الجمعة، 24 فبراير 2012



التهديد والوعيد في الغرب لايردع الأسد

الأخبار الأكثر تاثيرا على  على الجماهير ,هي الأنباء التي تأتي من أماكن ,هناك أناس تستطيع أن تقارنهم بنفسك .ويسمى مبدأ القرب من الحدث. تسونا مي  الذي ضرب  جنوب شرق آسية عام 2004 , لما اخذ ذلك الحيز الضخم في الاعلام السويدي, لولا وجود أكثر من 500 مواطنا سويديا هناك من بين الضحايا. منذ أن تم القبض على يوهان برسون ومارتين شيبي الصحافيين السويديين في أثيوبية مثلا , تضاعفت التقارير الإخبارية في الصحف السويدية عن العنف  والأساليب القسرية التي تمارس  في محافظة اوغادن.

عندما  قتل الصحافية الأمريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك  نتيجة القصف على مدينة حمص, أحدث ذلك استقطابا اعلاميا وتسليطا للاضواء في يوم واحد , أقوى مما فعله مقتل أكثر من 600 انسان مدني سوري, خلال مايقارب ثلاثة أسابيع من قصف وحصارللمدينة.
هذا  ربما يبدوا ليس بالانصاف في نقل الأحداث . بالطبع دون الانتقاص من الشجاعة والمهنية العالية التي اتسمت بها الصحافية
كولفين أو المصور أوشليك
المقابلة الأخيرة أجرتها  BBC  مع كولفين أذيعت مع مقاطع مصورة .أظهرت مدنيين مصابين في باب عمرو , مدينة حمص. كانوا يتلقون العلاج في عيادة ميدانية التي هم عبارة عن شقق تم تحويلهم الى عيادات , لاستقبال الجرحى .
ماري كولفين تتساءل: كيف يسمح العالم الخارجي بهذا الشئ الذي يحدث هنا ؟ ألم نأخذ العبرة من  سريبنيتسا ؟ وتذكرنا ماري
بالمجازر التي حصلت في البوسنة 1995 ,عندما قتل صرب البوسنة أكثر من 8000  شخصا من الرجال والصبيان ,بدون أن تتدخل قوات الأمم المتحدة ,التي كانت موجودة على الأرض هناك.
المجازر في سريبنتسا أدت إلى تدخل قوات الناتو وأوقفت استمرار القتل وأجبرت الأطراف المتناحرة إلى طاولة المفاوضات.
هل يصبح مقتل كولفين و اوشليك جرس الإنذار, الذي يحرك العالم الخارجي, للتدخل بوقف المجازر في سورية , ومنع خطر الحرب الأهلية المحدق بالسوريين.

الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوسي اعتبر الهجوم على الصحافيين  عملية اغتيال. وطلب تنحي الرئيس السوري عن السلطة.
وزير الخارجية البريطاني دعا حكومات العالم إلى بذل أضعافا مضاعفة من الجهود لوقف نظام الأسد.
لكن مساعي ومحاولات الغرب ونداءتها, لم تلقى أذانا صاغية عند روسيا أو الصين ,البلدين اللذين ألقيا الفيتو في مجلس الأمن . بذلك أوقفوا إمكانية القيام بأي اجراء أممي مشترك ,لوقف نزيف الدم نتيجة العنف المفرط من  النظام السوري.

اذا أردنا أن نسمع كلمة مواساة لطيفة من روسيا والصين , بحق كولفين أو أوشليك علينا أن ننتظر  طويلا وبدون جدوى.حكام الصين وروسيا لم يكونوا في يوم من الأيام من عشاق الصحافيين المستقلين الشجعان.
أن تقوم الولايات  المتحدة على الرغم من معارضة الروس  , بعمل عسكري دولي على سوريا,مثل البوسنة 1995 , وكوسوفو 1999 وليبيا 2011 . من الصعب توقع ذلك. واشنطن لديها الكثير من الارهاصات.  فهي منهمكة باعادة ترتيب امورها , بعد العراق وافغانستان ووالتي مازالت تعاني من أثار تدخلها العسكري فيهما ,
والتي كبدت الخزانة الامريكية خسائر جسيمة ودون فوائد مرجوة.
كما ان التدخل في ليبيا لايعد من النجاحات  أيضا ,نظرا لما حقق الإسلاميين من تقدم ساحق في المنطقة.
يضاف إلى هذا , التوتر الخطير القائم بين إيران وإسرائيل . التي أصبحت الولايات المتحدة من دون  مشيئتها في الواقع
مندرجة في نزاع إقليمي قد يتفجر بقوة.

كاتب المقالة ايريك اولسون
صحافي سويدي في جريدة داغنز نيهيتر
صحيفة داغنزنيهيترالسويدية اليومية 2012-02-23

ترجمة: فرمز حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق