لعبة الشطرنج بين إيران والغرب
النظام الايراني يستفيد من أخطاء العالم الغربي,, هذا ما يقوله المعارض الايراني شهريار اّحي
فرمز حسين
يقول المعارض الإيراني شهريار اّحي لصحيفة
داغنزنيهيتر أكبر صحيفة صباحية سويدية
خلال مقابلة أجراها الصحفي ناتان شاخار, بأن العالم الغربي يرتكب
خطأ تاريخيا حول المسألة الإيرانية.
الشطرنج لعبة إيرانية قديمة, والنظام الإيراني
يحرك بيادقه فيها بذكاء خارق, بينما العالم الغربي يرتكب كافة الأخطاء المحتملة.
نهاية
اللعبة ونتيجتها تهمنا جميعا وفي اليوم الذي تتوصل فيه إيران إلى تملك السلاح النووي
سوف نستيقظ جميعا على واقع جديد.
شهريار اّحي معارض إيراني ولد في طهران ودرس في الولايات
المتحدة حصل على درجة الدكتوراه 1976 فيما بعد عمل باحثا في الاقتصاد بجامعة هارفارد
متخصص بنظرية الأسعار في قطاع النفط. اّحي
ساعد الحكومة البلطيقية في تكوين المؤسسات الديمقراطية كما أنه عمل في لندن من
خلال إدارة الأبحاث حول مشاكل دول الخليج الإستراتيجية. كما عمل على تطوير( ا–غ-
ي) واحدة من أكبر الشركات الإعلامية في العالم الإسلامي. اّحي يسكن في ستادفورد في
الولايات المتحدة, يزور ستوكهولم بشكل منتظم حيث تقيم زوجته السويدية وأبنته وأبناءه
الثلاثة. كثيرون من قادة العالم ودبلوماسييها
يثقون بتحليلاته, ومصادره الفريدة من داخل إيران, التقت الصحيفة به في ستوكهولم.
يقول اّحي: قليلون في الغرب يعرفون مدى الارتباط الوثيق بين مسألة برنامج السلاح
النووي وتأثيرها في حسابات النظام السياسي
الإيراني الداخلي.
التوصل إلى حل سلمي سوف يقود إيران إلى تطبيع
العلاقات مع العالم الخارجي ,و سوف يؤدي لانفتاح
واسع والى قواعد جديدة في اللعبة السياسة الداخلية, أركان النظام, الملا لي, الحرس
الثوري سوف يخسرون عند التوصل الى حل من هذا النوع.
لذلك قام النظام الإيراني بإفشال المفاوضات
التي كان يقودها أحمدي نجاد وكانت على وشك الوصول إلى حل في صيف عام 2009.
وإجابة عن سؤال فيما إذا كان النظام الإيراني
يدرك بأن السيرعلى هذا النهج سوف يؤدي إلى
سعي كل الدول في منطقة الشرق الأوسط للحصول
على السلاح النووي؟
نعم يقول اّحي إن هذا ما يريده النظام! في الولايات المتحدة هناك مع الأسف الكثيرون يتخيلون أن بإمكانهم السيطرة على إيران نووية
بنفس الدرجة التي كانوا يسيطرون على الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.
لكن حينها كان التوازن الإرهابي يخدم الأغراض
الغربية, كما أن المعسكر الشرقي كان يتمتع بالتفوق الكبير من ناحية الأسلحة
التقليدية.
الآن على العكس إيران في وضع غير متفوق
عسكريا , قوتها العسكرية ستكون لحرب غير متوازنة, إرهاب, صواريخ ضد أهداف مدنية, عمليات استخباراتية
سرية تنفذ برعاية لاعبين آخرين.
عندما تتحول الشرق الأوسط إلى منطقة سلاح نووية شاملة, حينها
سوف يصبح أكثر صعوبة من يومنا هذا, تخويف أو ردع إيران من القيام بأعمال من شأنها تهديد
الاستقرار في البلدان الأخرى.
على الغرب العمل في التأثير على العمود
الفقري للنظام , الحرس الثوري يقول اّحي, الحرس الثوري هو مفتاح الاستمرارية.
يتألف الحرس من ثلاثة مجموعات مختلفة كل الاختلاف,
نعم ثلاثة ثقافات, المجموعة التي نتحدث بكثرة عنهم في الغرب هم مرتكبي أعمال
العنف, القتلة, الجلادين (المشرفين على التعذيب) والذين يتم إطلاق العنان لهم في قمع
المتظاهرين المدنيين السلميين.
لكن المجموعتان اللتان تعدان أكثر أهمية في
الحرس الثوري هما القادة العسكريين وأصحاب الشركات. القادة الكبار في الحرس هم من
خاضوا الحرب العراقية وينظرون إلى العالم بأعين الضباط العسكريين, هم قوميين
وميالين للانضباط. الكثيرون منهم أناس يتصفون بالاستقامة ويحتقرون هؤلاء الذين
يقدمون على أعمال العنف وأصحاب الشركات ويشعرون بقلق عميق على المستقبل.
أصحاب الشركات التابعة للحرس يشكلون نقطة
التأثر بالحصار, يقول اّحي ويمكن ضرب إسفين من خلالهم في قلب النظام مباشرة, حيث
مصالحهم التي لا تحصى , ابتداءا من التهريب ووصولا الى العقود الحكومية الدسمة,
تشكل جزءا كبيرا من الاقتصاد الإيراني. لديهم عقلية البازار(البيع والشراء ) ولا
يفكرون بذهنية وطنية أو دينية. الربح وتوزيع الحصص يشكلان الأساس الذي يأخذون
بموجبهما قراراتهم, وهذا ما يجعلهم عرضة للتأثير. وهنا يقصد اّحي بأن على العالم
أن يفرض نوع العقوبات الذي تتناسب مع الواقع الإيراني. الولايات المتحدة عملت
دراسات عن أوضاع قيادات رجال الحرس الاقتصادية
بأدق تفاصيلها.
دعنا نقول فرضا بأن واحدا منهم يدير مصنعا
يعمل فيه 5000 ألاف موظف وفجأة لا يستطيع
الحصول على بعض المواد الأولية المهمة لتشغيل مصنعه, لأن الولايات المتحدة قد منعت
عنه اعتماده أو ائتمانه في بانكوك. العاملون الخمسة ألاف وشبكات الموزعين هم أساس
قوته, كل ما لديه.
لكن هو لا يستطيع إيقاف البرنامج النووي؟
لا يقول اّحي, ولكن بإمكانه إخراج شخصية
سياسية معارضة, رجلا كان أو امرأة من السجن.عندها سيعرف الإيرانيون بأن العقوبات
ليست موجهة إليهم كشعب والى قوتهم اليومي بل موجهة إلى النظام.
الاثنين معا أصحاب الشركات والعسكريين من
الحرس قلقين بشكل عميق. فهم ليسوا متعاقدين على أساس السيناريو الذي يأخذ طريقه الآن:
إيران ضد بقية العالم. كثيرون منهم لديهم عقود سرية مع قوى أجنبية, فبل كل شيء مع
الروس. هذا الأمر يقلق القيادة بشكل كبير, وأية الله خامنئي يحشر رجالاته في الحرس
الثوري بالمقام الأول . الحرس الثوري يجب أن لا يتحول على الإطلاق إلى
قوة فاعلة بحد ذاتها, مثل الجيش الباكستاني أو التركي. الحكم للخامنيئ.
ما مدى أهمية ما يجري في سورية؟ يجيب اّحي بأنها:
مهمة جدا بالنسبة للنظام, من الناحية العملية
وعلاقاتها مع حزب الله والوحدات العاملة الأخرى من جهة.
كما أن سورية هي بوابة الشرق الى فلسطين, غزة
وفي المناطق الأخرى التي للنظام الإيراني يد فيها من جهة ثانية. إيران منذ أيام
الخميني تسعى للسيطرة على العالم الإسلامي,
بدون وجود سورية كحليف وكقاعدة عليها أن تعيد حساباتها كلها من جديد ومن حيث بدأت.
الرئيس أحمدي نجاد خسر كثيرا في
الانتخابات البرلمانية الإيرانية هل هو خارج الحسابات الآن كلاعب ؟
يجيب اّحي بأنه:
واهن
,ذليل وهش, لكنه لا يزال رئيس دولة يعمل فيها 2,3 مليون من العاملين, لا تضعه خارج
الحسابات. سلاحه الحقيقي هي الآلاف من الوثائق التي صورها من أرشيف الاستخبارات.انه
يجلس على أسرار قيمة تخص جميع الذين في الدائرة القيادية تقريبا.
ستوكهولم 2012
-05-14
عن صحيفة داغنز
نيهيتر
العدد الصادر
في13-05-2012
اعداد
تقديم وترجمة الاقتباس: فرمز حسين
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter@farmazhussein
تنويه
المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب. المترجم
المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب. المترجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق