الأربعاء، 6 يونيو 2012

عدم التدخل في حل الأزمة السورية


عدم التدخل في حل الأزمة السورية

يزيد من أخطار نشوب حرب أهلية شاملة


فرمز حسين

 خمسة عشر شهرا مضت على معاناة شعبنا السوري في مواصلة مسيرته النضالية  المثخنة بالجراح عمليا بمفرده من حيث التأثير الايجابي وليس بمفرده من حيث التأثير السلبي أو دعني أقول التدخلات التي (زادت الطين بلة). ما يحدث الآن ستقرؤه الأجيال القادمة في كتب التاريخ المعاصر لسورية.

  خمسة عشر شهرا من عمر انتفاضة شعب ثار على الذل واختار طريق الكرامة بإرادة من يريد أخيرا أن يصبح سيد قراره بعد عقود من الخنوع ,الاضطهاد, سيطرة الحزب الواحد,كتم الأفواه وسلب الحريات .

نهضة شعب عمد على إيصال صوته إلى العالم الخارجي في عصر يصعب فيه الادعاء بأني لم أرى ولم أسمع.

استمرار النزيف السوري كل هذه المدة الطويلة وموقف المجتمع الدولي  الهش والمبهم حياله يترك المجال لأسئلة عديدة تفرض نفسها بقوة:

هل المجتمع الدولي بكل ما أوتي من قدرات علمية وعملية عاجزعن إيجاد مخرج للأزمة السورية؟

 لو تصرف المجتمع الدولي بشكل مغاير أكثر فاعلية ! ما النتائج التي كانت ستتوصل إليها؟

 هل كانت قادرة على منع وقوع  المجازر المروعة التي طالت أرواح المواطنين العزل؟

أسئلة شتى تفرض نفسها حول ماهية الأنظمة والدول التي تريدها القوى العالمية الكبرى أن تبقى حاكمة في الشرق الأوسط  خاصة والعالم الإسلامي عامة؟ ما هي المواصفات الأيديولوجية المطلوب توفرها في الأحزاب والقوى السياسية التي تنال استحسانهم ؟ ما مدى أهمية استمرار الأنظمة الدكتاتورية القائمة بالنسبة لهم ؟ كم هي عدد الأرواح المسموح لهذه الأنظمة بزهقها كل ضمن ملاكه؟

الانتفاضة السورية ساهمت  في نزع الغشاوة عن الأعين حول ادعاءات الكثير من الدول في (العالم الحر) بالوقوف إلى جانب المظلوم والمناداة بالتغيير الديمقراطي.

تصرف العالم الخارجي حيال الأزمة السورية يرسي دعائم السياسة الميكافيلية ويرجع العالم أحقابا إلى الوراء إلى عصور لم تكن فيه الحقوق مصانة الا للقوي.

 ماغنوس نوريل باحث في معهد السياسة الخارجية في ستوكهولم , متخصص في شؤون الإرهاب و الشرق الأوسط

   كتب في القسم الالكتروني من صحيفة سفينسكا داغبلادت كبريات الصحف السويدية بتاريخ 05 حزيران 2012  مقالة بعنوان عدم التدخل في سورية يزيد من خطر نشوب حرب أهلية شاملة. فيما يلي ملخصا لأهم ما ورد فيها:

النزاع السوري في طريقه إلى الأسوأ عبر عدم تداركه من قبل العالم الخارجي. كلّما طال الزمن للتوصل إلى حل كلّما ازدادت أعداد الضحايا من السوريين وبنفس الوقت تزداد خطورة نشوب حرب أهلية شاملة.

يعني ذلك بأن القتل سوف يستمر والخشية من أن ادعاءات النظام السوري المستمرة بوجود إرهاب من الخارج تتحول إلى حد ما لحقيقة. هناك معلومات أكيدة على وجود مجموعات سنية عاملة داخل سورية, حتى إذا كانوا لا يتمتعون بالدعم الشعبي كما يدّعون, سوف يشكل ذلك تحديا للمعارضة المنظمة ولكن المنقسمة أن تقدم نشاطا مقابلا ووفق أهداف واضحة بعمل فعّال مضاد.

 تشرذم المعارضة يوعز إليه كجزء من أسباب غياب الجهد الدولي المؤثر لكن ذلك ليست الحقيقة كلها .

لو أن العالم الخارجي حقا أراد ذلك (القيام بجهد فعّال)  لبادر في إنشاء منطقة حظر جوية والتي بدورها ستؤدي إلى المزيد من الضغط على الأسد, وبنفس الوقت تساهم في توحيد المعارضة بشكل أكبر مما هي عليه الآن.

بدعم من الجامعة العربية وغالبية المعارضة (الأمر المتاح الآن) يمكن الالتفاف على قرارات مجلس الأمن المعطلة بسبب الفيتو.

 القيام بذلك ممكن لكنهم لا يريدون الآن في الوقت الحاضر.  ذلك ليس بسبب التخوف من القوة العسكرية  السورية, خطورة قدرتها الحربية مبالغ فيها بشكل كبير جدا. بل التخوف من انتشار النزاع إلى الدول المجاورة مثل لبنان وتركية. لكن حتى هذه الحجة تبدو مثقوبة لأن النزاع قد عمل أثره و وصل فعلا إلى هناك, لقد وقعت حالات القتل

في كلا البلدين نتيجة العراك في سورية. في لبنان حدثت بعض الاشتباكات الصغيرة بين مؤيدي الأسد ومعارضيه.

هناك خطورة من أن ينتشر النزاع ويتحول إلى الأسوأ حتى في الداخل السوري من خلال عدم قيام العالم الخارجي بالتصرف الفعّال والقوي بشكل كافي أكبر بكثير من الخطورة في أن تتحول إلى الأسوأ بسبب التدخل.

. كلّما طال الوقت للتوصل إلى حل كلّما ازدادت أعداد القتلى من السوريين وبنفس الوقت تزداد خطورة نشوب حرب أهلية شاملة, الحرب الذي يريد العالم الخارجي تجنب نشوبه.

2012-06-06

فرمز حسين

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم


Stockholm-sham.blogspot.com          

Twitter@farmazhussein                  

تنويه
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب
. المترجم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق