الأربعاء، 8 فبراير 2012

سد امام الربيع العربي



المزيد من اراقة الدماء في سورية ,وعقبة الفيتو الروسي الصيني الذي وضع سدا امام سير الربيع العربي . فبالاضافة الى المصالح الروسية والعلاقات الاستراتجية مع سورية ,فهناك عوامل كثيرة ساهمت في اصرار روسيا على موقفها من المحنة السورية .بوتين الذي يدير السياسة الخارجية والداخلية الروسية من وراء الكواليس ,يكتسب المزيد من المؤيدين الذين مع الاسف ينظرون الى المسالة السورية من منظور واحد. الا وهو تحدي امريكا والدول الغربية ,والشعور باهمية الدور الروسي كقوى عظمى ,على حساب دماء السوريين. بوتين سيخوض الانتخابات  في اذار القادم للعودة الى  الكرملين بعد اربع سنوات من الاستراحة .لكن ايضا تسلسل الثورة السورية وخيبة امل الروس وشعورهم بالتهميش في الثورة الليبية مقارنة مع امريكا والقوى الغربية يمثل احد الاسباب المهمة.علينا ان لاننسى ايضا ان من يحكمون روسيا اليوم هم نفسهم   تلاميذ يلتسين الذي وجه  الدبابات الى الدوما الروسية لينهي اعتصامهم ضده . بوتين لن يتورع ان يفعل الشي ذاته ضد مناؤيه .ولن يتقبل من اي قوى خارجية التدخل . اما بالنسبة للصين فهي تخوفها من المد الاسلامي من جهة, ونوعا ما تضامنا مع الموقف الروسي من ناحية اخرى .  في الحقيقة ان الربيع العربي هي ثورات كرامة ,يقوم بها شباب اليوم الذين لايهمهم يمين او يسار السياسة الفكري .انها النهضة من  ارث ذليل ,من الخنوع والقهر والظلم والفساد والتفرد بالحكم وغياب العدالة الاجتماعية .ان ظهور الحركات الدينية على السطح هي في الوقت الحاضر( عدو عدوي) ليس الا مسالة وقت ,حتى لو وصلت تللك القوى الاسلامية الى سدة الحكم كما حصل في دول الربيع العربي لن تتمكن من الاستمرار في الحكم ,مالم تحقق تعطش الشارع للعيش الكريم ,وحقوق المواطنة الحقيقية , والديمقراطية وتداول للسلطة الخ الخ . لذلك سوف تستمر الاحتجاجات في كافة الدول الثائرة , لكن الوتيرة لن تكون  دموية بعد التخلص من الديكتاتوريات الموروثة.  التغيير قادم لامحالة , ففي سورية مهما قتل النظام السوري من مواطنيه لن يستطيع هذا النظام  البقاء , ولن يستطيع وقف عجلة التغييرانها اقوى من القدر نفسه. حتى الانظمة الشمولية الاخرى في العالم العربي ولن اكون مبالغا اذ قلت في العالم لن تكون بمناى عن التغيير...


فرمز حسين
Stockholm 2012-02-08

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق