتوا صدق ادعاءاته , كما  أن قوى المعارضة وعلى رأسهم المجلس الوطني سابقا , والائتلاف المعارض فيما بعد خدموا ومازالوا يقدمون الخدمة تلو الأخرى لنظام البعث من خلال سياسة تفتقر لبعد النظر خصيصا فيما يتعلق بمسألة التطرف من جهة ومسألة حشد الأقليات من جهة أخرى, قيادات المعارضة وضعوا رؤوسهم في الرمال ولم تصدر عنهم أية مواقف واضحة يفصلون من خلالها ثورة شعب عن مغامرات جماعات دينية متطرفة تحمل أجندات لا تلتقي مع تطلعات السوريين البتة , بل على النقيض من ذلك بدت بعض أطراف المعارضة تهلهل لهم كونهم يقاتلون قوات النظام . 

من المفروض أن يشكل حقن دماء المدنيين السوريين أسمى الدوافع التي على ضوءها يرسم الائتلاف وقيادات الجيش السوري الحر خريطة طريقهم ,الآن قبل غدا ودقيقة قبل الأخرى, تحديد الموقف من الجماعات المتطرفة الذين لم يكونوا سوى نذير شؤم على سورية و السوريين هو أول مطلب شعبي, وطني و سوف يغير المعطيات داخليا ودوليا.

من يسعى الى سورية دولة مدنية تعددية ديمقراطية حرة هو من يخدم الثورة وليس من يقاتل جيش النظام فحسب.


 السوريون بكافة أطيافهم والذين عانوا من جور وإذلال نظام البعث الأسدي لعقود طويلة لن يرضوا بعد اليوم العيش في وطنهم رهائن لتنظيمات ارهابية موالية للقاعدة أو غيرها ولن يقبلوا إلا بالحرية الكاملة بديلا.

بالتأكيد  هناك جهات عديدة يتحملون أسباب استمرار معاناة شعبنا السوري المسالم  وآلامه, لكن يجب أن لا ننسى وهن وعدم استقلالية المعارضة السياسية المتمثلة بالائتلاف التي تمضي من خيبة الى أخرى فكل عمل لا يساهم  على الحدّ من اراقة دماء السوريين أو على اتخاذ خطوة باتجاه ذلك لا يمكن تسميتها إلا بالخائبة , تزويد المعارضة بالسلاح فقط لا يضمن حسم المعركة بل استمراريتها, اقناع الخارج بعدالة مطالب السوريين, و اقناع الداخل بمصداقيتهم كممثلين مرحليين لهم   وطمأنة الداخل والخارج بماهية صيغة الدولة والكيان السياسي القادم والتي من المفروض أن تحلّ مكان النظام الحالي ليس فقط بالقول بل بالممارسة على الأرض , أي من خلال سلوكية ثورية لكتائب وفصائل الجيش الحر التي من المفروض أن تخضع لقيادتها السياسية .

حتى يومنا هذا وفي ظل كل ما حدث ويحدث فان معظم فصائل المعارضة المنضوية تحت راية الائتلاف عندما يتم التحدث عن سورية التي يريدونها لا تختلف شعاراتهم عن  وحدة حرية اشتراكية.

 النظام نجح في ادخال الثورة السورية في نفق الصراع الطائفي المقيت ويوما بعد الآخر ينجح بإقناع المجتمع الدولي المتردد بأن سورية حقا سوف تتحول الى مرتعا مزمنا للإرهابيين ان سقط , فعلى الائتلاف النهوض من كبوته و الالتزام بالمبادئ الأساسية التي من أجلها انطلقت الثورة السورية , قبل أن ينجح الأسد في تحويل السوريين جميعا الى جيش تشبيحي يقتل أحدهما الآخر ليفنى الشعب ويبقى النظام.


ستوكهولم

2013-08-09


فرمز حسين

مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com

Twitter.com@farmazhussein