ترسانة الأسلحة السورية تجعل الغرب يتردد
فرمز حسين
الهجمات مستمرة والمعارك في سورية بدأت منذ آذار
2011 وبعض أسوأ المجازر ارتكبت في الأسابيع الأخيرة.
لا توجد أية دلالات على وقف لإطلاق النار. من
الأسباب المهمة لتردد الغرب بالتدخل العسكري هي أ ن القوات المسلحة . SvDالسورية قوية حسب صحيفة
فيما يلي مقتطفات لأهم ما ورد في صحيفة
سفينسكا داغبلادت ثاني أكبر الصحف الصباحية السويدية :
(ستيفان رنغ ) خبير استراتيجي عسكري في كلية الدفاع
السويدية يقول بأن هناك فرق كبير بالنسبة للناتو للقيام بعمل عسكري في سورية
مقارنة مع عملياتها العسكرية الناجحة في ليبيا ودحرها لقوات القذافي.
القاعدة العسكرية للقذافي كانت أصغر بكثير.
القذافي كان يخشى من أن تشكّل القوة العسكرية تهديدا له , ذلك لأنه لم يكن في
مقدور قبيلته السيطرة على كل المناصب الهامة في الجيش. الرئيس الأسد لديه الدعم من
طائفة بكاملها ولذلك استطاع بكل أمان أن
يطور قوته الدفاعية, التي تتمتع بنوعية أفضل بكثير من ليبيا, حسب ستيفان رنغ.
الفرق بين سورية وليبيا هو في العدد والعتاد.
الجيش الليبي كان يتألف من 50000 عسكري بالإضافة إلى الجنود المرتزقة. بشار الأسد
لديه كما يقولون 325000 ألف عسكري, منهم 220000 في الجيش. كما يوجد ما يقارب
200000 احتياطي.
روسيا قبل أية دولة أخرى عززت ترسانة الأسلحة
السورية, حتى إن وجدت بعض الأسلحة القديمة منذ عهد السوفييت فهناك أيضا أسلحة حديثة. سورية لديها على سبيل
المثال 4000 دبابة, قسم منها حديثة روسية ت-72
إذا تدخلت قوات الناتو عسكريا يقول ستيفان
رنغ فان ذلك سوف تكون بعملية شبيهة إلى درجة كبيرة مع تلك التي حدثت في
يوغوسلافيا السابقة حيث أجبر ميلوسوفيتج على أن يسحب قواته من كوسوفو ولن تكون مثل
تلك العمليات التي حدثت في ليبيا, حيث كانت بقصف مكثف بالطائرات لمدة ثمانية
وسبعين يوما بلياليها, بحدود 900 عملية جوية في اليوم والليلة الواحدة.
من
الصعب جدا تفادي الخسائر في أرواح المدنيين خلال العمليات الجوية وحدها, ولكي تكون
العملية العسكرية ناجحة في سورية لابد من من تدخل القوات البرية يقول ستيفان رنغ.
التدخل العسكري في سورية يعدّ مستحيلا دون
دعم قوي من الولايات المتحدة الامريكية. رسميا نجحت أمريكا في أن تكون خارج الناتو
عند تدخلها في ليبيا, لكن عمليا لكانت العملية مستحيلة التنفيذ دون دعم الأمريكيين
التام لها.
اليوم لا يوجد دعم سياسي قوي أمريكي لتدخل عسكري
في سورية. الخوف من الانجراف إلى حرب طويلة الأمد جديدة كبير, بعد كل الضغوط الهائلة التي عانتها القوات الأمريكية
في حربها الطويلة في كل من العراق وأفغانستان. المسألة أيضا حساسة فهناك الانتخابات
الرئاسية الأمريكية ينتظر إجراءها في
نوفمبر القادم.
لا نعتقد بأن عسكرة الحالة أكثر مما هي عليها
في سورية وفي هذا الوضع هو التصرف السليم. نعتقد بأن ذلك سوف يؤدي إلى فوضى أكبر و
حمامات دماء أكثر., هذا ما قاله جي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض مؤخرا.
منافس الرئيس أوباما على الانتخابات الرئاسية(
ميت رومني) انتقد الرئيس أوباما على سوء القيادة فيما يتعلق بالمسألة
السورية وطالب باتخاذ إجراءات أقوى. لكن رومني لم يطالب بتدخل عسكري, بل طالب بأن
تقوم الولايات المتحدة بتسليح المعارضة ضد الأسد وكذلك أيضا طالب بممارسة ضغوطا
أشد على روسيّا لكي تتوقف عن بيع الأسلحة لسورية.
ستيفان رنغ يشير إلى النزاع في كوسوفو عندما
يتحدث عن إمكانيات التوصل إلى حل بشأن الحرب في سورية.
مع الأسف أعتقد بأن الوضع يجب أن يتدهور إلى
أسوأ مما هي عليه الآن أي حدوث المزيد من المجازر, قبل أن يصبح هناك أمل بالتحسن. يجب أن ينحدر الوضع في سورية إلى مستوى ترى فيها كل من روسيا والصين بأنهم سيخسرون
الكثير في حالة الاستمرار في دعم الأسد . في كوسوفو حدثت تغييرات كبيرة عندما
أوقفت روسيا دعمها لميلوسوفيتش وغيرت موقفها إلى الاتجاه الآخر, يقول ستيفان
رنغ.
كان هناك أمل عندما وافق الرئيس الأسد على
خطة السلام التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان .
الآمال
كانت تتركز على أن يوقف بشار الأسد عملياته العسكرية سوف يتجنب المزيد من العقوبات
ويبقى في السلطة بموافقة العالم الغربي. احتمال حدوث المزيد من المعارك كانت
اللائمة ستتجه إلى بالمعارضة والجيش السوري الحر.
على العكس من ذلك أصبحت المعارك أشد وطأة
واستاءت أكثر مع المجازر التي ارتكبت مؤخرا في الحولة حيث قتل 108 شخصا نصفهم كانوا من الأطفال كأسوأ
مثال على ذلك. وعلى سبيل المثال أيضا إطلاق
النار الغريب عبر الحدود التركية والتي يتوقع بأن المليشيات المسلحة أو من يسمون بالشبيحة هم من قاموا بها .
ليس أكيدا بأن الرئيس الأسد يتحكم بشكل تام بكل تلك الجماعات المحلية الوحشية
المسلحة الداعمة للنظام, الأمر الذي يصعّب أكثر إرساء خطة سلام فعالة ممكنة.
عن صحيفة سفينسكا داغبلادت عددها الصادر في:
22012-06-03 ستوكهولم
مترجم وكاتب سوري
مقيم في ستوكهولم
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter@farmazhussein
تنويه
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب . المترجم
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب . المترجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق