الانتظار
قصة قصيرة جدا
فرمز حسين
في
سفح الجبل وقفت تتأمل المدينة المتشحة بالسواد ..
أقفلت عيناها هنيهة على أمل أن تعيد وتفتحهما
فتراها مبتهجة بأنوارها ..
تنشر الحبور ..
تبعث الحياة من جديد في كل مكان ..
تمنّت في قرارة نفسها أن يكون الواقع حلم سوف
تصحوا منه.
منذ زمن ليس بقصير مكثت هناك في حالة
الانتظار ..
خيّل لها في تلك الأثناء أن كل شيء قد توقف
عن الحركة.
السنة ألغت فصولها والزمن مزّق تقويمه ..
المساجد والكنائس أوصدت الأبواب وأغلقت
النوافذ .. تاركة طقوس العبادة ..
العالم بأسره في الانتظار ..
اكتشفت فيما بعد بأن كلّ ذلك كان محض خيال والواقع أن العصافير توقفت عن الزقزقة ..
هديل الحمام غاب عن صباحات المدينة الجميلة
التي كانت مفعمة بعبير الرغيف الساخن ..
فيما
نعيق البوم بدأ يسود أطراف المكان موزعا البؤس والكآبة بوتيرة متسارعة ..
مع كل ذلك بقيت هي في الانتظار ........... هناك
باتجاه الشمس التي سوف تشرق من الغرب ؟
تطرز مدرسة جديدة ..
نسجتها بأجود الخيوط
فيها سيبدأ الصغار دراستهم بمناهج جديدة.
2014-01-06
فرمز حسين
ستوكهولم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق