الخميس، 1 مارس 2012

كيف يمكن وقف المذابح في سورية


                                                                                                           

                                                          




كيف يمكن وقف المذابح في سورية
                                                                  

  كاتبة المقالة: آن ماري  سلا وتر


جامعة برن ستون

ترجمة: فرمز حسين

التدخل العسكري في سورية يشكل أفضل الاّمال المرجوة، لتجنيب البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية ،دموية، طويلة  و مزعزعة للاستقرار.

القول المتردد على ألسنة جميع الذين يقفون ضد التدخل العسكري، هو أن سورية ليست ليبيا.

في واقع الأمر سورية فعلا ليست ليبيا . سورية تتمتع بموقع أكثر إستراتيجية عن ليبيا بكثير. حربا أهلية طويلة الأمد سيكون له مخاطر جسيمة على مصالحنا، أكبر بكثير عما كان عليه في ليبيا.

أمريكا تملك الإمكانيات القوية في مساعدة جيران سورية، لكي يقوموا بوقف القتل .

ببساطة إذا بدأنا بتسليح المعارضة، هذا بالطبع هو أسهل الخيارات من نواحي عديدة.
ذلك سوف يوصلنا إلى السيناريو، الذي يتخوف العالم من وقوعه أكثر من أي شي أخر،
وهو الحرب الأهلية الذي سوف ينتشر على أسس مذهبية في كل من لبنان، تركية، الأردن والعراق. ويقسم سورية نفسها إلى جبهات طائفية مختلفة . يمكن أيضا أن يسمح للقاعدة وجماعات إرهابية أخرى أن تكسب موطئ قدم في سورية.

يوجد خيار واحد: أصدقاء سورية، مجموعة التواصل المؤلفة من الدول العربية والغربية ، الذين اجتمعوا في تونس مؤخرا.
عليهم أن يقيموا مناطق عازلة،  وأن يتغاضوا عن انتماءاتهم الا ثنية، العقائدية أو التحالفات السياسية.
الجيش السوري الحر، المتنامي من خلال الانشقاقات عن الجيش الحكومي، هم الذين سيقيمون هذه المناطق العازلة،

على الحدود مع تركية، لبنان والأردن. كل منطقة من هذه المناطق يجب أن تقام في أقرب نقطة حدودية ممكنة .
لكي يسمح بإقامة ممرات إنسانية قصيرة للصليب الأحمر، وبقية المجموعات ، لكي يؤمنوا الغذاء ، الماء، الدواء
ولكي ينقلوا الجرحى المصابين إلى الخارج.
 يجب أن يشرف على إدارة الممرات لجان مدنية
لإقامة مثل هذه الممرات يتطلب مشاركة دول مثل تركية ، قطر ، السعودية والأردن، للقيام بتسليح المعارضة  بمضادات
الدبابات، وأسلحة لردع القناصة وأخرى مضادة للطيران.
قوات خاصة من بلدان مثل : قطر، تركية،  ومن الممكن أيضا بريطانيا وفرنسا يستطيعون تقديم الإرشادات التكتيكية
والإستراتيجية لقوات الجيش السوري الحر. وجعلهم في وضعية ملائمة من الناحية اللوجستية والسياسية.
هذه القوات الخاصة، سوف تساهم على عملية تدفق المعلومات، عن تحركات الجيش السوري الحكومي،
وعن خطوط اتصالاتها.
بذلك يسمح لقوات جيش المعارضة ، بحماية مراكز التجمع الأهلية وتخليصهم من القناصة.
عندما تتعرض القوات الحكومية ولو لمرة واحدة، للقتل ، للأسر أو السماح لهم بالانشقاق والانضمام إلى المعارضة,
بدون عمليات انتقامية منهم . سوف يساهم ذلك في زيادة الانشقاقات. عندها يجب أن ينصبّ الاهتمام ، على حماية المنطقة العازلة والسعي إلى التوسع برقعتها.

الخطوة التالية: هذه يجب أن تتركز على الاستخبارات عن القوات الجوية، الدبابات، مواقع بطاريات المدفعية، وخطوط الاتصالات في مابين القوات الحكومية السورية.

الهدف هو إضعاف وعزل الوحدات العسكرية الحكومية، المكلفة بمهاجمة مدن محددة. هذا سوف يفضي إلى تمكين قوات
المعارضة من المفاوضات المباشرة مع ضباط الجيش أنفسهم، على أرض الواقع وفي كل ممر, والتي سوف تتوسع فيما بعد إلى مناطق ، وأخيراعلى مستوى البلد عامة.
الشرط الأساسي هو أن تكون هذه المساعدات ، من داخل ومن خارج سورية تستعمل للغرض الدفاعي. فقط لوقف الهجوم من قبل
الجيش السوري الحكومي , ولتنظيف المناطق الآمنة منهم.
عادة  يكون القيام بتدخل محدود صعبا، لكن بالمساعدة الدولية سوف يكون ذلك مجديا، إذا قام الجيش السوري الحر بالهجوم،
الأولوية القصوى يجب أن تكون لحماية المناطق الآمنة، وتقديم المساعدات الإنسانية. يجب أن لا يكون هناك تسامح مع أية أعمال انتقامية.
الرئيس بشار الأسد يعتمد بشكل كبير، ومتزايد على العصابات المدعومة من الحكومة، وعلى قصف المدن بالمدفعية عوضا عن دخولها بقوات المشاة. السبب بكل تأكيد هو أنّه يفكر في ولاء الجند ،إذا أصدر إليهم الأوامر بإطلاق النار على أهالي مدنهم ،عندما يصبحون في مرمى بنادقهم.
إذا دخلت القوات الحكومية إلى المناطق الآمنة،  سوف يصبحون في مواجهة رفاقهم السابقين، المنشقين عن الجيش.
وضعهم في مثل هذا الموقف والتركيز على خيار الانشقاق، سوف يظهر الأعداد الحقيقية من الجند ، الذين يختارون بمحض إرادتهم الحرب إلى جانب الأسد.
تركيا والعرب عليهم مساعدة قوات المعارضة, بشكل أكثر فاعلية في داخل سورية. بتقديم طائرات التحكم عن بعد العمودية، وتقديم شحن الأسلحة والعتاد، والهجوم على الدفاعات الجوية السورية وعلى مدافع الهاون. لكي يتمكنوا
من حماية المناطق الآمنة.

تركيا محقة في الحذر من نشر قواتها على الحدود ،لكي لايأخذ الأسد ذلك كذريعة بإعلان الحرب عليه، ويقوم بفعل مماثل أي
بنشر الجيش السوري على الحدود مع تركية.
تركية لديها البعض من طيرانها، وبإمكان دول الجامعة العربية تقديم أعداد أخرى بصورة سريعة.

الأمر كما كان الحال عليه في ليبيا، على المجتمع الدولي أن لا يتحرك، بدون تصديق واستدعاء من قبل بلدان المنطقة.
الذين هم أشدّ المتضررين من حرب الأسد على شعبه.

لذلك فا الأمر متوقف على الجامعة العربية وتركية، بوضع الخطط لتبني مثل هذا العمل.

إذا أرادت كل من روسيّا والصين الامتناع عن التصويت، عوضا عن اختبار فيتو اّخر، يفضي إلى المزيد من المجازر
عندها تستطيع الجامعة العربية العودة ، إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة للتصديق.

وإلا فعلى تركيا والجامعة العربية التحرك، بتخويل من أنفسهم ومن الثلاثة عشرة دولة العضو في مجلس الأمن، الذين صوتوا لصالح القرار،
 وكذلك المئة وسبعة ثلاثون دولة ، الذين أدانوا الوحشية التي يمارسها الأسد ضد شعبه.
العنفوان الصادرمن المحتجين السوريين، قد ارتفع خلال الإحدى عشر شهر الماضية، من خلال عزيمتهم و تصميمهم
على مواجهة الرصاص: بالأهازيج، الرسوم وأجسادهم.
المجتمع الدولي عليه أن يغضّن قوة اللاعنف هذه وأن يخلق ممرا للأمان والسلام. الذي هو الآن ممرا للموت.
السوريين لديهم القدرة على جعل ذلك يحصل . بقية العالم عليهم تقديم الأدوات لفعل ذلك.

كاتبة المقالة: آن ماري سلا وتر

بروفسوره في السياسة والعلاقات الدولية

جامعة برنس تون نيو جيرسي

عملت  مديرة التخطيط السياسي في الادارة الأمريكية  2009- 2011

عن صحيفة هيرالد تريبيون 25-26 شباط 2012

ترجمة: فرمز حسين

ستوكهولم

تنويه

المقالة المترجمة تعبر عن رأي
كاتبها فحسب. المترجم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق