خارج السرب
حين دلف إلى الداخل
انقلبت سحنة و جوههم جميعاً و خرج الفرح الذي كان يعم المكان خلسة من فتحة الباب
الذي جاء هو من خلاله و حلّ صمتٌ و وجومٌ كئيبٌ محلّه، للحظات قصيرة صمت جمهور
الحضور و هم يتبادلون فيما بينهم نظرات قلقة تفضح ارتباكهم , بدا و كأن جميعهم
غابوا في سبات مع خفايا وخطايا ماضية متشابهة، لدرجة إصابتهم بالشلل التام للحظات
، لكن سرعان ما طغت الجلبة من الجميع، حين خرج الداخل الجديد، فلا هو ارتاح
لتواجدهم و لا هم رغبوا في بقاءه في الجماعة و قبل أن يسير خطوته الأخيرة إلى الخارج،
سمع أحدهم ينادي،،، الله مع الجماعة و ردد
جمهور الحضور معاً خلفه الله مع الجماعة.
حصاد
الشمس في أوج لمعانها
انه منتصف شهر أيار و موسم العطاء في بدايته، مجموعة من الفتيات تحصدن العدس، بعضهن بالمناجل و أخريات بأيديهن الغضة
المغطاة بقفازات مهترئة و رؤوسهن ووجوهن محجبات
بملاءات بالية لا تظهر من خلالها إلا أعينهن، ترددن معاً أغنية تراثية كردية "هوي هوي هوي ممو".
من خلفهن فتية في ريعان الشباب بأجساد هزيلة يرددن الأغنية نفسها وهم يعبئون الغلال
في عربات مجهزة بشبك خشبي مرتفع فيما من ورائهم ثلة من اللصوص تنهب المحصول في وضح
النهار! الفتيات و الشبان يتابعون الحصاد و الغناء!
المواجهة
صوت هدير الرعد كان يُسمع
و يُرعب من بعيد، حين اقترب الهدير بدأ البناء يترنح و كأنه على وشك الانهيار، الغريب أنه على الرغم من برودة الطقس كان يتصبب
عرقاً، المطر هطل بغزارة، صوت تساقط زخاته
على زجاج النافذة بعثت فيه بعض السعادة لكنه حين خرج لمواجهة العاصفة و بدأ هطول المطر الكثيف يغسل العرق المتصصب من جبينه شعر
بالسعادة كلها.
ستوكهولم
2020-07-10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق