خمسة أسباب لاستمرار العنف في سورية
حسب صحيفة داغنز نيهيتر السويدية
أعداد القتلى في ازدياد يوما بعد يوم, خطة
السلام تهشمت وردود الفعل قوية بعد المجازر الأخيرة في سورية .مراسل صحيفة د.ن
يشرح لنا سبب قدرة العنف على الاستمرار:
فرمز حسين
يقول الصحفي ناتان شاخار في صحيفة داغنز
نيهيتر أكبر الصحف الصباحية السويدية بأن هناك خمسة أسباب لاستمرار العنف في سورية
.
فيما
يلي مقتطفات من تلك الأسباب الخمسة حسب المراسل:
1-غياب التركيز في الأمم المتحدة: العديد من الدول الرئيسة في الغرب منها فرنسا والولايات المتحدة منهمكة في الانتخابات, والأزمات الاقتصادية.
أغلب التدخلات العسكرية والدبلوماسية تحدث عادة في فترات الرخاء الاقتصادي حيث الزعماء
الديمقراطيين يتمتعون بدعم شعبي والثقة بالنفس في الاستثمار بقضايا أخرى غير فرص
العمل وتأمين القوت اليومي.
كذلك من الأهمية بمكان الصد الروسي ,الصيني
لقرارات مجلس الأمن وإجراءاتها . تدخل عسكري من الناتو مثلا سوف يكون محفوفا بالمخاطر
أكثر مما كان عليه في ليبيا, هناك استخدمت قوات الناتو سلاح الجو مثل المدفعية في
قصف الأماكن التي كانوا يريدونها. سوريا
لديها سلاح جو أقوى بكثير وهي مجهّزة لتتصدى الهجوم الإسرائيلي, كذلك هناك وجود
كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا.
2-الدور الروسي: دون الدعم الروسي الإيراني والصيني لكانت
حكومة الأسد قد استسلمت منذ زمن بعيد. الدعم الروسي يشتمل على السلاح وعن طريق
الديون, قبل كل شيء الذخيرة الباهظة الثمن للمدافع والدبابات والآليات التي تقصف
المناطق المأهولة بالسكان في المدن السنية. كذلك الدعم الروسي في المحافل الدولية
حيث تقوم بإخفاق كل المبادرات الموجهة ضد بشار الأسد بأي ثمن, لكي لا تتحول تلك إلى
عادة التدخل في شؤون الدول الأخرى لأسباب إنسانية. بالإضافة إلى ذلك فان بقاء الأسد
في السلطة له أهمية إستراتيجية لروسيا التي تبني قاعدة بحرية ضخمة في طرطوس على
البحر الأبيض المتوسط. الروس يعرفون بان سورية ما بعد الأسد سوف يسيطر عليها إما إيران
أو تركيا أو الغرب وليست روسيا.
3-المقاطعة الاقتصادية ليست كافية: على الرغم من أن الحصار الاقتصادي قد أثّر
بشكل قوي على سورية والوضع اليومي الصعب يساهم في تآكل بنية النظام لكن المقاطعة لا
تبدو حتى الآن بمستوى الضغط الكافي عليها.
الوقوف في طوابير لشراء الخبز والغاز والمحروقات, السوق السوداء, انهيار العملة والمضايقات
الأخرى حولت أوضاع العائلات المعيشية إلى معادلة صعبة.
الحصار جعل الوضع أصعب على سورية للتمكن من تصدير
نفطها على الرغم من تهريب كميات كبيرة من خلال إيران وروسيا.
سوريا لا تمتلك طاقة التكرير الكافية لتنقية إنتاجها
النفطي المحلي لذلك فقد تعرضت لحاجة اضطرارية ماسة للغاز المنزلي والمازوت. العبء الأصعب ليس في الحصار بل في العزلة من الاقتصاد
العالمي حين انتهت السياحة وشحّت
الاستثمارات.
4-الانقسامات داخل البلاد: الحكومة مازالت الأقوى قياسا بقوة النار,
الكثيرون من الذين يكرهون الرئيس والحاشية المقربة منه مازالوا على الرغم من ذلك يريدون
بقاءه وذلك خشية من الاقتتال الطائفي.
لكن
هناك حسابات الكيل جارية داخل كل سوري, حيث يقوم بمقارنة السلبيات والايجابيات والأخطار
و في كل يوم يعيد الحسابات من جديد بين السلبيات والايجابيات في كل جانب من جوانبها, الكثيرون من سكان المدن الكبرى الجالسون على
السياج وكانوا من المنتظرين انضموا في الأسابيع الأخيرة إلى المنتفضين في الشارع
ضد الأسد, لكن القليل من هؤلاء الباقين يتوقع أن يغيروا وجهتهم إلى الجهة الأخرى
المعاكسة أي إلى الموالاة للنظام.
النظام يريد أن يضم إليه أكبر عدد ممكن من
جماعته , الشبيحة دوريات الموت من التبعية العلوية التي ترسل إلى المناطق السكنية المنتفضة
بعد قصفها لنشر الرعب, تحفر قبرا لهيئة
النظام الذي يريد أن يظهر نفسه به وذلك
كضامن للاستقرار.
5- دولتين جارتين كل من طرفها:
إيران وتركية الاثنتان تريدان الظهور بدور القوة
الإقليمية العظمى وهما منخرطتان في النزاع منذ زمن طويل:
تركية منحازة إلى جانب المعارضة, إيران إلى
جانب النظام.
الشركات التركية رصدت المليارات في الاستثمارات
داخل سورية قبل بدء الانتفاضة, والنظام في تركيا يأوي كلا من اللاجئين السوريين و
رجال المقاومة.
إيران
وخلال العقود الأخيرة استثمرت الكثير على النظام السوري , وتدعمها الآن ماديا ومن
خلال تقديم الخبرات العسكرية. سورية لا تعد فقط حليفة بالنسبة لإيران, بل حلقة
الوصل مع حركة حزب الله اللبنانية صنيعة الجمهورية الإسلامية الأكثر نجاحا خارج إيران.
تدخل
إيراني مفتوح بشكل أكثر مما هو عليه الآن سوف يواجه بردة فعل عسكرية تركية.
عن صحيفة داغنز نيهيتر السويدية في عددها
الصادر بتاريخ
2012-05-29
فرمز حسين
2012-05-23 ستوكهولم
مترجم وكاتب سوري
مقيم في ستوكهولم
Stockholm-sham.blogspot.com
Twitter@farmazhussein
تنويه
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب . المترجم
.المقالة المترجمة تعبر حصرا عن ايدولوجية كاتبها فحسب . المترجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق