إسلاميون ضد الأسد
المتطرفون الأجانب خطر على الثورة السورية
زعيم القاعدة ناشد المسلمين الالتحاق بالثورة
السورية ومحاربة نظام الأسد. لكن الجهاديين من الدول المجاورة ربما الآن هم في داخل
سورية. التحقوا بالمعارضة المسلحة والمتمثلة بالجيش السوري الحر . وجودهم قد يعصف
بالثورة السورية ويكون المتسبب في موتها.
الرسالة كانت واضحة: على كل مسلم أن يدعم الثورة ضد الحكومة السورية
بكل ماأوتي من إمكانيات : بنفسه, بماله, بفكره,بمعلوماته. زعيم تنظيم شبكة القاعدة
الإرهابية أيمن الظواهري , دعا مريديه إلى حمل السلاح والتوجه إلى سورية في رسالة موجهة
عبر شريط مرئي (فيديو) استغرقت ثمانية دقائق وزعت نهاية الأسبوع الفائت على مواقع
المتطرفين. الثورة على نظام دمشق المعادي للإسلام هو واجب ديني, قال الظواهري.
في معركتهم ضد نظام بشار الأسد الذي هو
بمثابة المرض الخبيث, على الإخوة في الإيمان
توحيد إرادتهم للقيام بالتضحيات وأخص بالذكر زعيم القاعدة في خطابه المسلمين السنة في كل من لبنان, تركية,
الأردن, العراق, لكي يهبوا لمساعدة المعارضة في البلد الجار.
الدعوة النارية للجهاد من الظواهري , الذي
خلف بن لادن في قمة هيكلية تنظيم القاعدة, عزز التكهنات الجارية عن وجود مسلحين أجانب
أو حتى مقاتلي القاعدة في سورية.
النظام في دمشق ادعى منذ بداية الأزمة وخلال إحدى
عشر شهرا بأن جماعات مسلحة خارجية إرهابية هم وراء التمرد في البلاد.
المجلس الوطني السوري وهي تضم
تحالفات المعارضة السياسية, والجيش السوري الحر الذي تعتبر المظلة التي
ينضوي تحتها المقاومة المسلحة رفضوا وبازدراء هذا الادعاء.و ويؤكدون بان المقاومة المسلحة هي من المواطنين الشرفاء
السوريين الذين يقاتلون من اجل الحرية والديمقراطية.
المئات من المقاتلين الأجانب
بغض النظر عن الاعتراضات الصادرة عن المعارضة,
هناك شائعات عن انتشار للمجاهدين الأجانب في سورية. احد المصادر من بيروت, ممن كانوا
في مشارف مدينة حمص خلال الأسابيع الماضية, مع الجيش السوري الحر, أكد من خلال
تقاريره مشاهدته للمئات من المقاتلين الأجانب.الذي وضعوا أنفسهم تحت تصرف الجيش
السوري الحر, الذي هو بشكل كبير مكون من المنشقين عن الجيش الحكومي السوري.
المتطوعين هم من السنة القادمون من لبنان والعراق وجزء يسير من السعودية قال
المصدر.
بعض المراقبين يعتبرون الانفجاران اللذان وقعا
في حلب, تعد دليلا على وجود جهات متطرفة إرهابية
تقوم بعمليات في البلاد. ثمانية وعشرون شخصا قتلوا في الهجمتين اللتين استهدفتا
مبنى الاستخبارات العسكرية وبناء مقر الشرطة. الإعلام الأمريكي في أخبارها خلال
عطلة الأسبوع الفائت توقعت بأن تكون شبكة القاعدة هي من تقف وراء الهجوم.
موقع ماكلاتشي الإخباري, يشير إلى أن العديد
من المسئولين في الحكومة الامريكية يعتقدون
بأن خلايا
القاعدة من تنظيم العراق ,هم وراء هجمات السيارات المفخخة . وكذلك التفجيرين الانتحاريين
الذين وقعا في 23 كانون الأول وكذلك 6 كانون الثاني في دمشق. راح ضحيتها بحدود السبعين قتيلا . هي أيضا تحمل
بصمات خلايا من القاعدة العراقية.
القاعدة تعاني من مشاكل في العلاقات العامة
الخبراء يعتقدون بأنه من المعقول جدا أن تتدخل
القاعدة في سورية . القاعدة تعاني من مشاكل في علاقاتها العامة والتعبئة. الانخراط في الأزمة قد يكون
في مصلحتها ومفيدا لها. يقول ولفغانغ موهيبلبغر
من أكاديمية الدفاع الوطني .
من خلال نشاطهم واختراقهم الثورة هناك, يستطيعون
أن يعيدوا لأنفسهم بعض الجاذبية لاستقطاب جماعات معينة إلى صفوفها.
لكن علينا
توخي الحذر يقول, ليس كل الجهاديين هم جزء من القاعدة . ما يتعلق بقضية حلب
لم يعلن أحدا مسؤوليته عن الانفجارين . القاعدة عادة تعلن عن مسؤوليتها أيضا عندما تنفذ مثل هذه الهجمات.
نائب وزير الداخلية العراقي عدنان السعدي ,أكد
مؤخرا بوجود تهريب الأسلحة من العراق إلى
سورية.
الأسلحة تأخذ من الموصل وتعبر إلى سورية عن
طريق ربيعة, ذلك لان أواصر القربى تجمع
بين
الأهالي على طرفي الحدود.
تهريب الأسلحة قد تزايد وأدى إلى ارتفاع أسعارها
بشكل كبير . سعر بندقية الكلاشينكوف كان يتراوح بين 100-200 $ الآن من 1000$-1500$ قال السعدي لوكالة الأنباء
الفرنسية.
الآن لو اتضح بشكل موثوق خلال الأسابيع
المقبلة, بأن مقاتلين أجانب يشاركون في الثورة السورية,
أو يحتكرونها, سوف يكون لذلك مفعول كوارثي
على المعارضة الحقيقية في البلاد. المعارضة التي وضعت كل أمالها على الدعم
والتعاطف الخارجي , وعلى الضغط الدبلوماسي الذي يمارسه المجتمع الدولي على النظام,
وكذلك على المساعدات المادية, وربما تشمل أيضا نقل السلاح التي بعض العرب الداعمين
للثورة قد يساعدوا في ذلك.
لكن فيما إذا تحول الشك إلى يقين, بأن الثورة
السورية, قد انخرطت بين صفوفها متطرفين إرهابيين
خارجين عن السيطرة, فان إرادة ورغبة العالم الخارجي في تقديم المساعدة سوف تنخفض
بشكل مثيرا جدا.
المتطوعون من البلدان الأخرى سوف يشكلون ولو
عن غير قصد, العامل المؤدي إلى موت الثورة السورية.
كاتبة المقالة: اولريكا بوتس
عن شبيغل ونلاين الألمانية, النسخة
الانكليزية 2012-02-15
ترجمة فرمز حسين
ستوكهولم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق