كان خلو يجلس في المقعد الخلفي لسيارة الجيب التي كانت تقلّ الركاب من
قامشلو الى تل معروف حين صعد حجي أحمد أيضا , ورأى خلو جالسا وقد وضع أكياس أمتعته
التي تسوقها باحتراس شديد بين ساقيه, فبادره بالسلام ثم تابع:
ورك خلو أنكز انت من يوم ما تزوجت ما قشعناك؟
غمرت ابتسامة خجولة وجه خلو وبقي صامتا لكن الحجي سارعه بالسؤال:
كم سنة صار لك متزوج
السعني؟
أجابه خلو : خمس
سنوات الله يطول في عمر أبونا الشيخ اللي عطف علي وزوجني.
لم يكن من الحجي
أحمد الذي كانت له محبة بلا حدود للدعابة إلا وأن قال :
خمس سنين!!
ورك يكفي ورك هلا دوري أنا أتزوجها وقبل أن يلفظ كلمته الأخيرة هبّ خلو
من مكانه وصرخ في وجه الحجي أحمد وهو يلوح بيديه بغضب مشوب بالارتباك :
ناموس ورك مو تعرف ناموس؟
ثم جرّ أمتعته بنزق وعصبية مغادرا الجيب وهو يردد بصوت عالي : ناموس ورك
ناموس!!
مضت سنين طويلة ولم
يقبل خلو المعروف ببساطته وسذاجته ودروشته الاجتماع في مكان واحد مع الحجي أحمد, واذا
صدف الأمر والتقوا في شوارع أسواق قامشلو كان يهرع بسرعة الى الطرف الاخر وهو يردد
ناموس ورك مو تعرف ناموس !؟ له الله رحمة عليك عمو خلو كم هذا الزمن الأغبر يفتقر لأمثالك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق