الجمعة، 17 فبراير 2012

لاتوجد ثورة دون أمل وقلق

          

            بقلم: توماس فريدمان

فرمز حسين          ترجمة:

التأمل في  الصحوة الديمقراطية , في دول مثل ,مصر, سورية, وروسيا ,هي كأن تسافر بسعادة في القلب وغصات وجع في الجسم من القلق. السعادة في أن ترى الناس وهي تنهض متخلصة من خوفها. ليس لايديولوجية معينة,ولكن للسبب الذي هو الأهم من كل شي للإنسانية ,الكرامة  ,العدالة, الحق في صياغة المستقبل.                                                                                               



كنت في موسكو السبت الفائت , حيث المتظاهرون المناوئون لبوتين تجمعوا .  لقد كانت البرودة 30  درجة تحت الصفر.  عندما 120000 شخصا تجمعوا , للدعوة بحقهم في الديمقراطية,  وأنفاسهم كسحاب الدخان في الهواء,   والإحساس بالأصابع تلاشىت من شدة البرد .  شئ كهذا يجب علينا أن  نأخذهم   على محمل الجد.

حلفاء بوتين ظنوا أن حفنة من الناس فقط, سوف تتحدى الصقيع.    لقد اخطاؤا.  انه شئ لايفقهه الذين يسخرون من هذه الحركات .  هذه الحركات الجديدة هي كالزلازل  ,  أو الانفجارات البركانية.  إنها في الحقيقة ظاهرة طبيعية , تخرج إلى السطح من داخل البشر.  الذين ينظمون الحراك , لايجلسون ويحسبون فرص النجاح قبل أن يبداو .  فجأة تجدهم هناك فحسب.

كل من تصور بان اوباما كان يستطيع أن ينقذ مصر الرئيس مبارك سابقا,  فهو مخطأ . مثله مثل الذي يظن بان اوباما وراء المظاهرات المناوئة لبوتين.  نحن نواجه موجة إنسانية عارمة, أصيلة, جديرة بالثقة.

القلق فهو لأننا نعرف بأن الا احتجاجات التي تستمد قوتها من الاما ل القوية في الكرامة, والعدالة, وحق اتخاذ القرار الذاتي. عليهم أي أصحاب هذه الأحاسيس البطولية ,  أن يتسابقوا مع الآخرين ,الأقل نبلا في نبضها, والمسترسلة بعمق مع مصالحها في المجتمعات.



دعنا نأخذ سوريا كنموذج. الكثيرون من السوريين الذين يقودوا الحراك ضد نظام الأسد.  ينتمون إلى طائفة من المسلمين الشيعة تسمى العلويين. يمثلون 10 % من السكان.  يدفعهم بالتأكيد التشوق لرؤية سورية حرة, تعددية,  لكن علينا أن لانخدع أنفسنا, فهناك أيضا قسم أخر مسلمون سنة,  الذين يشكلون الأغلبية. يرون في هذه فرصة لاسقا ط 40 سنة من سطوة الأقلية العلوية.  انه  لمن الصعب جدا أن نعرف وبوضوح أين ينتهي السعي إلى الديمقراطية في سورية,  وأين تبدأ الأخطار الطائفية.



اقرأ بعناية هذا المقطع من مقالة عن نيويورك تايمز | معلمة عمرها 34 سنة تنتمي للطائفة العلوية.  تقول بان حياتها تغيرت على نحو لم تكن تتوقعه نهائيا.  منذ ستة اشهر بدات ترتدي غطاء الرأس عند الخروج مثل النساء السنة , على أمل أن لاتظهر مختلفة عنهم .  زوجها يعمل ضابطا في الجيش.  يمكث معظم وقته في ثكنته.  هي وولديها لم يلتقوا به منذ شهور. منذ بضعة أسابيع جاءها صاحب البيت الذي تستأجره, وهو مسلم سني.  طالبها بإخلاء المنزل, لان ابنه المتزوج حديثا  يريد البيت.

المسلمون السنة باتوا على دراية بما لهم من سلطة .  قبل عام فقط ماكان لأحد أن يصدق بان شيئا كهذا سوف يحدث .     هي ألان ترتب أمور العودة إلى قريتها.|



لأسباب موضوعية فهنا يوجد غيظ مكبوت . عائلة الأسد حكمت سورية كمؤسسة مافياوية علوية منذ 1970.  مثلت أحيانا طرفا بدون متاعب مع إسرائيل والغرب .  لكن أيضا منتجة كبيرة للعنف,  قتلت صحفيين لبنانيين, وسياسيين من الذين تجرؤا على تحدي سورية.     قامت بتسليح حزب الله  . قامت بتهريب المتمردين إلى العراق, خدمت كمنبر تصويب للشعارات الإيرانية الشريرة.  قتلت مواطنيها الذين أرادوا الحرية.  رفضت جميع الإصلاحات السياسية الحقيقية,  ومساعي الإصلاح الاقتصادي.



سورية ليس لها أي مستقبل تحت سطوة الأسد .    لكن كيف ستكون سورية من دون عائلة الأسد؟  هل يستطيع السوريون بطوائفهم المتعددة أن يقودوا ا نفسهم بصيغة ديمقراطية ­ ؟  لااحد يعرف المعارضة منقسمة  إلى فئات طائفية ,  سياسة,  محلية,    و بين أشخاص ضمن وخارج كوكبة السلطة.

علينا دعم هذا الشعب,  بشرط أن يتفقوا على مشروع إصلاحي,  تعددي,  القيادات المعارضة مدينة للشباب السوري الشجاع.  الذين بأيديهم المجردة, حملوا راية النضال ضد النظام.   الفرصة الوحيدة التي تجعل بشار الأسد يقبل الانتقال السلمي للسلطة, هو وضعه في مواجهة معارضة موحدة حقا.  هذا أيضا هو الأمل الوحيد للإصلاحات في سورية.



                               

 


سوف يكون صعبا, لكن ليس هناك ديمقراطية بدون مواطنين, وليس هناك مواطنين بدون الوثوق بأن الجميع سوف يكونوا سواسية أمام القانون.  بغض النظر من يكون في سدة الحكم . وليس هناك مواطنين بدون رؤى مشتركة عن نوعية  المجتمع الذي يحاولون بناؤه.

هذه الثقة موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية. ذلك لأن الدولة تأسست على فكر مشترك ,أقنعت الناس .الحدود جاء بعد ذلك.

في معظم الدول العربية يأتي الحدود أولا. مرسوما من قبل قوى أجنبية.  والآن يقبع الناس محصورون بداخلها  محاولين إيجاد أفكار مشتركة للعيش عليها  ومعا يهنئون  كمواطنين متساويين .



في العراق نرى كم هي صعبة  الفجوة بين السنة والشيعة مازالت عميقة جدا . لكن أيضا نرى أن ذلك ليس مستحيلا.



الأمريكيون ينسون غالبا أن الولايات المتحدة  غير مألوفة كمجتمع تعددي.  لقد انتخبوا رجلا أسودا, ممن كان جده مسلما, كرئيس لهم, في مرحلة الأزمة الاقتصادية العميقة. والآن يفكرون في تبديله بأخر مورمون * لايوجد هناك الكثيرون ممن يتصرفون على هذا الشكل.   وعلى وجه الخصوص ليس في الشرق الأوسط.

مع ذلك نشاهد الكثيرين متشوقين لكي يصبحوا مواطنين.  ليس الجميع ولكن الكثيرين

.

إذا كان سكان هذه المنطقة لديهم بعض الأمل في مستقبل مستقر فعلينا أن نراهن عليهم.

                                                                                                                                                                                                        


 




            كاتب المقالة  توماس فريدمان


                                          

                صحافي وكاتب أمريكي كتب العديد من الكتب الأكثر بيعا   
                                                                      
 عن السويدية من صحيفة داغنز نيهيتر 2012-02-13فرمز حسين    ستوكهولم    ترجمة:





مورمون* طائفة دينية امريكية , أباحت تعدد الزوجات فترة ثم حظرته.

 أنشاها جوزيف سميث عام  م  1830

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق