الثلاثاء، 29 مايو 2012


المجلس الوطني الكردي السوري
بين الواقع والرؤى



اليوم وبعد ما يزيد على أربعة عشر شهرا على انطلاقة الانتفاضة المجيدة  للشعب السوري والتحول الدامي في مجريات الأحداث في داخل الوطن  وللعمل على مواكبة الأحداث والتطورات في السياق النضالي للثورة السورية  تتخذ الأحزاب والقوى السياسية الكردية التي طالما نعتت بالتجزؤ والتشتت والاختلاف  والتي  كانت أهم أسباب ضعفها وعدم قدرتها في التأثير على القرار السياسي الذي من شأنه توحيد الشارع  الكردي, وحدة القرار السياسي التي الشعب بأمس الحاجة إليها في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد.

بعد التشتت والشرذمة في الصف السياسي الكردي يبدو في الأفق بوادر الأمل داخلة إلى صفوف القوى السياسية الكردية السورية ذلك من خلال انضواء معظم الأحزاب السياسية تحت مظلة المجلس الوطني الكردي السوري.

 النضج  الفكري لدى الأحزاب الكردية السورية كان موجودا في السابق على الأقل بالمعايير السورية  لكنهم كانوا يفتقرون إلى النضج العملي أي تطبيق المبادئ النظرية على أرض الواقع وتجاوز الخلافات الحزبية الضيقة.

العوامل التي ساهمت على نضج الحراك الكردي العملي وتقاربها عديدة أهمها:

 الانتفاضة الشعبية السورية وانخراط القوى الشبابية الكردية في الحراك في المناطق الكردية وفي المناطق الأخرى من البلاد التي فيها تواجد كردي كثيف مثل دمشق حي الأكراد وكذلك في حلب وغيرها من المدن السورية.

وحشية النظام البعثي في مواجهة قوى التغيير واللجوء إلى الحل الأمني بل إلى القتل والتصفيات الجسدية حتى من قادة الأكراد الشهيد البطل مشعل التمو أكبر مثال.

المعارضة السورية السياسية الهشة ومحاولاتها الحثيثة على تهميش القضية الكردية وتأثرها بأجندات لا تخدم قضية الشعب السوري بمختلف مكوناته فالهدف من الثورة ليس تبديل سلطة مستبدة بأخرى على الأقل من وجهة نظر كردية.

تكريسا لنهج توحيد القوى ورص الصف الكردي يسعى المجلس الوطني إلى إنشاء فروع له في أوروبا والعالم بحيث يضم في صفوفه كرد الشتات من مختلف الأحزاب الكردية ومن الشخصيات المستقلة. هذا العمل يدخل في إطار الاستمرار في النهج السياسي التوحيدي ولكي يشكل بالتالي زخما يرفد الانتفاضة المجيدة لشعبنا السوري العظيم في الداخل السوري بكافة مكوناته.

لم شمل كرد الشتات والسعي إلى توحيد الطاقات الهائلة التي يتمتع بها أبناء وبنات شعبنا سوف يشكل نواة لإنشاء مجالس الضغط الكردي (اللوبي الكردي) الذي يعد ضرورة لشعب يعاني ظروف الظلم والاضطهاد  مثل شعبنا الكردي الآن وعلى المدى الطويل أيضا.

لقد تم القيام بخطوة التأسيس هذه في بعض الدول الأوروبية.

ضمن هذا السياق أيضا تم عقد اجتماع في السويد بمدينة فيستروس يوم الأحد 12 20-05-21 و بحضور ممثلين عن الأحزاب الكردية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي وشخصيات مستقلة وتم اختيار لجنة متابعة مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر ضمت إحدى عشر عضوا ,  ستة أعضاء من المستقلين وخمسة أعضاء من الأحزاب السياسية.

جدير بالذكر بأن النقاشات تركزت على مواضيع عديدة من بينها وجود جمعية ثقافية, اجتماعية باسم المجلس الكردي السوري في السويد وإشكالات التسمية ومواضيع عديدة معظمها حول الغاية والأهداف المرجوة  من وراء تأسيس تمثيليات المجلس الوطني الكردي في الخارج.

اللجنة المؤقتة سوف تقوم بالنشاطات التي من شأنها التعريف بالمهام والأهداف المنوطة  بالمجلس الوطني الكردي في الخارج  وكذلك القيام بالأعمال التحضيرية  والتي ستفضي لاجتماع موسع خلال مدة ثلاثة أشهر وذلك لانتخاب لجنة دائمة لكي تأخذ موقعها في الحراك السياسي وتوضع نفسها في خدمة الوطن.

اللجنة المتابعة في المجلس الوطني الكردي السوري في السويد 2012-05-25




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق